ومنذ توليه منصبه، يبدي الرئيس دونالد ترامب رغبة في التوصل إلى "اتفاق نهائي" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على أمل أن ينجح حيث فشل أسلافه من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.
مسألة مُعقدة
لكن المعادلة تبدو حساسة جداً، لأن الفلسطينيين يقاطعون الإدارة الأمريكية منذ اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر(كانون الأول) 2017.
ويأمل كوشنر في الحصول على تأييد قسم من الفلسطينيين عبر وعده بتنمية اقتصادية فعلية، ويُدرك أنه يحتاج لدعم دول عربية حليفة للولايات المتحدة لتحقيق ذلك.
ويرافق كوشنر في زيارته إلى المغرب، ثم الأردن، والقدس، ذراعه الأيمن جايسون غرينبلات، والممثل الأمريكي الخاص بإيران في وزارة الخارجية براين هوك كما أعلن مسؤول في البيت الأبيض.
وحضر كوشنر وغرينبلات في المغرب مأدبة إفطار أقامها على شرفه العاهل المغربي محمد السادس، وولي عهده مولاي حسن، ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وقال غرينبلات في تغريدة على تويتر: "شكراً لكم جلالة الملك على هذه الأمسية الخاصة وعلى مشاركة حكمتك"، مضيفاً أن "المغرب صديق هام وحليف للولايات المتحدة".
وحسب وكالة الأنباء المغربية، سبقت مأدبة الإفطار محادثات في القصر الملكي في الرباط بين الملك محمد السادس، والمستشار الأمريكي تناولت سبل "تعزيز الشراكة الاستراتيجية العريقة والمتينة والمتعددة الأبعاد بين المغرب والولايات المتحدة، والتحولات والتطورات التي تشهدها منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط".
وأوضحت الوكالة، أن مأدبة الإفطار شارك فيها أيضاً كل من غرينبلات ومستشار الملك فؤاد عالي الهمة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة.
وسيزور كوشنر لاحقاً اعتباراً من 1 يونيو (حزيران) مونترو في سويسرا، ثم لندن أين يشارك في زيارة الدولة للرئيس دونالد ترامب إلى بريطانيا.
خطة السلام
ومن المتوقع أن تكشف الولايات المتحدة في 25 و 26 يونيو(حزيران) في مؤتمر المنامة عن الشق الاقتصادي من خطتها للسلام التي لم يُكشف شقها السياسي بعد.
وأعلنت السلطة الفلسطينية أنها لن تشارك في المؤتمر.
المؤتمر الاقتصادي في البحرين، الذي يحمل اسم "من السلام إلى الازدهار"، سيجمع إلى جانب مسؤولين حكوميين، ممثلين عن المجتمع المدني وعالم الأعمال.
وأعلن البيت الأبيض أن اجتماع المنامة فرصة "لتشجيع الدعم لاستثمارات ومبادرات اقتصادية محتملة يمكن أن تجعل اتفاق سلام ممكناً".
تنديد فلسطيني
لكن الفلسطينيين أكدوا عدم مشاركتهم. وندد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات بمحاولات تشجيع "التطبيع الاقتصادي للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".
وقال عريقات، إن "محاولات تعزيز التطبيع الاقتصادي للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أمر مرفوض. القضية لا تتجلى في تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني بل بتعزيز قدرة فلسطين على السيطرة على مواردها ومعابرها وحدودها وتجسيد سيادتها من خلال إنهاء الاحتلال".
كما قرر رجال الأعمال والاقتصاديون الفلسطينيون مقاطعة المؤتمر الاقتصادي في البحرين.
وأعلن رئيس المجلس التنسيقي للقطاع الخاص "بال تريد"، عرفات منصور، في مؤتمر صحافي في رام الله الثلاثاء، أن المجلس "الذي يضم أكثر من 12 مؤسسة فاعلة في الاقتصاد الفلسطيني لن يشرك في مؤتمر المنامة. العديد من رجال الأعمال الفلسطينيين تلقوا دعوات لحضور المؤتمر لكننا قررنا عدم المشاركة".
مفاهيم جديدة
وأحاط كوشنر خطته بغموض شديد ووعد منذ عدة أشهر بأفكار جديدة مؤكداً أن المقاربات التقليدية لم تتح التوصل إلى اتفاق.
وفي إطار سعيه لتقديم مفاهيم جديدة، أصدر كوشنر في مطلع مايو(أيار) أقوى إشارة من الإدارة الأمريكية، إلى أن الخطة لن تقترح حل الدولتين الذي كانت الولايات المتحدة تؤيده في مفاوضات السلام.
مواضيع: