ووفقاً لما ذكرته صيحفة "زمان" التركية المعارضة، اليوم السبت، انتقد غول تعامل حكومة سلفه رجب طيب أردوغان مع الانتخابات المحليات الأخيرة، مشيراً إلى أن "الامتناع عن تسليم محاضر التنصيب لرؤساء البلديات الجدد، رغم أنهم أكملوا كل الإجراءات القانونية اللازمة للترشح قبل الانتخابات لم يكن خطوة قانونية"، في إشارة منه إلى مبادرة اللجنة العليا للانتخابات إلى إسقاط رئاسة المرشحين المنتخبين من قبل الشعب للبلديات، بدعوى فصلهم من وظائفهم بموجب مراسيم حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة بحجة التصدي للانقلابيين.
وأضاف أنه "يجب تجنّب مواقف تثير الشبهات حول نزاهة الانتخابات في تركيا"، مؤكداً أنه "كان يجب الإعلان عن نتائج الانتخابات المحلية ووضع نقطة النهاية للنقاشات وإيقاف حالة الاحتقان السياسي بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية والطعون".
وأردف غول، بحسب الصحيفة التركية، أنه "لم تصبح الانتخابات في تركيا سبباً مثيراً للجدل والاحتقان من قبل، منذ أن انتقلت تركيا إلى النظام التعدد الحزبي في عام 1950، أي منذ 70 عاماً تقريباً، إلا أننا لاحظنا في الفترة الأخيرة أن الانتخابات ونتائجها أصبحت محطّ الشبهات وأثارت الاحتقان السياسي في البلاد وهذا الوضع يلحق أضراراً –شئنا أم أبينا- بسمعة واعتبار تركيا في الخارج وفي الداخل، ومن المؤسف أن نرى أن حالة الاحتقان أصبحت أكثر حَّدة في انتخابات المحليات الأخيرة".
وأكد غول أن "الأحداث التي شهتدها تركيا بعد بدء الإعلان عن النتائج في إسطنبول، والتأخير عن بيان النتائج النهائية إلى هذا الحد، ألقت بظلالها على نزاهة الانتخابات".
وأعاد غول للأذهان أنهم، أي حزب "العدالة والتنمية"، قد تعرضوا لمعاملات خاطئة فيما مضى، ثم أكد قائلاً: "يجب علينا أن نتجنّب ارتكاب تلك الأخطاء ذاتها بعدما تمكّنّا من السلطة وأصبحنا أقوياء".
وكانت النتائج الأولية غير الرسمية، كشفت عن فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو بمنصب رئيس بلدية إسطنبول، إلا أن حزب العدالة والتنمية طعن على النتائج، وطالب بإعادة فرز الأصوات في عدد من اللجان الانتخابية، ليطالب فيما بعد بإعادة عملية التصويت في إسطنبول بأكملها مرة أخرى.
يذكر أن الرئيس السابق عبد الله جول كان من الأسماء الوازنة داخل حزب العدالة والتنمية، ورفيقَ درب رئيسه رجب طيب أردوغان منذ تأسيسه، قبل تعرّضه للتهميش على يد الأخير، وتأتي هذه التصريحات صارمة لأول مرة منذ إحالته للتقاعد، وتتزامن مع زيادة المزاعم الواردة حول مبادرة المعارضة الداخلية في حزب أردوغان إلى تأسيس حزب جديد.
وكان آتيلجان بايار، النائب السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أكد حديثاً استعداد المعارضين ضمن صفوف الحزب لتشكيل حزب سياسي جديد بقيادة رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو والوزير السابق علي باباجان، ودعم عبد الله غول، عقب الانتخابات المحلية، وستم الإعلان عن برنامجه السياسي في غضون شهر.
مواضيع: