الجزء الآسيوي من روسيا بانتظار الباحثين الأجانب بعد الدكتوراه

  08 ماي 2019    قرأ 1452
الجزء الآسيوي من روسيا بانتظار الباحثين الأجانب بعد الدكتوراه

العلماء الشباب من جمهورية الصين الشعبية وبلدان العالم العربي والدول الأيبيرية سوف تكون لديهم فرصة الحصول على تعليم عالي الجودة يتمتع بالقدرة التنافسية وكذلك المشاركة في حل المسائل العلمية والتعليمية المعقدة والمشاركة في تصاميم واعدة وإنشاء تكنولوجيات ومنتجات عالمية المستوى.

كل ذلك في المناطق الشاسعة من الجزء الآسيوي لروسيا الاتحادية، والحديث يدور عن جامعات الأورال وسيبيريا ومناطق الشرق الأقصى.

ومن أجل تحقيق هذه الأهداف العلمية التعليمية والبحثية لا يحتاج هؤلاء العلماء والباحثين الشباب من ممثلي البلدان المذكورة أعلاه الذهاب إلى جامعات العاصمة، التي تعتبر تقليديا من المؤسسات العلمية المعروفة على المستوى الدولي. إذ تقدم الجامعات الرائدة في مدن الأورال وسيبيريا والشرق الأقصى الشروط المربحة وتوفر الظروف المواتية للدراسة والمعيشة والبحث العلمي لجميع الباحثين الأجانب ما بعد الدكتوراه.

شقة للباحث ما بعد الدكتوراه

من أجل استقطاب الباحثين من ذوي الخبرة الدولية للعمل في الجامعات الروسية، هناك برنامج لدعم الكوادر التي تمارس الأنشطة العلمية للجامعات ضمن مسابقة بين الباحثين ما بعد الدكتوراه. وبفضل هذا البرنامج وصل إلى روسيا بالفعل العديد من العلماء من الجامعات الرائدة في العالم، علماً أن المسابقات بين الباحثين ما بعد الدكتوراه تقام من قبل الجامعات المشاركة في مشروع "5-100".

نذكر بأنه تم إطلاق مشروع هام جداً في روسيا تحت عنوان "نا أوكا" وتعني العلم. في إشارة إلى أن أحد أهداف هذا المشروع هو تهيئة الظروف المناسبة والمواتية للعلماء الأجانب والباحثين الشباب الواعدين للعمل في روسيا. وبحلول عام 2024، من المزمع استقطاب ما يصل إلى 30.8 ألف عالم للعمل في المؤسسات العلمية الروسية، من أولئك الذين قاموا بنشر المقالات العلمية في المجلات العلمية للفئة الأولى والثانية من قواعد البيانات الدولية.

المؤسسة العلمية الروسية تعمل على تأمين وتوفير أكثر من 75 ألف مقعد جديد للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والباحثين بحلول نهاية عام 2024. هذا العمل سوف يجعل النشاط العلمي مرغوباً فيه ليس فقط في المناطق الوسطى من روسيا الاتحادية وإنما في بقية الأقاليم الأخرى.

إن تحديث قاعدة الأجهزة والمعدات في المؤسسات العلمية الرائدة، بالإضافة إلى إنشاء شبكة من 5 منشآت علمية فريدة من نوعها من فئة megascience، وكذلك تأسيس مراكز بحثية وتعليمية ذات مستوى عالمي، إلى جانب تحديث وبناء السفن البحثية العلمية واتخاذ مجموعة كاملة من التدابير، كل ذلك سوف يجعل العمل في روسيا أكثر جاذبية للعلماء والباحثين الشباب الواعدين الروس والأجانب.

الأورال: كيف أرسل باحث من الهند سيرته الذاتية إلى تشيليابينسك

يعتمد البرنامج الخاص بالباحثين ما بعد الدكتوراه في جامعة جنوب الأورال الحكومية على تنفيذ الباحثين الشباب ما بعد الدكتوراة الأبحاث تحت إشراف كبار العلماء في الجامعة، علماً بأن باحثين ما بعد الدكتوراه من الهند وكرواتيا وبلدان الاتحاد السوفيتي السابق باتوا يمارسون نشاطهم العلمي في هذه الجامعة.

على سبيل المثال هناك باحث ما بعد الدكتوراه من الهند تشيتي تشيبالايام برابهاهاران ساكتي دهران يعمل في مشروع بحثي حول البيئة، والتي يطمح أن يحصل على نتائج من بينها إنشاء نوع جديد من المواد النانو الكربونية الضرورية في مجال الصناعة.

وفي هذا السياق أشار الباحث الهندي قائلاً: "بعد حصولي على شهادة الدكتوراه قررت مواصلة العمل في بلد أخر. وبدأت الاختيار بين روسيا والسويد والمملكة البريطانية. ولقد وجدت عبر الانترنت على وظيفة شاغرة للباحثين ما بعد الدكتوراه في جامعة الأورال الحكومية. والأهم من ذلك فإن الموضوع المقترح كان قريباً جداً من بحثي، ولهذا أرسلت السيرة الذاتية إلى تشيليابينسك وسرعان ما تلقيت الدعوة".

يشار إلى أن برنامج الباحثين ما بعد الدكتوراه في جامعة جنوب الأورال الحكومية يركز منذ عام 2014 على العلماء الشباب الواعد من الدول الأجنبية البالغين من العمر حتى 35 عاماً والحائزين على درجة الدكتوراه، مع خبرة العمل في جامعات ذات مستوى عالمي. بالفعل يزداد عدد المشاركين في كل عام، مع الإشارة إلى أن البرنامج مخصص لثلاثين شخصاً. وهؤلاء بالأساس هم من علماء الصين والهند والبلدان العربية وكذلك من ممثلي القارة الأوروبية، على سبيل المثال فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد علق الدكتور فلاديمير كروجايف نائب رئيس الجامعة للشؤون العلمية بهذا الشأن قائلاً: "عادة يمكن لأي شخص بعد حصوله على درجة الدكتوراه في أوروبا، أن يعمل كباحث لفترتين، كل واحدة منها تستغرق ثلاث سنوات، في حين أن النشاط العلمي للباحث ما بعد الدكتوراه يمكن أن يستمر ثلاث فترات في جامعتنا. نحن مهتمون بالباحثين الذين يتمتعون بالخبرة المطلوبة والراغبين في العمل ضمن فريق مؤهل على مستوى عالمي.

ويمكن للباحثين الشباب الفوز بالمنح المالية وأن ينشروا مقالاتهم العلمية في مجلات لقواعد بيانات دولية، ويحصلون مقابل كل ذلك على مكافأة إضافية. نحن نهيئ كل الظروف لتوفير الراحة بالشروط الملائمة للباحثين ما بعد الدكتوراه، بما في ذلك القيام برحلات ترفيهية وتنظيم برامج تعليمية ودورات تعلم اللغة الروسية. يشار إلى أنه هناك باحثين ما بعد الدكتوراه في مجال الفيزياء والفلك والكيمياء وعلم الأحياء والرياضيات".

سيبيريا: كيف استقر أفضل علماء تحديد أعمار الأشجار في كراسنويارسك

ازداد عدد الباحثين الأجانب في جامعة تيومين الحكومية خلال السنوات الخمس الأخيرة بأكثر من عشر مرات، علماً أن معهد الأبحاث بعد الدكتوراه يتطور على حساب المنح المخصصة لدعم الباحثين ما بعد الدكتوراه، الذين اجتازوا بنجاح امتحانات القبول. علماً أن هؤلاء الباحثين يحصلون على راتب جيد ومنحة مالية تغطي تكاليف السكن ونفقات شراء المواد العلمية.

الصيغة الجديدة المثيرة للاهتمام هي في انتقاء مقعد بمهنة بروفسور في كلية الدراسات المتطورة في جامعة تيومين الحكومية، حيث وصل عدد المتقدمين في هذه المسابقة إلى أكثر من 500 شخص من جميع أنحاء العالم. وقد تم إجراء 190 مقابلة على السكايب، وتم اختيار 60 مرشحاً للمشاركة في دورات للتصميم والتحليل. في هذه الدورات بالذات يتم تشكيل فرق بحثية متعددة التخصصات، حيث يتم دراسة مشاريعهم، والتي تصبح لاحقاً أساساً لمزيد من النشاط البحثي من قبل المرشحين، الذين يحصلون على الوظيفة في كلية الدراسات المتطورة.

في حين أن الحملة الانتقائية الثالثة لعام 2019 جمعت 23 مرشحاً من 13 بلداً، ممن حصلوا على درجة الدكتوراه في أفضل جامعات العالم وفق التخصصات المتنوعة بدءاً من الأنثروبولوجيا والإعلام وحتى علم الأحياء وعلوم الحاسوب.

هناك مشروع استراتيجي ثاني في جامعة تيومين الحكومية يطلق عليه اسم X-BIO، الذي تم إطلاقه في إطار مشروع "5-100"، والذي يجمع بين العلم وإدخال أحدث التصاميم في الممارسات العملية في مجال الزراعة والحراجة. في حين أن الباحثين الشباب من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران واليمن وجنوب إفريقيا والبرازيل سوف يعملون على توفير العلاقة والرابط بين المواد التي تدرس الميكروفلويديك والميكروبولوجيا والكيمياء والمركبات الطبيعية وزراعة النبات.

على سبيل المثال انتقل الباحث أوميد جوهارشي وفق مشروع X-BIO من جامعة أزاد الإسلامية في طهران، وهي أكبر جامعة خاصة في الشرق الأوسط، إلى جامعة تيومين الحكومية. هناك مثال آخر وهو وليم جوليان عالم الكيمياء الحيوية من جامعة فيرمونت الأمريكية، الذي يعمل على مشكلة طبيبة حيوية ذات الصلة بمقاومة الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض، للمضادات الحيوية.

في جامعة أخرى في سيبيريا وهي جامعة سيبيريا الفيدرالية بدأ برنامج دعم الباحثين لممارسة النشاط العلمي في عام 2015 في وقت تزامن مع دخول الجامعة ضمن مشروع "5-100" كتجربة لاستقطاب الشباب الحائزين على شهادة الدكتوراه.

وفي هذا السياق أشار الدكتور ميخائيل غلاديشيف نائب رئيس جامعة سيبيريا الفيدرالية للشؤون العلمية قائلاً: "كانت هناك مسابقة ومنافسة جادة ضمن هذا البرنامج، إذ بقي حوالي الثلث من الباحثين ما بعد الدكتوراه الذين تم قبولهم في الجامعة، معظمهم من الذين جاؤوا للعمل في إطار المدرسة العلمية لتحديد أعمار الأشجار للأكاديمي يفغيني فاغانوف. بالفعل هذه المدرسة العلمية هي الأفضل في العالم، والباحثين الشباب من إسبانيا وسويسرا يدركون بأنهم هنا بالذات بإمكانهم التوصل إلى النتائج المرجوة. على سبيل المثال أصبح أحد الباحثين وأسمه ألبرتو أرزاك رئيساً لمختبر وبات يفوز بمنح دولية وروسية. يمكننا القول هنا أن هذه مهنة مثالية لمن يلتحق في هذا البرنامج".

الشرق الأقصى: كيف يمكن تطبيق الدراسة عملياً في فلاديفوستوك

تقوم جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية بتنفيذ البرنامج الخاص باستقطاب الباحثين ما بعد الدكتوراه وكبار العلماء منذ عام 2015، مما سمح للجامعة بتعزيز مكانة المدارس العلمية وتطوير العمل في اتجاهات وتخصصات جديدة. ومنذ ذلك الوقت تم توظيف أكثر من 100 عالم بارز بمن فيهم أولئك الذين حصلوا على الجنسية الروسية.

وفي هذا السياق أكد الدكتور كيريل غولوخفاست نائب رئيس الجامعة للشؤون العلمية قائلاً: "إنما يثير اهتمام الشباب الواعد والعلماء هو توفر المعدات الحديثة والبيئة العلمية الأممية والمناظر البحرية، التي تمتع أعين الباحثين من نافذة المختبر. لكن الشيء الرئيسي هو إمكانية تطوير التخصصات والاتجاهات العلمية الجديدة. عادة عندما يأتي الباحثون إلى مختبر أحد أقرب المراكز العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية أو آسيا أو أستراليا فإن العالم الشاب يكون مضطراً لدراسة مواضيع علمية تخص هذا المختبر، ومع مرور الوقت يمكن أن يحصل على فرصة لتطوير دراسة ما يريدها. أما في جامعتنا كل شيء يختلف عن ذلك، فإذا أثبت الباحث أن الموضوع الذي يقوم بدراسته وتطويره واعد فلا قيود علمية أمامه".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة