أقيم هذا المعلم الأثري بجهود شخصية من قبل المواطن مروان شهوان من سكان تلك المنطقة، فشغفة الكبير في جمع المقتنيات منذ صغره وشراؤها من الأسواق، دفعه لفكرة إنشاء متحف أثري يضم العديد من المقتنيات الأثرية المتنوعة.
مبادرة شخصية
وفي الحديث مع (مروان شهوان) صاحب متحف شهوان الأثري، يقول لـ "الجديد الفلسطيني" حول فكرته بإنشاء متحف خاص به: "قديماً، كانت أسواق غزة تعج بالملابس البالية والقطع القديمة، والتي تباع على البسطات والأرصفة بأسعار زهيدة، فجاءت لي فكرة شراء المقتنيات حينها وتجميعها داخل غرفتي وأنا أبلغ السادسة عشر، فشغفي بهذه القطع والآثار دفعني إلى تجميع المزيد منها، إلى يومنا هذا".
ويردف القول: أن بعد زواجه لم يستطيع تجميع الكم الهائل من هذه القطع داخل غرفته، لينتقل فيما بعد إلى تدشين مكان خاص به، ومن ثم عمل جاهداً إلى تصميم ديكور خاص يليق بأصالة ذلك المكان، فيما يتوافق مع فكرة مكان يشبه المتحف لتجميع القطع بداخله، لينجح بهذا العمل المميز بجهوده الشخصية.
آثار ومقتنيات
وعن طبيعة القطع المعدنية والأثرية التي يجمعها داخل متحفه، يشير إلى أنها مجموعة آثار من عدة حقب زمنية مختلفة، فمنها يعود لعصر الفراعنة وأخرى البيزنطة والعثمانيين ومنها منذ زمن الانتداب البريطاني على فلسطين، حيث شملت كافة الحضارات التي مرت على تاريخ فلسطين، منوهاً إلى أنه يقتني عدداً من الأدوات المستعملة في الحروب قديماً، كالرمح والسيف وغيرها.
ويؤكد، على أن التجار كانوا يشترون القطع الأثرية ويصدرونها لخارج فلسطين وتباع هناك بأسعار مرتفعة، تعرض في معارض دولية ومتاحف أثرية، مشيراً إلى أن الهدف من فكرته هو إحياء التراث الفلسطيني وإبرازه لكافة الأجيال على مختلف الأزمنة بداخل القطاع وخارج فلسطين.
فيما ينوه رشوان، إلى ضيق المكان بسبب كثرة المقتنيات داخل مكان ضيق ومغلق أتاح فرصة قليلة لزواره بزيارة المكان، فمعظمهم من السياح والصحفيين وأصدقائه فقط، فلا توجد مساحة كافية لاستقبال أعداد كبيرة من الوافدين، فيعد عائقاً كبيراً أمام طلبة المدارس والذين هم الوجهة الأولى والمستهدفة، كونهم هم من يجب أن يسلط عليهم الضوء في تعريفهم لحضاراتهم ومعالمهم الأثرية، فيما يغيب المنهاج الدراسي ذلك عنهم.
ويوجه رسالة إلى وزارة الأثار والسياحة بغزة، للاهتمام أكثر بالآثار والمناطق الأثرية، والتعريف عنها لأبنائنا من خلال المعارض الأثرية المقامة، مع إبراز العصور التاريخية التي مرت بها فلسطين، كون هم أقله من يهتمون بالتراث والمعالم الأثرية.
جمالية المكان
فالمتحف الذي لقي إعجاباً غير مشهود من قبل الزوار، أشاد به الشاب محمد علي، الذي رأى بتفاصيل ذلك المكان ما لم يراه في أي مكان أخر على حسب قوله "أشبه بالخيال".
فيقول لـ "الجديد الفلسطيني": "بينما وكنت أتصفح (الفيس بوك)، رأيت عدداً من صور تحاكي متحف أثري، وبالفعل هو متحف مصغر بجهود جبارة، كون هذا المكان يجذب كل من وقعت عيناه عليه، ذلك ما استوجب زيارتي له مع أصدقائي الذين عبروا عن مدى رضاهم واعجابهم بالكم الهائل من المقتنيات المجموعة".
ويشير علي، إلى أن الجيل الحالي مغيب عن أهمية المعالم، بما فيها المقتنيات الأثرية، فانشغال الشباب بمواقع التواصل الاجتماعي، مع صعوبة الوضع الاجتماعي والنفسي أنساهم الالتفات إلى ما هو أهم.
مواضيع: