نهائي دوري أوروبا: مشجعو تشيلسي وأرسنال في مهمة صعبة للوصول إلى ملعب باكو

  12 ماي 2019    قرأ 639
نهائي دوري أوروبا: مشجعو تشيلسي وأرسنال في مهمة صعبة للوصول إلى ملعب باكو

يواجه مشجعو تشيلسي وأرسنال الإنجليزيين موقفا صعبا للغاية في حضور نهائي الدوري الأوروبي (يوربا ليغ)، الذي سيقام في باكو عاصمة أذربيجان، ويتوجب عليهم قطع آلاف الأميال للوصول إلى أقصى شرق القارة الأوروبية، رغم أن المسافة بين ملعبي الفريقين لا تتعدى 8 أميال فقط في العاصمة لندن.

وتأهل الفريقان اللندنيان، يوم الخميس، إلى نهائي إنجليزي خالص في دوري أوروبا، والمقرر إقامته في باكو، يوم الأربعاء 29 مايو/آيار.

ويعني هذا أن المشجعين سيضطرون للسفر مسافة 2467 ميلا لمشاهدة المباراة في مدينة تقع في أقصى الشرق، حتى أنها أبعد من الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، وبغداد عاصمة العراق، بينما هي أقرب أكثر إلى مومباى في الهند منها إلى لندن.

وإذا كان البعض يعتقد أن وسائل النقل الحديثة ستجعل الرحلات مباشرة وسهلة، فهذا اعتقاد خاطئ.

لا توجد حاليا رحلات طيران مباشرة مدرجة على قائمة شركات الطيران بين لندن وباكو، خلال أسبوع إقامة المباراة النهائية.

 

لذلك من يرغب في السفر لمشاهدة المباراة من الملعب في نفس اليوم، سيتوجب عليه الانتظار لفترة طويلة في أحد مطارات اسطنبول أو كييف.

تستغرق أسرع رحلة جوية بين لندن وباكو، يوم مباراة النهائي، ست ساعات و 55 دقيقة، بينما تستغرق بقية الرحلات جوا أكثر من 10 ساعات.

إذا الطريقة الوحيدة للسفر مباشرة من بريطانيا إلى باكو، هي مغادرة لندن يوم السبت السابق للمباراة وهو يوم الأربعاء، والعودة بعد ثلاثة أيام من رفع الكأس.

إنها رحلة لمدة ثمانية أيام من أجل مشاهدة مباراة كرة قدم مدتها 90 دقيقة فقط، ستبدأ في الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي (الثامنة مساء بتوقيت غرينتش)، لذلك لن تنتهي قبل الواحدة صباحا بالتوقيت المحلي أيضا.

يستغرق السفر من لندن إلى باكو في وسائل النقل العام أكثر من أربعة أيام، ويجب المرور عبر سبع دول. وأي شخص شاهد برنامج سباق عبر العالم، على بي بي سي 2، يدرك أن هذه الرحلة قد تضطره لركوب قطارات أقل من الدرجة الأولى.

من المحتمل أن تشمل الرحلة بأكملها 11 عملية تغيير قطارات من محطات، وسوف تستغرق الرحلة يومين من خاركيف في أوكرانيا إلى باكو.

كما يمكن أيضا الذهاب بالسيارة، وتستغرق الرحلة 59 ساعة قيادة متواصلة. لكنها ستكون أطول كثيرا نظرا لتجنب المرور عبر معبر حدودي مغلق أو الابتعاد عن منطقة شرق أوكرانيا، حيث توجد مواجهات بين مسلحين مدعومين من روسيا والحكومة الأوكرانية.

وللقيام بهذه الرحلة بأمان يوجد طريق بديل وخيار وحيد من خلال المرور عبر اسطنبول.

وبحساب أوقات النوم وتناول الطعام فسيكون من الأفضل بدء الرحلة يوم السبت السابق للمباراة، والوصول إلى باكو يوم الأربعاء.

وبعد المباراة، ستكون هناك رحلة معاناة أخرى لمحبي وأنصار الفريق الفائز تتطلب التوجه إلى اسطنبول، يوم الأربعاء 14 أغسطس/آب، لمتابعة كأس السوبر الأوروبي، بين الفائز بدوري أبطال أوروبا (المنافسة بين ليفربول وتوتنهام)، والفائز بالدوري الأوروبي (أرسنال أو تشيلسي).

ولكن إذا كنت تعتقد أن هذه الرحلات غير عادية بالنسبة لفريقين من نفس المدينة، فهي ليست شيئا مقارنة بنهائي كأس كوبا ليبرتادوريس 2018، في أمريكا الجنوبية.

في ديسمبر/كانون الأول، تم نقل مباراة إياب نهائي بطولة كوبا ليبرتادوريس بين ريفر بلايت وبوكا جونيورز، أكثر من 6000 ميل من بيونس آيرس في الأرجنتين إلى مدريد في أسبانيا، بعد أن تعرضت حافلة فريق بوكا للهجوم ووقعت أعمال شغب من مشجعي ريفربلايت.

تحليل: التأثير البيئي
للمساعدة في المناقشة حول قضية ذهاب فريقين من لندن لمسافة 2500 ميل تقريبا لخوض مباراة في أذربيجان، بينما المسافة بينهما في بريطانيا لا تتجاوز 15 كم، فإن فريق تدقيق الحقائق يبحث في مخاطر التلوث وانبعاثات الكربون لتلك الرحلات.

وبافتراض سفر 12 ألف مشجع على الدرجة الاقتصادية ذهابا وإيابا، فبعملية حسابية بسيطة نجد أنهم سيتسببون في انتشار أكثر من 5595 طنا من غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وهناك من يرفع التلوث إلى 8280 طنا بل وتصل أحيانا إلى 13 ألفا و94 طنا، ويمكن أن تبلغ 15 ألفا و600 طن، إذا تضمنت التأثيرات الإشعاعية، وهي الانبعاثات الإضافية من الطيران على علو مرتفع.

وبالنظر إلى أعلى معدل 15 ألفا و600 طن من ثاني اكسيد الكربون، لأنه بالطبع سيسافر بعض الأشخاص بدون الحصول على تذاكر المباراة، كما أن الجميع لن يسافر في الدرجة الاقتصادية، كما أن هناك حاجة لنقل اللاعبين والعاملين في الأندية، فإن الرحلات تستهلك كميات هائلة من الطاقة.

ووفقا لوكالة حماية البيئة الأمريكية، فإن كمية الطاقة اللازمة لهذا الكم من الانبعاثات يمكنها توفير احتياجات منزل بالكامل لمدة تصل إلى 1868 سنة، كما أنها كافية لتشغيل 3300 سيارة لمدة عام كامل. ولتوفير الأموال اللازمة لإنتاج هذه الطاقة يجب تحويل 600 ألف مصباح كهربائي عادي إلى لمبات ليد موفرة للطاقة.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة