صحيفة ألمانية: سيتعين على أوروبا التحدث إلى حفتر

  22 ابريل 2019    قرأ 953
صحيفة ألمانية: سيتعين على أوروبا التحدث إلى حفتر

نشرت صحيفة "ديتزايت" الألمانية، تقريراً تحت عنوان "لا شيء يعمل في ليبيا بدون المشير حفتر" حول الوضع في ليبيا في ظل العملية العسكرية الدائرة في محيط العاصمة طرابلس .

ورأت الصحيفة أن عملية السلام التي رعتها الأمم المتحدة في ليبيا قد فشلت ووصلت إلى طريق مسدود أعقبه قتال حول طرابلس، وقالت: "بغض النظر عن كيفية انتهاء هذا القتال، سيتعين على أوروبا التحدث إلى خليفة حفتر".

وأضافت "بدأ تقدم المشير خليفة حفتر في شرق ليبيا ويبدو أن نجاحاته هناك دفعته لمهاجمة طرابلس، ففي مدينتي بنغازي ودرنة هزم الجيش الوطني الليبي بقيادته الجماعات المتطرفة وبعد ذلك سيطر على الجنوب الغربي دون مقاومة كبيرة".

وتابعت "انحازت العديد من الجماعات المحلية إلى الجيش الوطني الليبي الذي نجح في طرد العديد من المجاميع الإجرامية من تشاد المجاورة لخارج البلاد وهي جماعات روعت السكان المحليين الليبيين لسنوات كما أنهى حفتر النزاعات القبلية وساهم جيشه في تحسين الظروف المعيشية لغالبية السكان، بالنسبة لمعظم الناس في الشرق والجنوب، يعتبر حفتر بطلاً".

ورجحت الصحيفة الألمانية في تقريرها إحتمال أن حفتر كان يمكنه أخذ طرابلس بسرعة كما حصل في الجنوب، مضيفةً أن "بعض الميليشيات في الغرب ظلت محايدة بدلاً من الإنضمام إلى حفتر وذلك قبل أن تنحاز مصراتة كأكبر قوة عسكرية في غرب ليبيا، إلى جانب المدافعين عن طرابلس، والآن هناك جمود في ساحة المعركة “.

ومع ذلك، من الواضح أن جهود السلام التي بذلتها الأمم المتحدة لأكثر من 4 سنوات لم تحقق الاستقرار للبلاد – وأن العنف وانعدام الأمن هناك لهما تأثير على الاتحاد الأوروبي. وبالتالي على ألمانيا، وفقاً للصحيفة الألمانية.

وأشارت الصحيفة إلى تركز جهود الأمم المتحدة على الاتفاق السياسي الذي تم التوقيع عليه شهر ديسمبر (كانون الأول) 2015 بعد مفاوضات طويلة في المغرب، وقالت : "لقد أسس الاتفاق حكومة وفاق وطني تحت رئاسة فايز السراج وتم الاعتراف بها فيما بعد من قبل مجلس الأمن الدولي كحكومة ليبية".

وشخصت الصحيفة المشكلة السياسية في ليبيا بشكل دقيق وقالت: "كانت هناك مشكلة هي أن الليبيون الذين وقّعوا الاتفاق السياسي لم يكونوا يمثلون أي مجموعات قوية في البلاد ولا من الشعب ، وحتى الآن ، لم يمنح البرلمان الثقة لحكومة الوفاق وفق الإتفاق السياسي نفسه، فكيف تكون قانونية ؟".

وترى الصحيفة، أن حكومة الوفاق معترف بها دولياً لكنها تحت هيمنة ميليشيات طرابلس، بما في ذلك المتطرفين والمجرمين ومعظم الناس في الشرق لا يريدون أن يكونوا تابعين لمثل هذه الحكومة أما الآن فأن ميليشيات طرابلس ، إلى جانب الميليشيات القوية من مصراتة ، تدافع عن العاصمة .

كما تؤكد الصحيفة بأن هذه الحكومة والمليشيات مدعومة من قبل جماعات مسلحة أخرى ذات سمعة مشكوك فيها من بينهم كتائب الفاروق التابعة لتنظيم القاعدة من مدينة الزاوية والمتطرفين في سرايا دافع عن بنغازي وجبهة الصمود بقيادة صلاح بادي الذي فرضت الأمم المتحدة عقوبات عليه بعد مهاجمته طرابلس في سبتمبر (أيلول) الماضي وإستهدافه المناطق السكنية.

سيناريوهات
وتعتقد الصحيفة الألمانية، أن هناك الآن 3 سيناريوهات للحرب وهي أن يسيطر الجيش الوطني الليبي على طرابلس ؛ أن تفوز القوات المدافعة عليه أو أن يستمر الجمود.

السيناريو الأول يمكن أن يكون التالي وفقاً للتقرير: "أن يحاول الجيش الوطني الليبي إضعاف المدافعين وقتالهم إن أمكن، خارج المدينة بقوته النارية المتفوقة ويجنب بذلك وقوع الخسائر بين السكان المدنيين، وإذا تم إضعاف ميليشيات العاصمة ومصراتة بشكل كافٍ، فسوف يقوم بدفع سريع إلى الوسط لغزو طرابلس دون قتال أو إصابة المدنيين".

وتضيف: "مع ذلك لن يكون لحفتر السيطرة على البلد بأكمله لأن مصراتة ستستمر في المقاومة وأيضاً يفترض قريباً أن تُعين حكومة انتقالية يوافق عليها البرلمان، وتتمثل مهمتها في الإعداد وإجراء انتخابات مبكرة ليس من الواضح إذا كان سيدخلها شخصياً أو ربما سيدعم مرشحاً معنياً. أو أن يقود البلاد إلى نوع من الديكتاتورية العسكرية، كما يخشى البعض في الغرب".

ماذا يفعل المجتمع الدولي؟
في السيناريو الثاني تقول الصحيفة: "ستقوم ميليشيات طرابلس ومصراتة على الأقل بإجبار الجيش الوطني الليبي على العودة إلى جبل نفوسة التي تبعد حوالي 80 كيلومتراً جنوب طرابلس وقد يتسبب ذلك في إضعافه وتقسيم البلاد ولسنوات كانت هناك حركة انفصالية قوية غير راضية عن نية حفتر الحفاظ على ليبيا كدولة موحدة".

أما السيناريو الثالث، وفقاً للصحيفة، فهو استمرار الجمود، مع أو بدون وقف إطلاق النار على المشارف الجنوبية لطرابلس.

في السيناريوهين الأخيرين، أوضح التقرير، أنه من المرجح أن تستمر حكومة الوفاق بشكل أو بآخر في السلطة ولكن سيظل موقفها الضعيف ضعيفاً بالفعل وستصبح ميليشيات طرابلس أكثر قوة وستحاول ميليشيات مصراتة التي تلعب دوراً رئيسياً في الدفاع عن هذه الحكومة استعادة نفوذها السابق في العاصمة وهنا من المحتمل أن تتفاقم النزاعات في المدينة بين هؤلاء .

أما بالنسبة لأوروبا، سيكون لهذه التطورات بالتأكيد تداعيات، حتى لو كان من غير المحتمل أن يؤدي العنف إلى حركات هجرة كبرى جديدة حيث لا يوجد حتى الآن سوى مركز استقبال واحد للاجئين في منطقة القتال وقد تم إجلائه بالفعل كما إستبعدت أن يهرب الليبيون أنفسهم إلى أوروبا، كما أظهرت الأحداث في ثورة 2011 وفجر ليبيا في 2014 وقالت : "إنهم يميلون إلى البقاء في مناطق آمنة في بلدهم أو الذهاب إلى البلدان المجاورة ، مثل تونس".

التحدث إلى حفتر
ووفقاً للصحيفة، "من المحتمل أن يلعب حفتر أيضاً دوراً مهماً في قضية الهجرة في المستقبل، لأنه لا يهيمن الآن على الحدود الجنوبية وطرق المهربين فقط ولكن أيضًا على الأقل على جزء من أماكن المغادرة على الساحل. لذلك، سيتعين على دول مثل إيطاليا التحدث إليه عاجلاً أم آجلاً".

وإستطردت الصحيفة بالقول: "كان حفتر ولا يزال الشريك الوحيد الممكن لمحاربة الإرهاب في جنوب البلاد والذي يشكل تهديداً قاتلاً للمنطقة بأسرها بما في ذلك تلك البلدان التي ينتشر فيها الجنود الألمان، لقد فهم الفرنسيون ذلك بالفعل، ومن ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن حكومة الوفاق قد فشلت في الواقع وسوف تصبح كرة لدى المليشيات المنتشرة في طرابلس أكثر مما كانت عليه في السابق".

وختمت الصحيفة: "سيتعين على أوروبا والأمم المتحدة إيجاد نهج جديد تماماً لتحقيق الاستقرار في هذا البلد المهم للغاية بالنسبة لأوروبا، يمكن لألمانيا أن تلعب دوراً مهماً بمقعدها الحالي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتأثيرها في أوروبا .. ملاحظة المحرر .. في نسخة سابقة من المقال ، أشرنا عن طريق الخطأ إلى خليفة حفتر على أنه جنرال. في الواقع ، هو مارشال. نعتذر عن الخطأ".

24ae


مواضيع:


الأخبار الأخيرة