هل يمكن لتغير المناخ أن يقلص من فرص بايدن الرئاسية؟

  12 ماي 2019    قرأ 632
هل يمكن لتغير المناخ أن يقلص من فرص بايدن الرئاسية؟

لم يطرح بعد نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، صاحب المركز الأول في استطلاعات الرأي لتأمين الترشيح الديمقراطي، خطة لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، القضية الأكثر أهمية عند الديمقراطيين.

فتغير المناخ يحول الحياة عن طريق إعادة رسم السواحل، وتحويل مساحات شاسعة من الغابات إلى جحيم، ما يثير عواصف هائلة وينشر الأمراض الغريبة، وقد تكون الخسائر غير المباشرة في هذه الاضطرابات هي آمال جو بايدن في أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، حسب ما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية اليوم الأحد.

ومن المتوقع أن يتغير هذا الأمر، إذ تعمل حملة بايدن على وضع استراتيجية لإعادة سياسات المناخ التي دمرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مثل القيود على محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم ومتطلبات كفاءة وقود المركبات.

وتهدف الخطة التي تُعدها مستشارة باراك أوباما السابقة هيذر زيشال، إلى إبقاء الولايات المتحدة في اتفاق باريس للمناخ وتقديم الدعم للطاقة النووية والغاز الطبيعي، الذي يعد أنظف بشكل عام من الفحم.

وأشارت تقارير إلى أن بايدن يحبذ تكنولوجيا التقاط الكربون الناشئة، التي تهدف إلى احتواء وتخزين الانبعاثات من المنشآت الصناعية، لأن هذا النهج "الوسط" تعرض لهجوم صارم من قبل الجماعات البيئية والديمقراطيين التقدميين لأنه غير كافٍ للغاية، كما أنه لا يتوافق مع الإجراءات العاجلة التي يقول العلماء إنها ضرورية لتفادي التغير المناخي الكارثي.

وذكر تقرير تاريخي للأمم المتحدة في العام الماضي، أن التحولات غير المسبوقة، السريعة والبعيدة المدى عبر الطاقة، واستخدام الأراضي، والنقل ضرورية لتجنب الفيضانات المتزايدة، وحرائق الغابات، والأمواج الحارة، وانعدام الأمن الغذائي، والاضطرابات.

وقال مدير حركة "صن رايز" فارشيني براكاش، وهي منظمة شبابية معنية بتغير المناخ إن "سياسة الأرض الوسطى الداعمة لمزيد من تطوير الوقود الأحفوري، هي عقوبة الإعدام لجيلنا والملايين من الناس على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ".

ويراهن بايدن على أن التراجع إلى الرداءة وصنع السياسة الفاترة سيحقق له ترشيح الديمقراطيين، لكن تغير المناخ هو القضية الأولى في هذه الانتخابات ويتوقع الناخبون من المرشحين طرح حلول تتماشى مع الأزمة.

وأشار استطلاع لشبكة "سي إن إن" الإخبارية في أبريل(نيسان) الماضي، إلى أن تغير المناخ كان أهم مسألة بالنسبة للديمقراطيين، وقال 96% إنها مهمة إلى حد ما أو مهمة للغاية ، متفوقاً على الرعاية الصحية، والسيطرة على الأسلحة، وإقالة ترامب.

ويعتبر هذا التحول السريع في الأولويات تهديداً لفرص بايدن في الفوز بالترشيح وجعلها بعيدة المنال، إذ يمكن لخطة المناخ التي يعتبرها الناخبون الأساسيون ضعيفة أن تلحق الضرر به في مشهد جديد، إذ أصبح الضغط على اللجنة الوطنية الديمقراطية، يزداد لعقد نقاش حول تغير المناخ فقط، في وجود مرشح واحد هو حاكم واشنطن، جاي إنسلي، الذي يعمل فقط على قضية الاحتباس الحراري.

وعلق الحاكم على موقف بايدن من تغير المناخ، وقال: "لا يمكننا ببساطة العودة إلى الماضي، نحن بحاجة إلى خطة مناخ جريئة لمستقبلنا"، وأضاف أن "مواجهة الأزمة لا تسمح بتدابير نصفية، التدابير تعني الانقراض الكامل لملايين الأنواع، والأضرار الاقتصادية الكاملة، للمجتمعات في جميع أنحاء أمريكا".

وذكرت تقارير أن بايدن لم يكن في صدارة حركة المناخ أبداً، لكنه وضع نفسه مشغلاً براغماتياً ينجز الأشياء بما في ذلك المساعدة في إقرار صفقة المناخ في باريس.

وفي تجمع حاشد أقيم أخيراً في ولاية أيوا، قال إنه كان من أوائل اللاعبين الذين قدموا "مشروع قانون حول تغير المناخ، وطريق العودة في 1987"، في إشارة إلى محاولته الناجحة لجعل الرئيس رونالد ريغان يشكل فرقة عمل في القضية.

وبدوره، قال المتحدث باسم بايدن، تويت داكلو إن "نائب الرئيس السابق وصف تغير المناخ بتهديد وجودي، إنه يعرف كم هي عالية المخاطر"، وأضاف "كرئيس، سيضع بايدن سياسة جريئة لمعالجة تغير المناخ بطريقة مجدية ودائمة، وسيناقش تفاصيل تلك الخطة في المستقبل القريب، وأي تأكيدات خلاف ذلك فهي ليست دقيقة".

ويأمل مؤيدو "الصفقة الخضراء الجديدة GND"، أنه إذا نجح بايدن في الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي، فسيتبنى الخطة بسبب تركيزه على خلق وظائف ذات رواتب عالية في توليد الطاقة النظيفة.

ويتخوف نشطاء المناخ من تجاهل القضية إلى حد كبير مثلما حدث في انتخابات 2016، إذا انتهى الأمر بمواجهة بين بايدن وترامب في انتخابات 2020، وستكون الانتخابات الرئاسية المقبلة حاسمة، ذلك أن هذه الحركة تهدف إلى بقاء هذه الصفقة، والعمل بها إلى ما بعد موسم الانتخابات المقبل.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة