استقالة جماعية لوزراء مسلمين في سريلانكا بسبب اعتداءات الفصح

  04 يونيو 2019    قرأ 937
استقالة جماعية لوزراء مسلمين في سريلانكا بسبب اعتداءات الفصح

استقال وزراء مسلمون في الحكومة السريلانكية الإثنين بعد هجمات كراهية واسعة ضد طائفتهم في أعقاب الاعتداءات الانتحارية التي أوقعت 258 قتيلاً يوم أحد الفصح في البلد ذي الغالبية البوذية.

وجاءت استقالة تسعة وزراء وحكام ولايات إثر مطالبة راهب بوذي نائب في البرلمان يدعم الرئيس مايثريبالا سيريسينا، بإقالة ثلاثة من كبار المسؤولين المسلمين.

اندلعت تظاهرات شارك فيها الالاف في مدينة كاندي التي تعد مزاراً بوذياً في وسط سريلانكا الإثنين بعدما طالب الراهب اثورالي راتانا باستقالة حاكمي ولايتين ووزير زعم أنهم على صلة بالجهاديين المتورطين في الاعتداءات الدامية.

وأغلقت المتاجر والمكاتب في كاندي التي تبعد 115 كيلومتراً شرق كولومبو، وهي مقصد ديني مهم للبوذيين في سريلانكا.

وذكر مكتب الرئيس مايثريبالا سيريسينا في بيان أن حاكمي الإقليمين الشرقي والغربي، وهما مسلمان استقالا وأنه قبل ذلك.

وخلال ساعات، قدم المسؤولون التسعة المنتمون إلى تيارات وأحزاب مسلمة ورئيسية استقالتهم، قائلين إنهم يتخلون عن مناصبهم لضمان مستقلة في اعتداءات الفصح.

وتضم القائمة وزير التجارة رشاد بديع الدين، الذي طالب الراهب راتانا باستقالته.

وقال قادة الطائفة المسلمة في سريلانكا التي تشكل نحو 10% من سكان البلاد البالغ عددهم 21 مليون نسمة، إن المسلمين أصبحوا ضحايا للعنف والمضايقات وخطاب الكراهية منذ اعتداءات عيد الفصح التي نسبت إلى إسلاميين متطرفين.

وقال وزير الموارد المالية رؤوف حكيم، إن المسلمين تعاونوا مع أجهزة الأمن لتوقيف المشتبه بهم، لكن الطائفة بأكملها ضحية الإيذاء الجماعي.

وقال حكيم للصحافيين بعد وقت قصير من إعلان استقالته: "نريد إنهاء خطاب الكراهية، وإنهاء ثقافة الكراهية والحصانة الممنوحة للمتورطين في الكراهية".

وأوضح ان الوزراء يغادرون مناصبهم أملاً في تحقيق السلطات بشكل كامل في المزاعم ضد أبناء طائفتهم خلال شهر.

وأكد الوزراء المستقيلون في بيان جماعي أنهم سيظلون مخلصين لحكومة رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغي.

وفي معبد السن المقدس لدى البوذيين لاعتقادهم بوجود أحد أسنان بوذا داخله، أنهى الراهب البارز اثورالي راتانا إضراباً عن الطعام سماه "الصوم القاتل" بعد قبول الاستقالات.

ونُقل راتانا في سيارة إسعاف الى المستشفى للرعاية الطبية.

كما وجد في المعبد الراهب غالاغوداتي غنانا سارا الذي أفرج عنه في الشهر الماضي بعفو رئاسي بعد اتهامه بالتحريض على ارتكاب جرائم كراهية ضد المسلمين.

وكان راتانا، وهو نائب في البرلمان أيضاً، يطالب بإطاحة حاكمي الإقليمين ووزير التجارة رشاد بديع الدين لاتهامهم بدعم المتطرفين المسؤولين عن اعتداءات 21 أبريل (نيسان) التي هزت سريلانكا.

وتعرضت ثلاث كنائس في كولومبو وخارجها وثلاثة فنادق فاخرة لهجمات منسقة نسبتها السلطات لجهاديين محليين، وأعلن داعش المسؤولية عنها، الاعتداءات التي لم تعرف لها البلد مثيلاً وأسفرت عن مقتل 258 شخصاً بينهم 58 أجنبياً.

ووصل رئيس الكنيسة الكاثوليكية في كولومبو الكاردينال مالكولم رانغيث الى كاندي الإثنين، للإعراب عن دعمه لراتانا، وقال للصحافيين: "ندعم حملة الراهب راتانا لأن العدالة لم تأخذ مجراها بعد".

وانتقد المتحدث باسم الحكومة وزير المالية مانغالا ساماراويرا الكاردينال رانغيث لدعمه "الطائفية".

وكتب ساماراويرا على تويتر "الكاردينال مالكولم رانغيث يذكي نيران الكراهية والطائفية عبر زيارة الراهب الصائم راتانا. أحيط الفاتيكان علماً بذلك".

وأعلنت الحكومة توقيف 100 شخص مرتبطين بـ "جماعة التوحيد الوطنية" الجهادية منذ التفجيرات.

وحظرت السلطات هذه الجماعة إضافةً إلى مجموعة أخرى منشقة عنها هي "جماعة ملة ابراهيم".

وفي أعقاب التفجيرات، اندلعت أعمال شغب ضد المسلمين في عدة بلدات شمال العاصمة، أودت برجل مسلم فيما خُرب مساجد ومئات المنازل والمتاجر المملوكة للمسلمين.

وقال ضابط شرطة لفرانس برس إن "المتظاهرين تفرقوا في شكل سلمي بعد ظهر اليوم".

وفرضت السلطات حال الطوارئ منذ اعتداءات عيد الفصح، ونشرت قوات الجيش والشرطة لاعتقال المشتبه في ضلوعهم في الهجمات الدامية.

يشكل المسيحيون 7.6%  من السكان البالغ عددهم 21 مليون نسمة، والمسلمون 10% في الدولة التي تدين غالبيتها بالبوذية.

وفي مارس (آذار) 2018، قتل ثلاثة أشخاص، وأصيب أكثر من 20 آخرين في أحداث شغب ضد المسلمين استمرت اسبوعاً.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة