ماهية العقوبات
وحول هذه العقوبات من قبل الحكومة الأمريكية، تحدث لـ"سبوتنيك" الدكتور عمرو الديب المحاضر في معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي، بجامعة نجني نوفغورد الروسية، ويقول: سياسة الولايات المتحدة الجديدة منذ قدوم ترامب أصبحت فرض العقوبات ضد الجميع، من إيران وروسيا والصين وحتى منظمات دولية كاليونيسكو، لأن ترامب لديه سياسة تصادمية لا يمكن التنبؤ بها، وهذه السياسة في نهاية الأمر ستؤدي إلى كارثة كبرى في العالم.
ويتابع الديب: فيما يخص كتيبة تيريك من قوات الأمن الخاص من قوات الأمن الخاص في جمهورية الشيشان، لا أرى أي هدف منها سوى محاولة أمريكية لتسليط الضوء بأن هناك مشاكل في الشيشان، أو أن هناك بعض القوات الشيشانية التي تقوم مثلا بجرائم ضد حقوق الإنسان كما تقول الولايات المتحدة، لكن كل هذه الأمور دون أي دليل واضح وملموس، على الرغم من أن الولايات المتحدة هي أكثر دولة تقوم بجرائم ضد الإنسانية حول العالم، كما رأينا في آخر 30 عام.
من أهمية هذه العقوبات، قائلا: اليوم العقوبات نراها من ناحية الطرف الأمريكي، وقد استخدمها في أكثر من مرحلة ومعادلة، ذلك لأن الولايات المتحدة تفقد الكثير من أدواتها، فلذلك أعتقد أنها أدمنت على مفهوم العقوبات، ونحن نرى في هذه الفترة توافقا جزئيا روسيا أمريكيا من قبل إدارة ترامب، ومن جهة أخرى استخدمت العلاقة السياسية الأمريكية الروسية كأداة ضغط من بعض النخب السياسية في الولايات المتحدة، فإذا هي حالة تفاعلية وارتدادات وانعاكاسات لما يجري في داخل المنظومة السياسية الأمريكية.
عقوبات أخرى قادمة؟
وحول إذا ما كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستفرض المزيد من العقوبات على شخصيات روسية يرى الدكتور عمرو: ما دام هناك اختلاف في وجهات النظر وصراع بين الولايات المتحدة في مناطق كثيرة من العالم وآخرها منطقة القطب الشمالي، ستكمل الولايات المتحدة محاولاتها بالضغط أكثر على روسيا وعلى شخصياتها السياسية، لأنه كما يبدو أن بعض الأشخاص في البيت الأبيض قد أقنعوا الرئيس ترامب بأن الإجراءات العقابية على روسيا ستعطيه فرص أكبر في الانتخابات الأمريكية القادمة، وهو يعمل على ذلك، دونالد ترامب يريد أن يثبت للعالم أن الولايات المتحدة ما زالت تتحكم في العالم، وأن الدورين الروسي والصيني لا اعتبار لهما.
ويضيف: هذه العقوبات على كتيبة تيريك هي شكلية وإعلامية، فكيف لها أن توقع عقوبات على بعض الموظفين في جمهورية الشيشان، وليس لديهم حسابات بنكية في الولايات المتحدة أو حتى أوروبا.
ويوافق الدكتور قناة أقوال الدكتور عمرو ويقول: باعتقادي أن هذه العقوبات ستستمر من حين لآخر، بأن الإدارة الأمريكية أو قوى الضغط السياسي فيها لا تملك غير استخدام هذه الأدوات، ولكن في النهاية لا أعتقد أن هناك فائدة من هذه العقوبات من الناحية الاستراتيجية أو السياسية لتمرير مصلحة سياسية أو جزء من المصالح الاستراتيجية المطروحة في المرحلة الحالية.
كيف سترد روسيا؟
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قد قال بأن روسيا سترد بالمثل على هذه العقوبات، يعتقد الديب بأنها تبقى شكلية وحتى لو كانت متبادلة، ويكمل: بما أن العقوبات شكلية على بعض الشخصية السياسية الروسية، فيكون بعض العقوبات الشكلية على بعض السياسين من الولايات المتحدة، وهي تبقى شكلية من الطرفين، لكن هناك عقوبات اقتصادية أمريكية أثرت على الاقتصاد الروسي وهذا أمر واقع، وللأسف الاقتصاد الأمريكي هو الأقوى في العالم، والاقتصاد الروسي ليس لديه الآليات التي يمكن لها أن تؤثر على الاقتصاد الأمريكي.
ويكمل: روسيا لديها مواقف ثابتة في جميع مناطق المواجهة مع الولايات المتحدة حول العالم، وهذه المواقف الراسخة والثابتة هي التي تعطي روسيا رونق وقوة على المسرح العالمي، وليس العقوبات الاقتصادية أو الرد بالمثل هو الأهم، بل المواقف الثابتة كما في إيران و سوريا و وأوكرانيا والقطب الشمالي، والدفاع عن المصالح الروسية هو الأهم.
أما الدكتور عمار فيقول حول ذلك: باعتقادي أن تصريح بيسكوف هو اليوم كان يجب أن يصرح به كممثل للإدارة الروسية، ولكننا عهدنا السياسية الروسية هي أكثر عقلانية وتوازنا باتجاه ما تم فرضه من عقوبات، وإذا عدنا بالذاكرة إلى الحرب الدبلوماسية وطرد الدبلوماسيين، كان الرد الروسي عقلانيا جدا.
ويختم: نحن في منظومة دولية وتحتكم للقوانين الدبلوماسية والمعاملة بالمثل، لكن باعتقادي أن الكرملين اليوم لن يصعد بهذه الطريقة، وذلك لعلمه المسبق أن مثل هذه الأفعال وفرض العقوبات تستخدم من قبل قوى الضغط السياسي لتمرير مصالح معينة ضد نخب سياسية أخرى في الداخل الأمريكي.
مواضيع: