مأثرة مدهشة... جندي روسي يوقف فرقة دبابات نازية

  08 ماي 2019    قرأ 719
مأثرة مدهشة... جندي روسي يوقف فرقة دبابات نازية

تحل في يوم 9 مايو/ أيار ذكرى دحر ألمانيا النازية خلال الحرب الوطنية العظمى (الحرب العالمية الثانية).

اعتدت ألمانيا على روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية المتحدة يوم 22 يونيو/ حزيران 1941. وبالنسبة لروسيا بدأت في ذلك اليوم الحرب الوطنية العظمى. وسطر الكثيرون من أبناء روسيا المآثر والبطولات لإيقاف الغزاة وطردهم من البلاد. ومن أبطال الحرب الوطنية العظمى الجندي نيكولاي سيروتينين الذي أوقف لوحده الفرقة الرابعة المدرعة الألمانية.

يكافحهم المقاتل الوحيد

"وقعنا في جهنم الحقيقية. والأكثر مدعاة للدهشة أن المقاتل الوحيد كان يكافحنا في حين كنا نظن أن بطارية كاملة من المدفعية ترمينا بالنار".

كتب ذلك الملازم أول فريدريخ فونفيلد، أحد ضباط الفرقة الرابعة المدرعة بالجيش الألماني، في دفتر مذكراته يوم 17 يوليو/تموز من عام 1941. وتم العثور على مذكراته في صيف عام 1942 في مكان مقتله في ضواحي مدينة تولا. وتبين من مذكرات الضابط الألماني أن الذي أوقف فرقته هو الجندي نيكولاي سيروتينين.

من هو نيكولاي سيروتينين؟

ولد نيكولاي سيروتينين في 7 مارس/آذار 1921 في مدينة أوريول. تم استدعاؤه للخدمة العسكرية عام 1940 حين كان يعمل عاملا بسيطا في أحد المصانع المحلية. بعد أيام على اعتداء ألمانيا على روسيا انضم إلى فرقة المشاة السادسة كجندي مدفعية. تمركزت بطاريته عند قرية سوكولنيتشي في بيلاروسيا، منتظرة قدوم الغزاة لتتصدى لهم.

قصة البطولة

في بداية يوليو/تموز1941 صدرت للفوج الذي كان نيكولاي سيروتينين أحد أفراده، أوامر بترك موقعه حتى لا يجد نفسه محاصرا من قبل القوات الغازية. وكان يجب أن يبقى أحد أفراد البطارية ليؤمن انسحاب الفوج. وتطوع نيكولاي سيروتينين لهذه المهمة. وتعين عليه أن يوقف الدبابات الألمانية على الجسر فوق نهر دوبروست، ثم يلحق برفاقه.

ووضع نيكولاي مدفعه من عيار 76 ملم و60 قذيفة على التل المطل على النهر. وقدمت قافلة من القوات الألمانية تضم 59 دبابة وآلية مدرعة في فجر 17 يوليو. ومن أجل إيقاف القافلة كان يجب تدمير الآلية التي تتقدمها وأخرى في مؤخرتها، وهو ما فعله نيكولاي بنجاح.

وأوقف نيكولاي الدبابة التي بدأت تسير على الجسر في مقدمة القافلة بالطلقة الأولى، ثم أصاب ناقلة الجنود المدرعة في ذيل القافلة بالطلقة الثانية. وتوقفت القافلة وأصيب أفرادها بالذعر. وأمكن لنيكولاي أن ينصرف ويسير للانضمام إلى رفاقه. إلا أنه قرر أن يستخدم كل القذائف، فراح يصيب دبابات العدو الواحدة تلو الأخرى.

وحاول الألمان الذين لم يتمكنوا من كشف مصدر النار التي تدمر آلياتهم وتقتلهم أن يسحبوا الدبابة المدمرة من الجسر. إلا أن نيكولاي أسرع بإصابة الدبابتين اللتين قدمتا لإزالة الدبابة الموقوفة من الجسر. وكذلك نجح نيكولاي في إصابة الآلية المدرعة الألمانية التي حاولت عبور النهر.

هكذا تبدو جهنم

وهكذا وقع الألمان في الجحيم حيث تم تدمير 11 دبابة ألمانية و7 آليات مدرعة وقُتل 57 جنديا وضابطا. واستمرت نار الجحيم خلال ساعتين ونصف الساعة حتى اكتشاف الألمان لمصدرها. وعرضوا على مطلقي النار أن يستسلموا. وقوبل عرضهم بالرفض، فقصفوا مصدر النار بقذائف الهاون.

وفوجئ الألمان عندما رأوا في مكان مطلقي النار المدفع المدمر الواحد والجندي القتيل الواحد. فقد ظنوا أنهم يواجهون البطارية الكاملة. وأدهشهم أن بطل المعركة صبي.

وقام الألمان بدفن البطل الروسي، مطلقين نار بنادقهم تحية له، وفقا لما ذكرته أولغا فيرجبيتسكايا، ابنة قرية سوكولنيتشي.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة