وتراقب بكركي بأسف انفجارَ النزاع بين حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" على خلفية اجتماعات مجلس الوزراء، وتحديداً حول ملف الكهرباء، وإذا كان الشقّ التقني من اختصاص اللجنة المكلفة درس هذا الملف إلّا أنّ ما يعني بكركي هو مستوى التخاطب بين المسيحيين وامتداده الى وسائل التواصل الاجتماعي.
من وجهة نظر "القوات" فإنها لا تريد خلقَ مشكلات مع "التيار الوطني الحر"، وهي تعيش فترة مهادنة مع الجميع في ما يرتبط بالمسائل السياسية التي تعكِّر صفوَ الجوِّ العام، لكن في ما يخصّ ملفات الإصلاح والفساد وعلى رأسها ملف الكهرباء فلا مهادنة. وتجزم "القوات" أنّ "التيار" ليس مستهدَفاً بل إنّ الأساس هو إقرار خطة تُقلّص عجز الموازنة وتوقف الهدر في موزازنة الدولة.
وإذا كانت "القوات" لا تتعامل مع الملفات المطروحة بـ"الجملة" بل مع كل ملف على حدة، فإنّ وزراءَ "التيار الوطني الحر" يعتبرون أنّ نهج "القوات" الحالي هو استمرارٌ لنهجها في الحكومة السابقة، أي العرقلة من دون طرح خطط بديلة، وهذا الأمر سيؤخر إصلاحَ الكهرباء ويكبّد خزينة الدولة خسارة مزيد من الأموال.
ولا شك في أنّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي غاضبٌ من كل هذه الأوضاع، وقد بدأ تصويبَ سهامه على العمل الحكومي والأداء الذي لا يبشر بالخير.
وتؤكد مصادر بكركي لـ"الجمهورية" أنّ فترة السماح المعطاة للحكومة شارفت على الانتهاء، والمكتوب يُقرأ من عنوانه، وعنوانُ العمل الحكومي لم يصل الى مستوى تطلعات الشعب اللبناني، الذي شارف على خط الفقر والعوز فيما الدولة غائبة عن معالجة مشكلاته.
وتصف بكركي الاشتباك "القواتي - العوني" بالمؤسف، وترى أنه "لزوم ما لا يلزم" ويشنّج الأجواءَ فيما الفريقان متفقان في الجوهر على القضايا الأساسية.
ولا تحبّذ البطريركية الاشتباكَ الإعلامي بينهما، وتدعو الى حلِّ سوءِ التفاهم في كل الملفات وعلى رأسها ملفُ الكهرباء بعيداً من الإعلام وضمن اللجان. وترى أنّ كل فريق يحاول أن يوضح وجهة نظره، وهذا الأمر يجرّ ردوداً وردود فعل، بينما الأولوية هي لدرس كل الملفات في هدوءٍ ورويّة وعدم تشنيج الشارع.
وتكشف بكركي عن إمكان جمع القادة الموارنة قريباً لدرسِ شؤونٍ وطنية ووجودية خصوصاً أنّ البطريركية تنتظر أجوبتهم حول خطة النازحين التي اتفقت عليها لجنةُ بكركي.
ولا تستبعد أن تجمع رئيسَ حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ورئيسَ "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل بمفردهما، بمعزلٍ عن لقاء القادة الآخرين.
مواضيع: