خمسة أحداث تاريخية ألهمت صناع مسلسل لعبة العروش

  20 ابريل 2019    قرأ 823
خمسة أحداث تاريخية ألهمت صناع مسلسل لعبة العروش

بدأ عرض الموسم الثامن من مسلسل لعبة العروش، أحد أنجح الأعمال التمثيلية الخيالية على الإطلاق.

وبلغ عدد مشاهدات الحلقة الأولى من الموسم الجديد، التي عُرضت في 14 أبريل/نيسان، أكثر من 17 مليون مشاهدة في الولايات المتحدة وحدها. وهو رقم قياسي على حد وصف الجهة المنتجة للمسلسل "إتش بي أو".

لكن رغم الحبكة التي تدور حول السحر والتنانين، إلا أن أحداث المسلسل تشبه عددا من الأحداث التاريخية بشكل يفوق تخيل متابعيه.

ومسلسل لعبة العروش مستوحى من سلسلة كتب للمؤلف جورج ر. ر. مارتن، وهو المنتج المنفذ للمسلسل. وكثيرا ما تحدث عن تأثره بالأحداث التاريخية في كتاباته.

وقال مارتن لصحيفة الغارديان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "طالما أحببت التاريخ. لكنني لا أهتم بتحليل السياقات السياسية والاقتصادية، أو التحولات الثقافية. بل أهتم بالحروب، والاغتيالات، والخيانات... وهي الأحداث التي تحمل مادة ثرية."

وفيما يلى خمسة أحداث تاريخية ألهمت صناع المسلسل:

1- حرب الورود
كانت حرب الورود مجموعة كبيرة ومعقدة من المواجهات والصراعات حول عرش انجلترا في القرن الخامس عشر.

ودارت الحرب بين قوات دوق لنكاستر، وقوات دوق يورك، وهما الفرعان المتصارعان من العائلة الأنجوية الملكية (بلانتاجينيت)، التي حكمت انجلترا لأكثر من 300 عام.

وأُرّخت الحرب في كتاب من أربعة أجزاء بعنوان "بلانتاجينيت"، صدر في خمسينيات القرن العشرين، وكتبه المؤرخ توماس كوستاين.

وكثيرا ما تحدث مارتن عن حبه لكتابات كوستاين التاريخية. وتتشابه أحداث حرب الورود مع الصراع الرئيسي الذي تدور حوله أحداث مسلسل لعبة العروش، وهو الصراع بين عائلتي لانيستر وستارك للسيطرة على قارة ويستيروس الخيالية.

2- المحاكمة بالنزال

في الموسم الأول من لعبة العروش، اتُهم تيريون لانيستر (الذي قام بدوره الممثل الأمريكي بيتر دينكليغ) بقتل لورد جون أرين.

لكنه فر من العقاب بمطالبته بـ "محاكمة بالنزال".

وأمر لانيستر حارسه الشخصي برون بخوض قتال فردي للفوز بحرية سيده.

وهذه الحبكة أبعد ما تكون عن الخيال. فالمحاكمة بالنزال كانت مرجعا قانونيا في العصور الوسطى، لجأ إليها المتنازعون لتسوية الخلافات القضائية.

وكانت الأطراف المتناحرة تستأجر محاربين للنزال من أجل الفوز بحجتهم.

لكن على عكس المسلسل، لم تنته هذه الخلافات بأعمال قتل قاسية. وعادة ما كانت تنتهي باستسلام الخاسر.

3- "الزفاف الأحمر" أم "العشاء الأسود"؟
جاء الجزء الثالث من لعبة العروش بواحدة من أكثر الأحداث قسوة ومفاجأة في المسلسل، حين مات ثلاثة من الشخصيات الرئيسية في حلقة واحدة.

وفي هذه الحلقة، اغتيل روب ستارك، وأمه كاتيلين، وعروسه الحامل تاليسا، أثناء مأدبة عشاء.

ومرة أخرى استوحى مارتن أحداث الحلقة، التي عُرفت بـ "الزفاف الأحمر"، من أحداث تاريخية حقيقية.

والحدث الذي ذكرته الحلقة هنا هو "العشاء الأسود".

وهذا هو الاسم الذي تُعرف به الواقعة التي شهدتها اسكتلندا في أربعينيات القرن الخامس عشر، حين دعا الملك جيمس الثاني، البالغ من العمر عشرة أعوام، اثنين من أفراد واحدة من أقوى العائلات، وهما إيرل دوغلاس وشقيقه الأصغر. وبعد العشاء، قطع رأسيهما.

وقال مارتن لمجلة إي دابليو: "تركز الروايات التاريخية على أن أحدهم وضع رأس خنزير بري أسود على المأدبة، كإشارة للموت. وسيق إيرل دوغلاس وشقيقه إلى البرج، وقُطع رأسيهما رغم توسلات الملك جيمس."

4- جدار الثلج الحقيقي
في أحداث المسلسل، بُني جدار من الثلج، بطول 500 كيلومترا على الحداد الشمالية للممالك السبع في قارة ويستيروس لحمايتهم من الهجمات. ويزيد ارتفاعه على مئتي متر.

ويقوم "الحرس الليلي" على حراسة الجدار، وهو مجموعة من الفرسان التي ينتمي إليها أحد أهم شخصيات المسلسل، جون سنو.

والمعادل الواقعي لهذا الجدار قد يكون أصغر حجما، لكنه ليس أقل أهمية. ويُعرف بـ "جدار هادريان".

ويمكن زيارة بقايا هذا الجدار الهائل، الذي امتد بطول 117 كيلومترا. وزاره الملايين على مدار عقود، من بينهم جورج مارتن نفسه في ثمانينيات القرن العشرين.

وقال مارتن لمجلة رولينغ ستون إنه كان يزور أصدقاءه في انجلترا "وأخذني أحدهم لزيارة جدار هادريان. وكثيرا ما يراودني تساؤلا حول نظرة الجندي الروماني للحياة، وهو يقضي أيامه في مراقبة المدى البعيد من فوق هذه التلال."

5- "تاج ذهبي"
في نهاية الموسم الأول، طلب فيسيريس تارغاريين (الذي أصبح لاحقا ملكا على ويستيروس) من المقاتل كال دروغو توفير جيش في مقابل أن يزوجه تارغاريين من شقيقته داينيريس.

وفي سبيل الوفاء بهذا الوعد، صوب فيسيريس السيف نحو بطن شقيقته الحامل.

ووافق دروغو على إعطاء فيسيريس "تاجا ذهبيا يرتعش الرجال لحيازته".

لكن اتضح أن "الجائزة" ما هي إلا فخ، فبعد تجريد فيسيريس من السلاح، صهر دروغو حزاما ذهبيا في إناء، و"توّج" فيسيريس بصب الذهب على رأسه وقتله.

ويبدو أن واقعة مماثلة حدثت للإمبراطور الروماني فاليريان عام 260 ميلادية.

وكتب المؤرخ الروماني، فلافيوس يوتروبيوس، في القرن الرابع الميلادي إن قوات فارسية اعتقلت الإمبراطور، وأجبرته على بلع معدن نفيس منصهر.

وهذه رواية واحدة ضمن الكثير من الروايات حول موت فاليريان، لكنها ألهمت مارتن لكتابة نسخته التليفزيونية الخاصة.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة