وساعدت الزيادة في عدد خطوط الطيران التي تخدم المسافرين بين الإمارات وأذربيجان وهي «فلاي دبي» و«العربية» و«الاتحاد» والطيران الوطني لأذربيجان، في طرح أسعار جاذبة لباقات العطلات السياحية، حيث أدى اشتداد المنافسة إلى خفض أسعار هذه الباقات.
ويستعرض التحليل أحدث الاتجاهات والتطورات في مسار السياحة بين الإمارات وأذربيجان بغرض إلقاء الضوء على الفرص المتاحة أمام شركات السياحة في دبي.
فمؤخرا، بدأت منطقة جنوب القوقاز، التي تتكون من أذربيجان وجورجيا وأرمينيا، في اكتساب شعبية وسط المقيمين في الإمارات باعتبارها من بين أكثر الوجهات المفضلة لقضاء عطلات قصيرة وقد ساهم في ذلك الحملات الترويجية القوية التي تقوم بها وكالات السفر وشركات تنظيم الجولات السياحية.
ارتفاع كبير
وكان عدد المسافرين من الإمارات منخفضا وثابتا قبل عام 2015 حيث لم يتجاوز الألف مسافر في السنة.
وعلى الرغم من ذلك، ومع تراجع سعر صرف عملة أذربيجان «المانات» عقب انخفاض أسعار النفط، ارتفع في الحال طلب المقيمين في الإمارات بشكل كبير على الرحلات إلى هذه الوجهة حيث بلغ 102.4 ألف مسافر بحلول عام 2017.
السياحة من الإمارات لأذربيجان
من بين 102.4 ألف مسافر من الإمارات زاروا أذربيجان خلال 2017، قام حوالي 5,009 سياح منهم بحجز رحلاتهم وأنشطتهم عبر وكالات سفر وشركات تنظيم جولات سياحية أذربيجانية.
ولم يرتفع عدد السياح منذ انخفاض سعر صرف العملة فحسب ولكن زادت كذلك فترة إقامتهم من متوسط 3.8 أيام في 2014 إلى 5.7 أيام بحلول 2017.
السياحة من أذربيجان إلى الإمارات
في حين كان انخفاض سعر صرف عملة أذربيجان نعمة بالنسبة للمسافرين من الإمارات، فقد شهدت أعداد السياح القادمين من أذربيجان للدولة ــ عبر وكالات سفر وتنظيم جولات سياحية اذربيجانية ـــ انخفاضا طفيفا، بالإضافة إلى تناقص مدة إقامتهم وأنشطتهم، ومع ذلك وعلى الرغم من أن سعر الصرف لم يتحسن فقد وصل المزيد من مواطني أذربيجان إلى الإمارات في 2017 مقارنة بعام 2016 مع أن فترة إقامتهم كانت أقصر قليلا، وأدى ذلك إلى ارتفاع عدد أيام جولاتهم السياحية.
بالإضافة إلى التشابه في المناظر الطبيعية والثقافة بين دول منطقة جنوب القوقاز، فإن من الأمور الرئيسية التي تشترك فيها الدول الثلاث هي منح تأشيرة الدخول إليها عند الوصول أو برنامج عدم الحاجة إلى تأشيرة دخول الممنوح إلى مواطني الإمارات أو المقيمين فيها.
وعلى الرغم من ذلك، لم تستطع جورجيا وأرمينيا مجاراة الطفرة في تدفقات المسافرين من الإمارات إلى أذربيجان.
وتختلف أرمينيا وجورجيا عن حالة أذربيجان في أن عملتي البلدين لم تنخفضا بنفس مستوى (المانات) فقد فقدت عملة جورجيا (اللاري) 33% من قيمتها خلال الفترة 2014 ــــ 2017 بينما فقدت العملة الأرمينية (الدرام) نسبة 12%، الأمر الذي لم يكن في صالح الدولتين من حيث تكلفة السياحة فيهما.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر أذربيجان الدولة المسلمة الوحيدة ضمن الدول الثلاث في المنطقة، حيث يعد توفر الأطعمة الحلال والمساجد أو أماكن الصلاة بمثابة عوامل حاسمة بالنسبة للكثير من المسافرين من الإمارات.
توقعات
من المرجح أن يستمر نمو أعداد السياح القادمين من الإمارات إلى أرمينيا وجورجيا، خاصة مع بدء استفادة الدولتين من تأثير الطفرة في أعداد السياح إلى أذربيجان، حيث إن المزيد من سياح الإمارات اكتسبوا معرفة بطبيعة وثقافة منطقة جنوب القوقاز بعد زيارتهم لأذربيجان المفضلة للكثيرين منهم قبل استهداف بقية دول المنطقة.
albayan.ae
مواضيع: