وعاد بذلك ترامب من بنما سيتي بيتش، إلى منصات الحملة الانتخابية التي لا تخلو من متعة، بعيداً عن الصراعات المحتدمة مع الديمقراطيين في الكنغرس بشأن تحقيق المدعي الخاص روبرت مولر.
وفي الهواء الطلق عند الغروب، وأمام جمهور تغطي رؤوسه قبعات حمر، وتحت يافطة عملاقة كتب عليها "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً"، كان ترامب يمزح ويسخر من منافسيه ويثني على حصيلته وعلى الوضع الجيد للاقتصاد.
وهتف الحضور: "أربع سنوات أخرى".
وهو لا يخفي رغبته في حسم الأمر ويقول: "أريد ان تبدأ هذه الحملة الانتخابية فوراً".
واستعرض من على بعد نحو 1200 كلم من واشنطن، سريعاً أسماء منافسيه الديمقراطيين المحتملين.
وقال ساخراً "هناك خيار بين جو النائم وبيرني المعتوه"، مستخدماً الصفات التي ينعت بها نائب الرئيس السابق جو بايدن، وسيناتور فيرمونت، بيرني ساندرز، المرشحان للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.
وأضاف "اختاروا شخصاً ولننطلق، وليبدأ المشوار"، مبدياً لا مبالاة ازاء اختيار أي من منافسيه السياسيين.
سخرية
ثم تابع "هناك أيضاً الشاب بيتي بوتيغيغ" مشيراً إلى هذا النجم الصاعد للديمقراطيين، وهو رئيس بلدية (37 عاماً) مثلي من ساوث بيند انديانا وهي مدينة متوسطة الحجم في الحوض الصناعي الأمريكي.
وأضاف الملياردير الجمهوري ساخراً: "سيمثلنا أمام الرئيس الصيني شي جيبينغ، أريد أن أكون في القاعة لرؤية ذلك".
ويتابع باللهجة ذاتها "وبيتو، ماذا حدث لبيتو؟"، في إشارة إلى بيتو اوروكي المنافس هو الآخر في المعسكر الديمقراطي.
والهدف الآخر المفضل لترامب هو وسائل إعلام "الأخبار الزائفة" كما يصفها.
وقال بهذا الصدد: "في غضون عشر سنوات، لن يجدوا لهم عملاً"، في إشارة إلى تاريخ مغادرته البيت الأبيض في حال أنتخب لولاية ثانية في 2020.
وتابع "لو أردت أن أسبب لهم الجنون، لقلت عشر سنوات"، مضيفاً أن هؤلاء الصحافيين سيقولون على الفور حينها "أترون، إنه مستبد".
ثم يضيف "10، 14 كما تريدون"، وسط ضحك أنصاره في هذه الولاية التي حقق فيها فوزاً كبيراً في انتخابات 2016 (أكثر من 70% من الأصوات في منطقة باي كونتري حيث توجد بنما سيتي بيتش).
مولر وروسيا
كما تحدث مجدداً عن مؤامرة تحقيق مولر التي يعتبر نفسه ضحيتها والتي يقف وراءها، كما يقول، "ديمقراطيون غاضبون".
ويأمل الملياردير الجمهوري أن يغلق نهائيا كافة فصول التحقيق بشأن صلات فريقه مع روسيا.
لكن الديمقراطيين ليسوا بالتأكيد من رأيه وهم مصممون على ألا تفرض عليهم قراءة للتقرير يحددها وزير العدل بيل بار الذي تحول بأعينهم إلى محامي ترامب.
وأضاف "لا صلات مع روسيا، لا تعطيل للقضاء، لاشيء، بعد عامين من التحقيق لا شيء"، مضيفاً "والآن يقول الديمقراطيون: نريد عوداً على بدء، يا للعار".
ومضى يقول: "يريدون تحقيقات بدلاً من الاستثمارات. أعتقد أن ذلك سيقودنا إلى الفوز في 2020".
وكان قبل ذلك زار قاعدة تيندال الجوية بين بنما سيتي ومكسيكو بيتش. وكانت تلك المنطقة من فلوريدا تعرضت قبل سبعة أشهر الى دمار اعصار مايكل (من الفئة الخامسة) الذي هب على اليابسة بقوة أكثر من 250 كلم في الساعة.
ولازال السكان المنكوبون ينتظرون مساعدة العاصمة الاتحادية لإعادة الأعمار. لكن النقاش يطول في الكونغرس بسبب خلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين الذين يطالبون بتخصيص مبالغ كبيرة أيضاً لبورتوريكو التي كانت تعرضت في 2017 لاعصاري إيرما وماريا.
مواضيع: