أول بيانات:
من المعروف أن أول أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت بدأ تصنيعها في روسيا قبل بضعة عقود. تم بناء واختبار طائرات تجريبية بمختلف أنواعها. تطوير نموذج جديد مصمم للاستخدام في قوات الصواريخ الاستراتيجية، على ما يبدو، بدأ في موعد لا يتجاوز نهاية التسعينات.
في فبراير/شباط 2004، تم إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات UR-100N UTTH في موقع اختبار بايكونور. سرعان ما أصبح معروفًا أن الصاروخ حمل نوع من الأجهزة التي تحلق أسرع من الصوت وقادرة على المناورة أثناء الطيران. توصل المحللون الأجانب إلى افتراض حول اختبار وحدة قتالية بمؤشر 15 يو 70.
في وقت لاحق، بحلول نهاية العقد، بدأت تسميات جديدة تظهر في المصادر المفتوحة، بزعم أنها مرتبطة ببرنامج الأسلحة الأسرع من الصوت. كان المشروع للسلاح الجديد يسمى "4202"، وتم تعيين الجهاز الطائر التي تفوق سرعته سرعة الصوت على أنها 15 يو71 أو فقط يو-71. في وقت لاحق تم العثور على تسميات مماثلة في الوثائق الرسمية المفتوحة.
ووفقًا لمصادر مختلفة، شاركت العديد من مؤسسات صناعة الصواريخ والدفاع في الأعمال المتعلقة بمشروع "4202". لعبت الدور الرائد إن بي أو لصناعة الآلات في مدينة ريوتوف.
اختبار "4202":
لم يعرف ما هو الجهاز الطائر الذي اختبر في 2004، ولكن الأحداث التالية تسمح بالاعتقاد بأن هذه الاختبارات لم تكن في إطار مشروع "4202". وكان هناك خبر ممائل في عام 2010. حينها أعلنت وسائل الإعلام الروسية عن إجراء اختبارصاروخ باليستي عابر للقارات بوحدة قتالية جديدة تماما. وأيضا في هذه المرة لم يكن هناك تفاصيل.
ويعتقد أن أول إطلاق تجريبي في إطار برنامج "4202" جرى في أواخر عام 2011. حينها أرسل صاروخ أو إر-100إن أو تي تي خي من حقل التدريب بايكونور حمولة إلى حقل التدريب كورا. وكان هدف الإطلاق الرسمي هو التحقق من المعدات القتالية الجديدة القادرة على التغلب على نظام الدفاع الصاروخي. في سبتمبر أيلول 2013 تم إطلاق صاروخ أخر بنفس الأهداف. ووفقا للمصادر المحلية ووسائل الإعلام الأجنبية، أجري في الفترة ما بين 2015-2016 اختبارين أو ثلاثة ل"4202"/15يو71/يو-71.
خلال هذه الفترة ، ظهرت افتراضات مثيرة للاهتمام في مصادر أجنبية فيما يتعلق بأصل المشروع الجديد. وكان هناك رأي أن الغرض من برنامج "4202" كان في البداية إنشاء وحدة قتالية للصواريخ الباليستية العابرة للقارات الواعدة، ولكن تم توسيعه لاحقًا. في الوقت نفسه، ظهرت البيانات الأولى عن الارتباط المباشر بين يو-71 بالصواريخ الواعدة إر إس-26 "روبيج" وإر إس-28 "سارمات".
تجدر الإشارة إلى أنه حتى العام الماضي، كانت البيانات حول برنامج الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت المحلية متقطعة. لم يكن هناك سوى عدد محدود من البيانات الرسمية، وكانت المعلومات الأخرى تأتي من مصادر غير موثوقة دائمًا أو كانت نتيجة لدراسة المعلومات المتاحة. ونتيجة لذلك، كان المجتمع قادرًا على فهم أهداف المشروع الجديد ومهامه بشكل تقريبي، والمزايا والعيوب الرئيسية، وما إلى ذلك، وكان هناك افتقار إلى معلومات أكثر دقة وخصائص أساسية بسبب وجود بعض القيود.
شفرة "أفانغارد":
من المعروف الآن أن النظام الصاروخي الجديد يسمى"أفانغارد"، لكن في الماضي تسبب هذا الاسم في بعض التساؤلات. ولأول مرة تم سماع هذا الاسم في منتصف عام 2011. تحدثت قيادة وزارة الدفاع عن التسليح الوشيك لقوات الصواريخ الاستراتيجية، وفي هذا السياق تم ذكر الشفرة "أفانغارد".
في وقت لاحق، في وسائل الإعلام وعلى الموارد المتخصصة، ظهرت معلومات بأن مشروعي "أفانغارد" و"روبيج" متصلان مباشرة — إلى حد أن هذه الرموز تدل على نفس السلاح.
في 2011-2017 أجريت في حقول التدريب الروسية والأجنبية اختبارات للمنظومة الواعدة "روبيج"/"أفانغارد"/"أفانغارد-روبيج". وأعلن أن هذه الاختبارات كانت لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات "عادي" بوحدة قتالية عادية. ومن الجدير بالذكر أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك اتصال بين "أفانغارد" وبرنامج "4202". ومع ذلك، فإن الرحلات الجوية على الطريق السريع "الداخلي" كابوستين يار-ساري شغن ربما كانت تلمح إلى وجود ميزات تتطلب السرية والإخفاء من أجهزة المخابرات الأجنبية.
كما هو الحال دائمًا، أدى الافتقار إلى المعلومات المفتوحة إلى ظهور اعتقادات جريئة جدا. من بينها، تم وضع تكهنات حول اختبار وحدة قتالية جديدة تماما أو واعدة لاختراق الدفاع الجوي الصاروخي. وكذلك كان هناك أراء حول اختبار جهاز طائر أسرع من الصوت.
مفاجأة من بوتين:
في الأول من مارس/آذار من العام الماضي، كجزء من رسالته إلى الجمعية الفيدرالي، كشف الرئيس فلاديمير بوتين لأول مرة رسميًا عن معلومات حول عدة نماذج واعدة للأسلحة. من بين هذه المنتجات كان نظام الصواريخ "أفانغارد".
اتضح أن هذا الاسم يحمل هو لمنظومة فيها صاروخ باليستي عابر للقارات ووحدة قتالية تفوق سرعة الصوت. هذه الأسلحة لها العديد من المزايا بالمقارنة مع الصواريخ برؤوس حربية تقليدية وتسمح لها بإنجاز المهام نفسها بشكل أكثر فعالية. في الواقع، يتم توفير جميع المزايا من خلال أعلى سرعة للطيران: إنها تعقد عملية الكشف في الوقت المناسب وتجعل من المستحيل اعتراضها.
ومن المصادر المفتوحة، فإن "أفانغارد" ومنتجات تحمل أو إر-100إن أو تي تي خي سوف تدخل الخدمة قريبا. وفي المستقبل سيحصل على هذا الدور صاروخ إر إس-28 "سارمات" العابر للقارات. ولم يعد يذكر صاروخ إس إر-26 "روبيج" مع الصواريخ الأسرع من الصوت، لأنه تم التخلي عنه منذ عدة أعوام لأسباب اقتصادية.
في نهاية عام 2018، كشف نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف عن بعض تفاصيل مشروع "أفانغارد". لذلك، اتضح أنه قبل أربع سنوات كان هذا المشروع تحت تهديد الإغلاق بسبب صعوبات خطيرة في إنشائه. ومع ذلك، أعطيت الصناعة الفرصة لمواصلة البرنامج، وهذا أدى إلى نتائج معروفة.
في 26 ديسمبر/ كانون الأول، أجري الاختبار الثالث ل"أفانغارد". تم تأكيد الخصائص، وهذا يسمح باتخاذ قرار بشأن اعتماد المنظومة في الخدمة. في الوقت نفسه، تم توقيع عقد الإنتاج الضخم للسلاح الجديد، كما اتضح فيما بعد، في عام 2017، لكنه ظل سريًا حتى وقت معين.
خطط للمستقبل:
في هذا العام، ستبدأ أول منظومات "أفانغارد" بالمهمة القتالية في فرقة الصواريخ 13، وفي المستقبل من الممكن إعادة تجهيز الوحدات الأخرى. في المستقبل القريب، ستعمل الرؤوس الحربية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مع الصواريخUR-100N UTTH ، وفي أوائل العشرينات من المتوقع أن توضع نسخة جديدة من المنظومة في الخدمة على أساس "سارمات".
وهكذا، فإن أحد أكثر المشاريع الأكثر جرأة والأكثر طموحا في العقود الماضية قد تم بنجاح. بدأ الإنتاج الضخم لأسلحة جديدة تماما وينبغي أن تسلم قريبا إلى القوات. نظرًا للخصائص والقدرات الخاصة، سيتمكن السلاح الجديد من مهاجمة أهداف محددة دون خوف من الدفاع الجوي للعدو والدفاع الصاروخي. هذا سيجعل أفانغارد وسيلة فريدة للردع الاستراتيجي أو الانتقام.
على الرغم من أن "أفانغارد" سيدخل الخدمة قريبا، إلا أنه مازال سريا حتى الآن. الوضع مع المعلومات حول المراحل السابقة للمشروع، عندما كان يطلق عليه "4202" ، 15يو71 ويو-71، ليس أفضل. من الممكن أنه في المستقبل، سيتم توفير معلومات جديدة حول تطوير هذه الأسلحة، وستكون البلاد قادرة على معرفة كل التفاصيل، وفهم تعقيد العمل، وتقييم عمل المصممين. ومع ذلك، الآن يتم التزام السرية التامة.
مواضيع: