وتركز نصيحة منظمة الصحة العالمية الجديدة على المشاهدة السلبية - أي ترك الطفل أمام جهاز تلفزيون أو شاشة كمبيوتر، أو منحه جهاز كمبيوتر لوحي أو هاتفا محمولا لمجرد التسلية أو الإلهاء.
وتهدف النصيحة إلى معالجة مشكلة قلة نشاط الأطفال، وهو عامل خطر رئيسي لحالات الوفاة على مستوى العالم، والأمراض المرتبطة بالسمنة.
وهذه المرة الأولى التي تصدر فيها منظمة الصحة العالمية توصيات بشأن النشاط البدني والسلوكيات التي تتسم بالخمول والنوم بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة.
وبالإضافة إلى التحذير من الجلوس السلبي أمام الشاشات، تقول المنظمة إنه لا يجب أن يقضي الأطفال وقتا يزيد عن ساعة واحدة في المرة مقيدين في العربات التي تُدفع بالأيدي أو مقاعد السيارات أو حمالات الأطفال.
ومن المقرر تقديم هذه الإرشادات في المؤتمر الأوروبي للسمنة في مدينة غلاسغو البريطانية يوم الأحد المقبل.
النصائح
وتستند نصائح منظمة الصحة العالمية إلى أدلة متاحة، لكن لا يزال هناك نقص في الدراسات الحاسمة بشأن الأضرار والفوائد المحتملة لاستخدام الشاشات.
ومع ذلك، من غير المرجح أن الأطفال الصغار للغاية يستفيدون من المشاهدة السلبية والجلوس أمام الشاشات، كما تقول الطبيبة جوانا ويلومسن، أحد من شاركوا في صياغة إرشادات المنظمة الدولية.
وتضيف ويلومسن "يجب تحويل وقت الخمول إلى وقت جيد. فقراءة كتاب مع طفلك، على سبيل المثال، يمكن أن يساعده على تطوير مهاراته اللغوية".
"الطفل الذي يتم إعطاؤه جهاز كمبيوتر لوحي، للحفاظ على هدوئه أثناء جلوسه في عربة الأطفال، لا يحصل على نفس الجودة (الخاصة بوقت الخمول الجيد)".
وتمضي ويلومسن قائلة "الأطفال يحتاجون إلى إتاحة فرص أمامهم على مدار اليوم للعب بنشاط. يجب أن نخفض وقت الخمول ووقت الجلوس أمام الشاشة".
وأشارت إلى أن بعض البرامج التليفزيونية التي تشجع الأطفال الصغار على الحركة أثناء المشاهدة قد تكون مفيدة، خاصة إذا كان الأبوين أو من يرعى الطفل حاضرا أيضا، للشرح والتفاعل مع الطفل.
ما رأي الخبراء الآخرين؟
في الولايات المتحدة، يقول الخبراء إن الأطفال يجب ألا يستخدموا الشاشات قبل أن يبلغوا 18 شهرا.
وفي كندا، لا يُنصح باستخدام الشاشات للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين.
ولا تحدد بريطانيا سقفا زمنيا لاستخدام الأطفال للشاشات، لكنها تقول إنه يجب على الأطفال تجنب الشاشات قبل وقت النوم.
ويقول الطبيب ماكس ديفي، من الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال، إن "الحدود الزمنية لمشاهدة أو استخدام الشاشات التي تقترحها منظمة الصحة العالمية لا تبدو متناسبة مع الضرر المحتمل".
ويضيف "أظهرت أبحاثنا أنه لا يوجد حاليا أدلة قوية كافية تؤيد وضع حدود زمنية لاستخدام الشاشات".
"من الصعب أن نفهم، كيف يمكن لأسرة لديها أطفال في أعمار مختلفة أن تمنع طفلا رضيعا من التعرض لأي شاشة على الإطلاق، على النحو الموصى به".
وتابع "عموما، تعد هذه الإرشادات لمنظمة الصحة العالمية بمثابة علامات مفيدة، للمساعدة في توجيه الأسر نحو أنماط الحياة النشطة والصحية. لكن بدون تفعيل الدعم المناسب، فإن السعي لتحقيق الكمال قد يصبح ضارا".
ما يمكن للآباء فعله؟
تقول بولا مورتون، وهي معلمة وأم لطفلين صغيرين، إن ابنها تعلم الكثير من مشاهدة برامج عن الديناصورات، وخرج بـ"معلومات عشوائية عنهم".
"إنه لا يجلس هناك فقط ويشرد بذهنه. من الواضح أنه يفكر ويستخدم عقله".
وتضيف "لا أعرف كيف كنت سأقوم بإعداد العشاء والطهي والتنظيف، إذا لم يكن لديه شيء يشاهده".
ووفقا للكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل في بريطانيا، يمكن للآباء أن يسألوا أنفسهم:
هل يتم التحكم في وقت مشاهدة أو استخدام الشاشة؟
هل يتداخل استخدام الشاشة مع ما تريد عائلتك فعله؟
هل يتداخل استخدام الشاشة مع النوم؟
هل أنت قادر على التحكم في تناول الوجبات الخفيفة، خلال استخدام الشاشة؟
وإذا كانت الأسرة راضية عن إجاباتها على تلك الأسئلة، فمن المرجح أنها تتعامل مع استخدام الشاشة بشكل جيد، حسبما تقول الكلية.
مواضيع: