خليفة ميركل قد تكون مؤيدة للطبيعة

  08 يونيو 2019    قرأ 721
خليفة ميركل قد تكون مؤيدة للطبيعة

باتت فكرة كانت غريبة قبل أشهر وتتمثل في أن يخلف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عضو في حزب الخضر، مطروحة في ألمانيا لمواجهة تنامي قوة حركة الدفاع عن البيئة في الانتخابات الأوروبية وإضعاف الأحزاب التقليدية.

لم يسبق أن حظي الحزب البيئي بمثل هذه الشعبية الكبيرة في ألمانيا. فمع حصوله على نتيجة غير مسبوقة بلغت 20,5% من الأصوات في الانتخابات الأوروبية في نهاية مايو (أيار)، احتل المركز الثاني متقدماً على شريك المستشارة في الحكومة، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يواجه تراجعاً.

ومنذ ذلك الحين، أشار عدد كبير من استطلاعات الرأي في البلاد إلى أن "حزب الخضر" سيأتي بعد حزب المحافظين بزعامة ميركل وحتى في اثنين منها، سيتجاوزها.

وفي استطلاع شمل 2500 شخص أجراه معهد "فورسا" في بداية يونيو (حزيران) لتلفزيوني "ار تي ال" و"ان-تي في" ونشرت نتائجه السبت، حصد حزب الخضر 27% من الأصوات متقدماً بفارق ثلاث نقاط على الإتحاد الديموقراطي المسيحي.

وهذا الوضع غير مسبوق لهذا الحزب الصغير الذي لا يتجاوز عدد أعضائه الثمانين ألفاً. أما الحزبان الكبيران في البلاد فيتجاوز عدد أعضاء كل منهما الـ400 ألف.

ومع تزايد الإحترار المناخي الذي بات أكثر من أي وقت مضى في قلب الاهتمامات، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير للمتظاهرين الشباب من منظمة "أيام الجمعة من أجل المستقبل"، رأت صحيفة "راين- تسايتونغ" السبت أن حزب "الخضر يمتلك شيئاً خسرته الأحزاب الأخرى وهو صورة وموقف واضحان".

يرى عدد كبير من المراقبين أن السؤال لا يتعلق بمعرفة ما إذا كان "حزب الخضر" سيحتل الصدارة في ألمانيا، بل بتحديد أي من زعيميه روبرت هابيك أو أنالينا بيربوك، سيصل إلى هذا الموقع.

وعلى رغم شخصيتيهما المختلفتين جداً، فغالباً ما يوصفان بأنهما "فريق الأحلام".

وينافس روبرت هابيك، المعروف بلحيته وابتسامته الساحرة، والدائم الحضور في البرامج الحوارية، المستشارة منذ أشهر على صفتها كالشخصية السياسية الأكثر شعبية في البلاد. واحتلت صورة الرجل الذي يحمل دكتوراه في الفلسفة والبالغ من العمر 49 عاماً، غلاف مجلة "شتيرن" الأسبوعية، التي طرحت للمرة الأولى سؤال "مستشارنا المقبل؟".

وهذا الأب لأربعة أطفال الذي يتحدر من منطقة شليسفيغ هولشتاين بشمال ألمانيا، كاتب أيضاً ويشارك زوجته المؤلفة والموسيقية، في تأليف الكتب.

وأعلنت صحيفة "دي فيلت" اليومية المحافظة أنها تفضل زميلته الشابة التي تتمتع بقدرات خطابية مهمة، آنالينا بيربوك (38 عاماً) لكنها أقل شعبية بين الألمان.

وأضافت الصحيفة "إذا استمرت مآسي حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، فيمكن أن يقرر حزب الخضر في نهاية المطاف من هي المستشارة المقبلة وأن يختار لأسباب تتعلق بدعم المرأة السيدة بيربوك".

وأشارت أيضاً إلى مهاراتها في الاقتصاد، وهو مجال لم يكن معروفاً أن حزب البيئة يتقنه.

وبيربوك أم لطفلين وكانت تنوي اختيار الصحافة لكنها فضلت العمل السياسي بعد فترة تدريب مع الخضر في البرلمان الأوروبي. ووصفتها مجلة "دير شبيغل" الأسبوعية بأنها "الزعيمة" التي تمكنت من إنجاز العمل الفريد المتمثل في توحيد مختلف الحركات داخل الحزب، والمعروف بمشاحناته الداخلية المزمنة.

يمكن لدعاة حماية البيئة الاطمئنان فيما يسعى الحزبان الكبيران التقليديان إلى الحد من تقلص أصواتهما.

ويتعرض حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي بزعامة ميركل، الذي حقق أسوأ نتيجة في الانتخابات الأوروبية، لضغوط قبل انتخابات المقاطعات في شرق البلاد في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، في معاقل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.

وبثت أنيغيريت كرامب-كارينبوير التي اختارتها ميركل لخلافتها وزعيمة المحافظين منذ ديسمبر (كانون الأول)، شكوكا في قدرتها على شغل منصب المستشار بعد تهورها في الرد على تمرد مستخدمين لليوتيوب على الحزب المحافظ بسبب أدائه في مجال المناخ.

أما بالنسبة للحزب الديمقراطي الاشتراكي، فقد اهتز بعد استقالة رئيسه أندريا ناليس في الفترة الأخيرة على إثر نتيجة أوروبية كارثية.

واعتبرت مجلة "دي تسايت" الأسبوعية أن الخضر يظهرون "البراعة السياسية" برفضهم اختيار مرشح للمستشارية في الوقت الراهن، إذ يمكن أن تثبت استطلاعات الرأي أنها متقلبة وأن الشعبية تنهار بين ليلة وضحاها.

إلا أن الثنائي ليس مستعجلاً للوصول الى السلطة ولم يخفِ تفضيله للإبقاء على الحكومة الحالية حتى 2021، كما ذكرت "دير شبيغل" السبت، للحصول على "مزيد الوقت قبل الانصراف إلى الأمور الجدية".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة