الصور: مؤسس "ويكيليكس".. من الاختباء إلى قبضة الشرطة

  11 ابريل 2019    قرأ 890
الصور: مؤسس "ويكيليكس".. من الاختباء إلى قبضة الشرطة

استيقظ العالم اليوم الخميس، على وقع خبر اعتقال الشرطة البريطانية مؤسس موقع "ويكيليكس" المختص بكشف الوثائق السرية وتسريبها، جوليان أسانج، من السفارة الإكوادورية في لندن، ما أثار ضجة كبيرة في مختلف وسائل الإعلام حول العالم.

 

ويعتبر العالم هذه اللحظة "تاريخية"، بسبب الأمور التي كشفها أسانج على مدار سنوات طويلة عمل خلالها على تسريب وثائق سرية في غاية الأهمية سياسياً واجتماعياً.


وهناك تضارب كبير في الآراء حول مصير مؤسس ويكيليكس، ففي حين يصفه البعض بالمدافع عن الحقيقة وحقوق الإنسان، يرى آخرون أنه عرض حياة الكثيرين إلى الخطر.

نبذة عن تاريخه
ولد جوليان أسانج في بلدة تاونسفيل بمقاطعة كوينزلاند في أستراليا عام 1971، وكان شغوفاً منذ طفولته بالرياضيات والفيزياء.


كان أسانج مولعاً بالتكنولوجيا والكمبيوتر، فأخذ يمضي وقتاً طويلاً في تعلم كتابة البرمجية واستكشاف العالم الافتراضي، حتى أصبح ضليعاً في مجال "الهاكنغ" واختراق أنظمة الكمبيوتر، وتصميم برامج التجسس والقرصنة.

عام 1989، عمل مع مجموعة من أصدقائه على أول مشروع لاختراق جهة مرموقة، عندما زرع الديدان الإلكترونية في أجهزة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، بهدف تخريب مهمة إطلاق مكوك فضائي يعمل بوحدات طاقة تعتمد على مادة البلوتونيوم المشعة، معرضاً سكان ولاية فلوريدا للخطر.


في حديثه لصحيفة "إندبندنت"، قال أسانج "عندما نجحت لأول مرة في الاختراق كانت متعتي تضاهي ما يشعر به طفل فاز على شخص بالغ في لعبة شطرنج. لا أصدق أن هناك أشخاصاً لا يجدون متعةً في هذا الأمر".


بدايات القرصنة
درس جوليان الفيزياء والرياضيات في جامعة ملبورن لكنه لم يتخرج، بل فضل أن يستبدل شهادته بممارسةَ هوايته المفضلة في اختراق الأنظمة، حتى إنه تعاون عام 1991 مع مجموعة من أصدقائه للتجسس على مقر أجهزة شركة الاتصالات الكندية "نورتيل" في مدينة ملبورن الأسترالية، فوجد نفسه يواجه 31 تهمة إلكترونية.


كان أسانج صاحب أول برنامج مجاني للبحث عن المنافذ port scanner، أسس عام 1993 وكانت أول شركة تزويد خدمة الإنترنت في أستراليا واسمها سابربيا Suburbia. ابتكر وطور نظام تشفير وهو Rubberhose، لحماية نشطاء حقوق الإنسان حول العالم.

عمل أسانج في أولى مراحل حياته العملية مبرمجاً في إحدى شركات الاتصالات في ملبورن، وشارك بصفة باحث في تأليف كتاب "عالم القرصنة على الجبهة الإلكترونية"، ولتفوقه في مجال الرياضيات، اقتحم عالم الإنترنت بجدارة.


عمل لمدة ثلاثة أعوام مع أكاديمية "سويليت" المختصة في البحث في مجال الإنترنت، ونشر خلال ذلك كتابه المعروف "العالم السفلي" Underground وكان من أكثر الكتب مبيعاً آنذاك.

 

تعرض جوليان لعقوبة تصل إلى السجن لمدة عشر سنوات، بسبب ما كان يقوم به من اختراقات إلكترونية لأنظمة عالية الدقة مثل الوزارات والبنوك وشركات الاتصالات، وبعد أن اعترف بـ25 تهمة حُكم عليه بغرامة مالية قدرها 1200 دولار وأُخلي سبيله.


تأسيس ويكيليكس
عام 2006، أسس أسانج موقع ويكيليكس، الذي يهتم بنشر وثائق وصور مسربة حساسة تخص الكثير من الشخصيات السياسية والدول والمؤسسات، ما جعله يتصدر عناوين الصحف في أنحاء العالم، وحصل على جائزة من "منظمة العفو الدولية" في العام 2009.


وبدأ ويكيليكس بعدها مسيرته المثيرة للجدل، وصولاً لأشهر تسريب له في أبريل (نيسان) عام 2010 حينما نشر لقطات تظهر جنوداً أمريكيين يقتلون بالرصاص 18 مدنياً من مروحية في العراق، إضافة إلى لقطات تعذيب أخرى من أفغانستان.


واستمر الموقع في نشر كميات جديدة من الوثائق من بينها خمسة ملايين رسالة بريد إلكتروني سرية من شركة الاستخبارات "ستراتفور"، ومقرها الولايات المتحدة.

وفي الوقت ذاته، اعتقلته الشرطة البريطانية بعد أن أصدرت السويد مذكرة اعتقال دولية بحقه بسبب اتهامه بالاعتداء الجنسي.


وقالت السلطات السويدية حينها، إنها تريد استجواب أسانج حول اتهامه باغتصاب امرأة، والتحرش بأخرى، وممارسة الجنس معها عنوة في أغسطس (آب) حين كان في زيارة إلى ستوكهولم لإلقاء محاضرة، إلا أن أسانج قال إن ممارسته الجنس مع المرأتين كانت بإرادة كل منهما.


تعرض جوليان إلى الكثير من المشكلات بعد التسريبات والوثائق التي نشرها حول الولايات المتحدة، ما جعله عرضة إلى الملاحقة القانونية من قبل الإنتربول في الكثير من الدول.


لجوء سياسي
قضى أسانج الشهور التالية في معركة قضائية لرفض تسليمه للسويد وهو قيد الإقامة الجبرية في بلدة بإنكلترا، في الوقت الذي أقرت فيه محكمة جزئية تسليم أسانج في فبراير (شباط) عام 2011، وهو ما أيدته لاحقاً المحكمة العليا.

وفي 14 يونيو (حزيران) عام 2012، رفضت المحكمة العليا طلبه لإعادة النظر في الطعن المقدم في القضية، وبعدها بأيام قليلة، لجأ أسانج إلى سفارة الإكوادور في لندن، حيث مكث هناك بعد أن منحته هذه الدولة التي تعرف بخلافها السياسي مع الولايات المتحدة حق اللجوء السياسي في 16 أغسطس (آب) عام 2012.


تخللت إقامته في سفارة الإكوادور الكثير من اللقاءات الصحافية، ما جعله نقطة اهتمام وسائل الإعلام العالمية حتى اللحظة.


خلاف مع بريطانيا
عام 2014 وتحديداً شهر سبتمبر (أيلول)، تقدم أسانج، بشكوى من مقر إقامته في سفارة الإكوادور إلى الأمم المتحدة، قائلاً إنه "محتجز تعسفياً" لأنه لا يمكنه المغادرة دون أن يعتقل.


وبعدها بعامين، أصدرت اللجنة الأممية قراراً لصالح أسانج في فبراير (شباط)، وقالت إنه "اعتقل تعسفياً"، وأن له الحق في التحرك بحرية وفي الحصول على تعويض بسبب "حرمانه من الحرية".

إلا أن القرار لا يعتبر ملزماً من الناحية القانونية لبريطانيا، حيث قالت وزارة الخارجية البريطانية إن هذا القرار "لن يغير شيئاً"، مؤكدة أنها ستعتقل أسانج إذا غادر مقر السفارة التي يمكث فيها حالياً.


مخاوف من أمريكا
وبعد حوالي 7 سنوات من الإقامة في السفارة الإكوادورية في لندن، سحبت الإكوادور من أسانج حق اللجوء بسبب "انتهاكاته المستمرة للاتفاقيات الدولية".


وهذا ما صرح به رئيس الإكوادور لينين مورينو، اليوم الخميس، إن الإكوادور سحبت وضعية اللجوء الممنوحة لمؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج بسبب انتهاكاته المستمرة للاتفاقيات الدولية.


وقال في رسالة مصورة تم نشرها على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي "السلوك الفظ والعدواني من جانب جوليان أسانج بالإضافة إلى البيانات العدائية والتي تحمل طابع التهديد من جانب منظمة مجهولة ضد الإكوادور جعلت وضعية اللجوء غير قابلة للاستمرار".

وأضاف أن أسانج انتهك اتفاقيات اللجوء الدبلوماسي أكثر من مرة، موضحاً "لقد انتهك بالتحديد مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".


وكان أعلن موقع ويكيليكس الأسبوع الماضي، أن أسانج سيطرد من سفارة الإكوادور "خلال ساعات أو أيام"، وسط مخاوف من تعرضه للتسليم للسلطات الأمريكية التي تسعى لمحاكمته بتهمة التجسس.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة