تركيا: هل يسرق أردوغان انتصار المعارضة بإقالة الفائزين في الانتخابات

  02 ابريل 2019    قرأ 646
تركيا: هل يسرق أردوغان انتصار المعارضة بإقالة الفائزين في الانتخابات

فشل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الفوز الذي كان يتمناه في الانتخابات المحلية، فيما يتجه حزبه لتكبد هزيمة في مدينتي إسطنبول وأنقرة، ما يشكل صفعةً قويةً له، قبل حزبه.

لفت موقع "أحوال تركية"، إلى أبعاد هزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، فقال: "مع أن النتائج غير النهائية لهذه الانتخابات تعطي حزب العدالة والتنمية أكثرية نسبية بسيطة على المستوى الوطني، فإنها تكشف في المقابل هزيمة في هاتين المدينتين الكبيرتين اللتين سيطر عليهما الحزب، ربع قرن".

تراجع الاقتصاد

وتابع التقرير "يبدو أن الوضع الاقتصادي المتراجع قضم كثيراً من شعبية حزب العدالة والتنمية في المدن الكبيرة، بعدما اعتمد طويلاً منذ 2002 على ارتفاع مطرد للنمو في البلاد ما أتاح له تحقيق انتصارات انتخابية متتالية".

ودخل الحزب الإسلامي المحافظ هذه المرة الانتخابات البلدية، وهو يواجه انكماشاً للمرة الأولى منذ 10 أعوام، فيما سُجلت نسبة تضخم قياسية، وبطالة مرتفعة.

وقال برك ايسين الأستاذ المساعد في جامعة بيلكنت في أنقرة: "حتى الآن كان أردوغان يحصل على دعم قواعده الشعبية استناداً إلى المقولة التي تعتبر أن الاستقرار السياسي يجلب الازدهار الاقتصادي، لكنه في النهاية لم يجلب الاستقرار السياسي، ولا الازدهار الاقتصادي".

من جهة أخرى، رأى ايمري أردوغان الأستاذ في جامعة بيلغي في إسطنبول، في حديثة لأحوال تركية، أن "الاقتصاد لعب بالتأكيد دوراً في تراجع حزب العدالة والتنمية، لكن السبب الآخر والأهم هو دعم الناخبين الأكراد للمعارضة" إذ قرر حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تقديم مرشحين في جنوب شرق البلاد حيث غالبية السكان من الأكراد، ولم يقدم مرشحين في المناطق الأخرى لتجنب تشتيت الأصوات المناهضة لأردوغان.

وأضاف ايمري أن "الأرقام بشكل عام تكشف أن مرشحي المعارضة نجحوا في اجتذاب غالبية ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي".

وحسب التقرير، تشير النتائج غير النهائية إلى أن حزب العدالة والتنمية انهزم في ثلاث مدن كبرى أمام مرشحي المعارضة هي أنقرة، وإسطنبول وأنطاليا.

وإذا تأكدت النتائج الجزئية، فإن حزب العدالة والتنمية سيسيطر على 15 مدينة كبرى بدل 18 كانت معه حتى الآن، في حين أن حزب الشعب الجمهوري سيفوز بـ11 مدينة مقابل 6 حالياً.

وسارع أردوغان الإثنين إلى الكلام عن "نقاط ضعف" لدى الغالبية لا بد من العمل على مواجهتها.

وأوضح المحلل إيمري أردوغان أنه "إذا كانت هذه النتائج قد تضر بسمعة الرئيس، فإنها لن تؤثر على تقسيم المقاعد في البرلمان ولا على السلطة التنفيذية بعد إقرار النظام الرئاسي".

بداية النهاية
وفي سياق متصل، رأت آيسي أياتا، أستاذة العلوم السياسية في جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة، أن هذه النتائج مؤشر على "بداية النهاية" للغالبية الحالية.

وأضافت "لاحظ أردوغان في السنوات القليلة الماضية تراجع حزبه، لذلك نزل شخصياً وبقوة إلى المعركة مشاركاً بكثافة في التجمعات الانتخابية".

وسارع حزب العدالة والتنمية إلى إعلان تقديم طعون في العديد من المدن بينها أنقرة، وإسطنبول.

وقال الرئيس أردوغان السبت: "نعرف أننا كسبنا قلوب الناس حيث انتصرنا، ونقر بأننا لم نكن على المستوى حيث انهزمنا".

وتوقعت المحللة أياتا أن يكون رد فعل أردوغان "هادئاً لحماية الاقتصاد، فهو لا يزال يملك غالبية الأحياء في إسطنبول وهذا ما سيشدد عليه".

وفي أنقرة، فاز حزب العدالة والتنمية بغالبية أعضاء المجلس الانتخابي 40،96% حسب النتائج غير النهائية، ويمكن حسب المحللة أياتا "أن يستبدل رئيس البلدية من حزب الشعب الجمهوري بآخر من حزب العدالة والتنمية" عبر الإقالة.

من جهته، اعتبر المحلل ايمري أردوغان، أن غالبية في المجالس البلدية يمكن أيضاً "أن تحد من هامش المناورة" لرؤساء البلديات من المعارضة.

وبعيد الانتخابات المحلية في 2014 عينت الحكومة مسؤولين إداريين في 95 من البلديات الـ102 التي فاز فيها مرشحون من الموالين للاكراد.

وقال أردوغان في حملته الانتخابية إنه لن يتردد في ذلك مجدداً.

واعتبر المحلل ايسين أن "هذه النتائج ستعطي زخماً للمعارضة لانها خلقت سابقة لتحدي أردوغان وحزبه في الانتخابات المقبلة".

24ae


مواضيع:


الأخبار الأخيرة