وقالت قناة "سي بي أس نيوز" في تقرير على موقعها الإلكتروني إن تحركات الرئيس الروسي داخل بلاده لطالما أثارت شكوكاً بوجود تكنولوجيا من شأنها خلق اضطرابات في تقنيات رصد المواقع (GPS)، التي تستخدم في الآليات والعربات وحتى الهواتف المحمولة.
ويذكر التقرير حدثاً وقع في 15 مايو (أيار) 2018، عندما قطع بوتين وموكبه بشكل مثير الحدود من روسيا إلى جزيرة القرم المتنازعة مع أوكرانيا.
وعند مرور الرئيس الروسي من على الجسر الواصل بين الأرضين فوق مضيق كاريش، عانت السفن المرابضة في المكان من تشويش ضخم في نظام تحديد المواقع (جي بي أس) جعلها تظهر كأنها على بعد 65 كلم من مكانها الحقيقي، فوق الأرض، وتحديداً في وسط أحد المطارات.
وبحسب دراسة أجراتها منظمة "C4ADS" وجامعة تاكساس، واستخدامهما لمعطيات الـ"جي بي سي" البحرية العلنية، تم التعرف على نمط بات يظهر دوماً بالقرب من بوتين وحاشيته، يعطي دوماً قراءات غير صحيحة.
وفي داخل روسيا، تم التعرف على 5 مبان على الأقل ترتبط بالكرملين، تستخدم التقنية نفسها في تشويش نظام تحديد المواقع بين فترة وأخرى.
ويعتقد الباحثون أن تشويش النظام المذكور يهدف إلى حماية بوتين ومسؤولين روس من هجمات و/أو مراقبة من طائرات مسيرة تستخدم نظام تحديد المواقع.
ولكن في المقابل، فإن إيجاد هذا النوع من ميادين القوة فوق أماكن تواجد الزعماء، قد يكون، من جهة، دليلاً واضحاً على وجود شخصية مهمة في وسط تلك الميادين ما قد يلفت النظر، ومن جهة أخرى تشكل تقنيات الحمائية المزعومة تلك، خطراً على الآليات والمركبات وكل شخص يستخدم تلك التكنولوجيا.
ويؤكد تقرير صادر عن الباحثين وجود هذه التقنية على الأراضي السوري، محذرين من إمكانية التشويش على الطائرات التي تستخدم نظام تحديد المواقع للابتعاد عن بعض المخاطر.
ويلفت الباحثون إلى أنه تم التعرف على نظام في سوريا يبث شعاعاً مختلفاً تماماً، بل أضخم وأكبر عن ذاك الروسي، لكنه لا يشوش فقط، بل يحجب الخدمة تماماً عن الأجهزة المرتبطة بنظام تحديد المواقع، ما يعني أن الطائرات قد تكون عمياء تماماً أثناء مرورها في الأجواء السورية.
ويوضح الباحثون أن الحكومة الأمريكية تمتلك بدورها تكنولوجيا مشابهة، إلا أنه عند التجربة أو التشغيل، تقوم واشنطن بتحذير السفن والطائرات بخطوتها.
مواضيع: