يعكس هذا النمط تفضيل كوريا الشمالية الواضح لمواصلة التفاوض مباشرة مع ترامب، الذي اتخذ نهجاً تصالحي على صعيد المحادثات النووية مع كوريا الشمالية على عكس الكثير من نوابه، بحسب ما ذكرت "صوت أمريكا".
إلا ترامب
ويرى المتخصص في السياسة الأمنية لشرق آسيا في مركز ستيمسون في واشنطن ديفيد كيم، أن الكوريون الشماليون "يجيدون تحديد الخط" ويتوقعون أنهم "طالما لا يضربون (ينتقدون) ترامب هم موفقين بهذه الخطوة".
وعلى النقيض تماماً قامت كوريا الشمالية بتوجيه الانتقاد للكثير من المسؤولين الأمريكيين في الأسابيع الأخيرة.
ويشير كيم إلى أن كوريا الشمالية تبذل "جهد دقيقاً" لزيادة الضغط التفاوضي على الولايات المتحدة دون الوصول إلى عرقلة كاملة أو توقف للمحادثات.
بومبيو.. فارغ
نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية المركزية "K.C.N.A" عن مسؤول بوزارة الخارجية الكورية قوله إن "بومبيو" يتحدث بالمهاترات و"وقصص ملفقة تماماً ككاتب القصص الخيالية".
ويبدو أن كوريا الشمالية غير راضية عن جلسة استماع الكونغرس الأمريكي لوزير الخارجية عندما وصف الزعيم الكوري الشمالية بأنه "طاغية".
واتهمت بيونغ يانغ بومبيو بتقديم مطالب غير معقولة لنزع السلاح النووي خلال اجتماعات مع نظرائه من كوريا الشمالية.
من جانبه قلل بومبيو من التعليقات، وأصر الأسبوع الماضي على أنه "لا يزال مسؤولاً" عن الفريق الذي يتفاوض مع كوريا الشمالية.
بولتون "ضعيف البصر"
تلقى مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جون بولتون، موجه من الانتقادات من قبل مسؤولين في بيونغ يانغ كان أبرزها "حثالة الإنسان" و "مصاص الدماء".
وقال مسؤول بوزارة الخارجية في كوريا الشمالية عن بولتون يرتدي النظارات "يبدو أنه ضعيف البصر ".."لم يقدم المستشار بولتون ملاحظة معقولة على الإطلاق".
ويعد بولتون، أحد أكثر المسؤولين "الصقور" المتشددين في واشنطن بشأن السلاح النووي في كوريا الشمالية، وتعامل مع كوريا الشمالية أيضاً أثناء إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش.
وقبل شهر واحد فقط من انضمامه إلى إدارة ترامب العام الماضي، كتب بولتون مقال رأي في صحيفة "وول ستريت جورنال" بعنوان: "القضية القانونية لضرب كوريا الشمالية أولاً".
وأثار بولتون غضب كوريا الشمالية من خلال اقتراحه أن تتبع بيونغ يانغ نموذج ليبيا المتمثل في تسليم برنامجها النووي بالكامل من جانب واحد.
علاقة كيم بترامب "ممتازة"
على عكس تعاملها مع بومبيو وبولتون، تبذل كوريا الشمالية جهدها في الإشادة بالعلاقات الودية التي تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون.
وقال الدبلوماسي الكوري الشمالي تشون سون هوي، في مارس (آذار) إن "الكيمياء الشخصية بين ترامب وكيم لا تزال رائعة بشكل غامض".
لم يكن ترامب وكيم ودودين دائماً بل وصلت الأمور بينهما إلى التهديدات المباشرة وأطلق ترامب على كيم اسم "رجل الصواريخ الصغير" وهدد بـ "تدمير كوريا الشمالية بالكامل" وسط تجارب كوريا الشمالية النووية والصاروخية المتكررة.
ويقول محللون إنه "بالنظر إلى نهج ترامب الأكثر ليونة، من المرجح أن كوريا الشمالية تعتقد أنها يمكن أن تحصل على صفقة أفضل إذا تفاوضت مباشرة مع ترامب".
ما هو التالي؟
على الرغم من توقف ترامب وكيم عن إهانة بعضهما البعض في الوقت الحالي، إلا أن المحادثات متوقفة بدورها أيضاً.
واستبعد ترامب بعض كبار مستشاريه، بمن فيهم وزير الدفاع السابق جيم ماتيس، بقراره تعليق المناورات العسكرية واسعة النطاق مع كوريا الجنوبية، وهي من الأمور التي اثارت حفيظة بيونغ يانغ.
وبعد إعلان وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على شركتي شحن صينيتين بسبب عمليات التسليم إلى كوريا الشمالية، عكس ترامب هذه الخطوة فجأة.
وجاء في شرح إلغاء العقوبات، قول السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة ساندرز: "الرئيس ترامب يحب الرئيس كيم، ولا يعتقد أن هذه العقوبات ستكون ضرورية".
وفي قمتين بين ترامب وكيم، يعترف المسؤولون الأمريكيون أنهم لم يتوصلوا حتى إلى اتفاق بشأن استمرار المحادثات أو نزع السلاح النووي الكوري الشمالي.
مواضيع: