السودان: استئناف المحادثات بين "العسكري" وقادة الاحتجاجات

  14 ماي 2019    قرأ 415
السودان: استئناف المحادثات بين "العسكري" وقادة الاحتجاجات

استأنف المجلس العسكري الحاكم في السودان وقادة الحركة الاحتجاجية مناقشاتهم الحاسمة الإثنين، بشأن نقل الحكم إلى سلطة مدنية بعد أيام من الجمود، بينما أغلق متظاهرون غاضبون طريقاً رئيسياً على ضفاف نهر النيل.

وجاءت المحادثات في وقت واصلت حشود المتظاهرين الاعتصام خارج مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، متعهدين بإجبار المجلس العسكري الحاكم على تسليم السلطة للمدنيين بعدما أطاح بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل.

وقالت الناطقة باسم "قوى إعلان الحرية والتغيير" الذي نظّم التظاهرات مشاعر دراج إن شخصيات قيادية ضمن صفوف الإئتلاف، بينها عمر الدقير وساطع الحاج، تشارك في المحادثات.

ويجري الاجتماع خلف الأبواب المغلقة في مركز للمؤتمرات في الخرطوم.

وقبيل انطلاق الاجتماع، أغلق عشرات المتظاهرين شارع النيل الرئيسي لليوم الثاني على التوالي، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس، وكذلك طريقاً مؤدياً لحي بحري الشمالي في العاصمة.

وأُشعلت الإطارات في أنحاء الشوارع بينما انتشر الجنود وعناصر من "قوة الدعم السريع" المساندة للجيش.

والأحد، أغلق المتظاهرون شارع النيل بعدما منعتهم الشرطة من التوجّه منه إلى ساحة الاعتصام المقامة خارج مقر القيادة العامة للجيش منذ السادس من أبريل.

وندد المجلس العسكري في بيان الأحد بقطع الطريق الذي اعتبره "غير مقبول" ويتسبّب بـ"فوضى" و"يُصعّب حياة المواطنين".

ونفى المجلس تقارير أفادت بأنّ قوّات الأمن تحاول فضّ الاعتصام أمام مقرّ القيادة العامة للجيش.

وأعلن إئتلاف قوى إعلان الحرية والتغيير السبت أن المجلس العسكري دعا الحركة لعقد جولة جديدة من المحادثات.

ويختلف قادة الجيش مع المتظاهرين على تشكيلة هيئة الحكم الجديدة التي ستحل محل المجلس العسكري.

واقترح القادة العسكريون بأن يقود العسكر المجلس بينما يطالب قادة الحركة الاحتجاجية بأن يشكّل المدنيون غالبية أعضائه.

وأواخر الشهر الماضي، سلّم الائتلاف الذي يضم منظمي التظاهرات وأحزاباً معارضة وفصائل متمردة، القادة العسكريين مقترحاته بشأن حكومة انتقالية يقودها المدنيون.

لكن المجلس العسكري أكّد أن لديه "تحفظات عديدة" بشأن المقترحات، مشيراً إلى عدم التطرق غلى الموقف الدستوري من الشريعة الإسلامية التي تستند إليها جميع القوانين التي صدرت في عهد البشير بينما لا تؤيدها مجموعات علمانية على غرار الحزب الشيوعي السوداني وبعض الفصائل المنضوية في قوى إعلان الحرية والتغيير.

وذكر الائتلاف أنه يريد أن يتم حل جميع النقاط الخلافية في غضون "72 ساعة" اعتبارا من لحظة استئناف المحادثات.

وفي وقت متأخر الأحد، صرّح الفريق الركن شمس الدين كباشي إبراهيم، الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الانتقالي، أن "استئناف التفاوض يأتي في أجواء أكثر تفاؤلاً بين الطرفين للوصول إلى اتفاق حول ترتيبات الفترة الانتقالية".

وبدأ آلاف المتظاهرين اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة للجيش في السادس من  أبريل، وبعد أيام، أطاح الجيش بالرئيس الذي حكم السودان على مدى 30 عاماً. لكن المجلس العسكري الذي يضم عشرة أعضاء تسلّم السلطة مذاك ما دفع المتظاهرين لمواصلة اعتصامهم -- ضد العسكريين هذه المرّة.

وتراجعت أعداد المتظاهرين خلال النهار جرّاء ارتفاع درجات الحرارة، لكن المحتجين لا يزالون يتجمعون بالآلاف مساءً بعد الإفطار.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة