وأضرمت النار في جسد نصرت بعد رشها بالكيروسين على سطح مدرستها الإسلامية في 6 أبريل/نيسان الماضي بعد أيام من تقديمها الشكوى.
ومن بين المتهمين مدير المدرسة سراج الدولة، الذي تقول الشرطة إنه أصدر التعليمات بحرقها من السجن بعد رفضها إسقاط الدعوى ضده.
وتقول الشرطة إن عملية الحرق نفذت كما لو كانت "خطة عسكرية".
وأثارت القضية موجة احتجاجات في بنغلاديش، وسلطت الضوء على هشاشة وضع ضحايا الاعتداء والملاحقات الجنسية في البلاد.
وكانت الفتاة قد تقدمت بشكوى إلى الشرطة ضد سراج الدولة في نهاية شهر مارس/آذار.
وفي 6 أبريل/نيسان ذهبت نصرت إلى المدرسة لتأدية امتحاناتها النهائية، حيث تفيد التقارير أنها استدرجت إلى سطح المدرسة وقامت مجموعة من الأشخاص يرتدون البراقع بإضرام النار فيها.
وكان الجناة يخططون لجعل الجريمة تبدو انتحارا، لكن الفتاة التي عانت حروقا بنسبة 80 في المئة تمكنت من الإدلاء بشهادتها قبل أن تفارق الحياة.
وقدمت الشرطة في بلدة "فيني"، وهي بلدة صغيرة على بعد 160 كيلومترا عن العاصمة دكا، لائحة اتهام الأربعاء ضد 16 متهما، بينهم طلاب في المدرسة.
ويطالب المحققون بعقوبة الإعدام لجميع المتهمين، وتقول الشرطة إن مدير المدرسة اعترف بإصدار تعليمات لتنفيذ الجريمة.
وكانت الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش قد تعهدت بجلب جميع الضالعين في الجريمة إلى العدالة.
ماذا حدث مع الفتاة؟
في 27 مارس/آذار اتهمت الفتاة البالغة من العمر 19 عاما مدير مدرستها باستدعائها إلى مكتبه، ولمسها بصورة متكررة وبشكل غير لائق، مما دفعها للهروب من مكتبه قبل أن تتطور الأمور أكثر.
وبعد ذلك توجهت برفقة أفراد عائلتها إلى الشرطة حيث قدمت شهادة، وتم تصويرها أثناء الإدلاء بشهادتها.
وتبدو في اللقطات المصورة متوترة وتحاول إخفاء وجهها، ويسمع الشرطي يصف الشكوى بأنها "غير ذات أهمية" ويطلب منها إزالة يدها عن وجهها.
ووجهت للشرطي تهمة بسبب تصويره الفتاة.
وألقي القبض على مدير المدرسة بعد تقديم نصرت الشكوى، مما أدى لخروج احتجاجات إلى الشارع تطالب بإطلاق سراح المدير.
وقد زار المدير في سجنه شركاؤه في الجريمة، حيث أصدر لهم تعليمات بالاعتداء على عائلة نصرت والضغط عليهم لسحب الشكوى.
وحين فشل الضغط قيل أن المدير أصدر تعليماته بقتل نصرت إن احتاج الأمر.
ووصف مسؤول الشرطة في مؤتمر صحفي الثلاثاء التخطيط المحكم للجريمة، وشراء الكيروسين وارتداء البرقع والقفازات، وتوزيع المتهمين للأدوار يوم 9 أبريل/نيسان، وهو يوم الجريمة.
وقام بعض المنفذين بحراسة أبواب المدرسة لمنع دخول أي شخص باستثناء التلاميذ، بينما راقب آخرون المكان الذي سيجري الهجوم على نصرت فيه.
وقالت نصرت في شهادتها إن طالبة قامت باستدراجها إلى سطح المدرسة بالادعاء أن إحدى صديقاتها تتعرض للضرب.
وحين وصلت إلى سطح المدرسة مورست عليها الضغوط لسحب شكواها وطلب منها التوقيع على ورقة فارغة، وحين رفضت جرى رش الكيروسين عليها وإضرام النار فيها.
وقامت بتسجيل شهادة في سيارة الإسعاف خوف أن تفارق الحياة قبل الإدلاء بشهادتها قالت فيها "المدرس أضرم في النار، سأحارب هذه الجريمة حتى آخر نفس".
وسيحدد موعد للمحاكمة في وقت لاحق.
مواضيع: