وكانت الأمم المتحدة قد دعت إلى هدنة لمدة ساعتين، حتى يمكن إجلاء المصابين والمدنيين، لكن لم تلق استجابة.
وتقدمت قوات شرق ليبيا أو "الجيش الوطني الليبي"، بقيادة خليفة حفتر من الشرق والجنوب بهدف السيطرة على طرابلس.
واتهم فايز السراج، رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، في خطاب تلفزيوني، حفتر بتدبير انقلاب، وأضاف أن الحكومة "مدت يد السلام"، ولكن "المتمردين سيواجهون اليوم القوة والصرامة، ولا شيء غير ذلك".
ومن بين القتلى طبيب تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر، وقالت قوات حفتر إنها فقدت 14 مقاتلا.
وفي بيانه، قال وزير الخارجية الأمريكي إن بلاده "قلقه للغاية، إزاء القتال الدائر بالقرب من طرابلس"، مؤكدا على ضرورة إجراء محادثات سلام.
وأضاف البيان: "هذه الحملة العسكرية أحادية الجانب ضد طرابلس تعرض المدنيين للخطر، وتقوض آفاق مستقبل أفضل لجميع الليبيين".
وبدأت القوى الدولية عمليات إجلاء موظفيها وعسكرييها، وسط تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.
وتشهد ليبيا اضطرابات وانفلاتا أمنيا، منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
ما الذي يحدث على الأرض؟
تشن قوات الجيش الليبي الوطني التي يقودها الجنرال خليفة حفتر هجوما، متعدد الجوانب على طرابلس من الجنوب والغرب، منذ الخميس الماضي.
وقالت الأمم المتحدة إن دعوتها إلى هدنة إنسانية قد تم تجاهلها، وقالت خدمات الطوارئ إنها لم تتمكن من دخول المناطق التي يدور فيها القتال.
لكن متحدثا باسم الامم المتحدة صرح لوكالة فرانس برس بأنهم "لا يزالون يأملون في تلقي رد ايجابي".
ويوم الأحد، قالت قوات حفتر إنها شنت أول غاراتها الجوية، وذلك بعد يوم من إعلان حكومة الوفاق الوطني إنها قصفت قوات حفتر جوا السبت.
واستمر القتال حول المطار الدولي السابق جنوب العاصمة، الذي قال الجنرال حفتر في وقت سابق إن قواته قد استولت عليه.
وأبطأت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني تقدم قوات حفتر، وقال متحدث باسمها لقناة الجزيرة الأحد إن حكومته تعتزم الآن "تطهير" البلاد بأكملها.
ما هي عمليات الإجلاء التي حدثت بالفعل؟
قالت القيادة الأمريكية العسكرية في أفريقيا إنها اضطرت بسبب "تصاعد الاضطرابات" إلى نقل وحدة من القوات الأمريكية بشكل مؤقت، لكنها لم تفصح عن مزيد من التفاصيل بشأن العدد.
وقال وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوشما سواراج، إن وحدة كاملة مؤلفة من 15 فردا من قوة الشرطة الاحتياطية المركزية لقوات حفظ السلام جرى إجلاؤهم من طرابلس بسبب "تدهور الوضع في ليبيا بشكل مفاجئ".
وقررت شركة إيني الإيطالية للنفط والغاز المتعددة الجنسيات إجلاء جميع موظفيها الإيطاليين من البلاد.
كما تعتزم الأمم المتحدة سحب موظفيها غير الضروريين.
وأشارت تقارير إلى أن سكان طرابلس بدأوا في تخزين الطعام والوقود، وقال سيباستيان أشر، محرر بي بي سي للشؤون العربية، إن العديد من الأشخاص القريبين من المعارك يمكثون في منازلهم حاليا، خوفا من النهب في حالة مغادرتهم.
ما هي القوات المتحاربة؟
شهدت ليبيا اضطرابات منذ الإطاحة بالعقيد القذافي، وتشكلت عشرات الميليشيات في البلاد.
وتحالفت ميليشيات مؤخرا إما مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة، ومقرها في طرابلس، أو مع جيش التحرير الوطني للجنرال حفتر، المناهض للإسلاميين والذي يحظى بدعم مصر والإمارات العربية المتحدة وهو قوي في شرق ليبيا.
وساعد حفتر العقيد القذافي في الاستيلاء على السلطة في عام 1969 قبل الخلاف معه ونفيه إلى الولايات المتحدة، ثم عاد في عام 2011 بعد أن بدأت الانتفاضة ضد القذافي وأصبح واحدا من القادة الرئيسيين لقوات المعارضة التي كانت تتشكل في شرق البلد.
وشُكلت حكومة الوحدة الوطنية بناء على محادثات عام 2015 لكنها كافحت لتأكيد السيطرة داخل البلاد.
وألقى رئيس الوزراء فايز السراج خطابا تلفزيونيا يوم السبت قائلا إنه سيدافع عن العاصمة.
وقال السراج إنه قدم تنازلات للجنرال حفتر لتفادي سفك الدماء، فتلقى "طعنة في الظهر".
هل توجد خطط لمحادثات سلام؟
من المقرر إجراء محادثات تدعمها الأمم المتحدة تهدف إلى وضع خارطة طريق لإجراء انتخابات جديدة في الفترة من 14 إلى 16 أبريل/نيسان في مدينة غدامس الليبية التي تقع قرب مثلث حدود ليبيا مع كل من تونس والجزائر.
وأصر المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، على المضي قدما في تلك المحادثات، ما لم تعرقلها عقبات خطيرة، قائلا: "لن نتخلى عن هذا العمل السياسي بسرعة".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، في طرابلس الخميس الماضي لمناقشة الأزمة، لكن حفتر قال إن قواته لن تتوقف حتى تهزم "الإرهاب".
كيف كانت ردود الفعل؟
حضت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الطرفين على "وقف العمليات العسكرية فورا". ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في بيان، إلى وقف القتال فورا.
ودعت روسيا الطرفين إلى التوصل إلى اتفاق.
وحذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من التدخل الأجنبي في ليبيا.
أما وزير الخارجية المصري، سامح شكري، فقال إن مشاكل ليبيا لا يمكن أن تحل بالوسائل العسكرية.
ويذكر أن روسيا ومصر تدعمان حفتر.
مواضيع: