وتشغل الفلاحة 35 في المائة من العمالة بالمغرب، محتلة بذلك المرتبة الثانية بعد قطاع الخدمات الذي يشغل 42 في المائة من العمالة، ومتفوقة على الصناعة التي تشغل 12 في المائة، وقطاع البناء والأشغال الذي يشغل 8 في المائة من العمالة، حسب إحصاءات المندوبية السامية للتخطيط لسنة 2018.
كما يعدّ الوسط القروي أقل بطالة من الوسط الحضري في المغرب؛ إذ بلغ معدل البطالة في الوسط القروي بالمغرب 3.5 في المائة، مقابل 14 في المائة بالوسط الحضري. وترتفع أيضاً نسبة التشغيل وسط النساء والشباب في الوسط القروي؛ إذ تصل نسبة النشاط وسط النساء القرويات 30 في المائة، مقابل 18 في المائة وسط النساء الحضريات.
غير أن هذه الأرقام تخفي جوانب مظلمة من واقع التشغيل في العالم القروي، والذي يتسم بالهشاشة المفرطة مقارنة مع العمل في المدن.
وتشير الإحصاءات التي نشرتها المندوبية السامية للتخطيط إلى أن 80 في المائة من العمال الزراعيين في المغرب لا يتوفرون على عقود عمل، وأن أقل من واحد في المائة مع العمال الزراعيين بالبلاد مؤطرين نقابياً، وأقل من 10 في المائة منهم يستفيدون من التغطية الصحية، إضافة إلى ضعف التأهيل المهني؛ إذ إن 82 في المائة من العمال الفلاحيين لا يتوفرون على أي شهادات دراسية، وغالبيتهم يمارسون عملاً يدوياً، إضافة إلى عدم استمرارية الشغل طوال أيام السنة بسبب طبيعة العمل الزراعي.
ويقدر عدد السكان النشطين في القرى، حسب مندوبية التخطيط، بنحو 9.5 مليون شخص، مقابل نحو 16 مليون شخص في المدن. غير أن هذا العدد أصبح مهدداً بالانخفاض تحت وطأة إغراءات الهجرة القروية التي ازدادت مع انتشار وسائل الاتصال في العالم القروي، ودور محتوياتها في كشف الهوة بين أسلوب عيش شباب المدن ونظرائهم في القرى.
في هذا السياق، وجّه العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب افتتاح البرلمان خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بالعمل على مشروع وطني جديد يستهدف انبثاق طبقة وسطى فلاحية على غرار مثيلتها في الوسط الحضري.
في الاتجاه ذاته، يسعى البرنامج العلمي لـ«الملتقى الدولي للفلاحة» إلى أن يشكل محطة بارزة هذه السنة في سياق بلورة هذا المشروع التنموي الجديد، من خلال التركيز على تشخيص الوضع واستكشاف التجارب الدولية الرائدة، خصوصاً في هولندا وسويسرا وفرنسا وألمانيا، التي ستعرف كل واحدة منها تنظيم يوم دراسي خاص خلال الملتقى حول تجربتها في مجال التنمية المستدامة والتشغيل في القرى. كما سيشهد الملتقى مناقشة وتقييم السياسات المغربية في مجال التشغيل بشكل عام والتشغيل القروي بشكل خاص. إضافة إلى ذلك، سينظم خلال الملتقى كثير من الأنشطة التي تستهدف مواكبة المستثمرين في المجال الفلاحي بالمغرب وربط الاتصال بين رجال الأعمال والشركات المشاركة، ومنتدى للشباب حاملي المشاريع. وستعرض أيضاً في الملتقى نتائج البحث الزراعي والبيطري للجامعات والمعاهد المغربية.
مواضيع: