وواجه حزب العمال المعارض المصير نفسه، ولم يتمكن من الاستفادة من هزيمه المحافظين في هذه الانتخابات المحلية. وعبّر قادة الحزبين عن رغبتهم بإنجاح مفاوضاتهم بشأن بريكست بشكل سريع على أمل إنهائها الأسبوع المقبل.
وتحدثت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية في افتتاحيتها السبت، عن "صرخة غضب هائلة" للناخبين "المشمئزين من طريقة التعامل معهم وكأنهم أغبياء". وعنونت صحيفة "دايلي اكسبرس" صفحتها الأولى بـ"هل وصلتكم الرسالة؟ حققوا بريكست".
وبعد هذه الانتخابات المحلية التي كانت تهدف إلى تجديد قرابة تسعة آلاف مقعد في 248 جمعية محلية في انكلترا، فقد حزب المحافظين بزعامة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، السيطرة على 45 مجلساً محلياً وخسر 1269 مقعداً، أي ما يعادل ربع المقاعد التي كان يشغلها.
ولم يشهد حزب المحافظين نتائج سيئة على هذا النحو منذ 1995 عندما هزم بوجه حزب العمال بزعامة توني بلير.
وأقرّت ماي مساء الجمعة أنها كانت تتوقع "انتخابات صعبة جداً"، كما لم تتمكن حكومتها من الحصول على تبني البرلمان لاتفاق بريكست الذي أرجئ موعده من 29 مارس (آذار) إلى 31 أكتوبر (تشرين الأول) لتفادي حصول انفصال من دون اتفاق.
وقالت ماي مساء الجمعة خلال خطاب ألقته في غريمسبي، إن تحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "هو الأمر الذي نريد أن نفعله، وهو ما نعمل من أجله، وسنمضي قدماً للتوصل الى هذه النتيجة".
وتجري الحكومة البريطانية منذ أبريل (نيسان) محادثات مع المعارضة العمالية للتوصل إلى حلّ يحظى بدعم النواب، الذين رفضوا ثلاث مرات اتفاق الانفصال الذي تم التفاوض بشأنه مع بروكسل.
واعتبر وزير الخارجيّة البريطاني جيريمي هانت أنه "ليس مستحيلاً" التوصل إلى مخرج قبل 23 مايو (أيار)، وهو موعد إجراء الانتخابات الأوروبية في المملكة المتحدة.
وصرّح لوكالة الأنباء "برس اسوسييشن"، أن "هذا ما نرغب به جميعاً بشدة لأنه لن يكون جيداً، بالنسبة لجميع الأحزاب الكبيرة، أن نشارك في هذه الانتخابات"، متوقعاً التوصل إلى تسوية في الأيام المقبلة.
لكن في مواجهة احتمال هزيمة انتخابية جديدة، دعت شخصيات محافظة عدة تيريزا ماي إلى الاستقالة.
وصرّح النائب بيرنار جينكين، أن "الجميع تقريباً من ناشطين محافظين ومرشحين للانتخابات المحلية، يتقاسمون الشعور بأن الوقت حان لترحل" ماي.
وعبّر جيرمي كوربن زعيم حزب العمال، الحزب المعارض الرئيسي، من جهته عن رغبته بالتوصل سريعاً إلى حلّ في محادثات بريكست، بعد تسجيل حزبه أيضاً نتائج سيئة في الانتخابات المحلية.
وقال لقناة "اي تي في" إنه "يجب التوصل إلى ترتيب، يجب إعداد اتفاق، البرلمان يجب أن يحلّ هذه المشكلة".
وفي حين كان يتوقع تحقيق تقدم، فقد حزب العمال السيطرة على ستة مجالس محلية وخسر 63 مقعداً في الانتخابات المحلية. وكان مؤيدو الاتحاد الأوروبي في الحزب الليبرالي الديمقراطي والخضر أكبر المستفيدين من هذه الانتخابات، إذ إنهم فازوا على التوالي بعدد مقاعد أكثر بضعفين وبثلاثة أضعاف مما كان لديهم خلال الانتخابات السابقة.
وأكدت النائبة عن حزب العمال ليزا نيندي في حديث لقناة "بي بي سي"، أن "الناخبين هم بالفعل محبطون بشأن بريكست"، معتبرة أن هذه النتائج هي بمثابة مؤشر إلى "خسارة الثقة في النظام السياسي بمجمله".
وقدّر مركز الأبحاث المستقلّ "هانسرد سوسايتي" في تقريره السنوي الأخير عن نشاط البرلمان الذي نُشر في أبريل (نيسان)، أن 43% من الناخبين باتوا يؤيدون "تغييراً سياسياً جذرياً".
وقد يساهم هذا الزخم في تمكن أحزاب جديدة من تحقيق خرق، وفي طليعتها حزب بريكست بزعامة المشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي نايجل فاراج، خلال الانتخابات الأوروبية في حال أجريت في المملكة المتحدة.
مواضيع: