عشية زيارته لطهران... هل ينجح شينزو آبي في الوساطة بين أمريكا وإيران

  11 يونيو 2019    قرأ 681
عشية زيارته لطهران... هل ينجح شينزو آبي في الوساطة بين أمريكا وإيران

لا تزال الأزمة المشتعلة منذ فترة بين إيران وأمريكا قائمة، فيما تعول بعض المصادر على زيارة رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، لطهران، في التوصل لاتفاق مبدئي من شأنه تهدئة الأوضاع.

ويبدأ رئيس الوزراء الياباني زيارة لإيران، غدا الأربعاء، هي الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء ياباني لإيران منذ 41 عاما، ومن المتوقع أن تستغرق الزيارة ثلاثة أيام.

ونقلت وكالة "جي.جي.برس" اليابانية أن شينزو آبي سيلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولين آخرين لحثهم على التوصل لحل سلمي مع الإدارة الأمريكية بشأن الاتفاق النووي.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية اليابانية، إن "اليابان هي الدولة الوحيدة التي يمكن للجانبين أن يتحدثا معها بصراحة".

وأشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قام بزيارة مفاجئة إلى اليابان في منتصف مايو/ أيار الماضي قبل زيارة رسمية لترامب.

وخلال زيارته لليابان، قال وزير الخارجية الإيراني إن بلاده تمارس "أقصى درجات ضبط النفس رغم حقيقة انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة".

وبعد أسابيع من التصعيد، وأعلن بومبيو أن واشنطن مستعدة للحوار مع طهران "دون شروط مسبقة، واشترطت إيران تغييرا شاملا في السلوك الأمريكي المتبع معها قبل الموافقة على أي تفاوض محتمل.

الإعلامي والمحلل السياسي الإيراني، محمد غروي، قال إن "زيارة شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان المرتقبة لطهران مهمة، وتمثل قمة إيرانية يابانية غابت لمدة 40 عاما".

أن "الطرف الياباني يعول على هذه الزيارة أكثر من الطرف الإيراني، بسبب المصالح القوية التي تجمع بين اليابان وأمريكا".

وأكد أن "اليابان قلقة بشدة بسبب التوتر في الشرق الأوسط، وتحديدا في مياه الخليج الفارسي، حيث أن إمدادات النفط تمر من هناك، وتعتمد طوكيو اعتمادا كليا على النفط في صناعاتها المتطورة".

وأشار إلى أن "زيارة  شينزو آبي تأتي بعد سنوات طويلة من زيارة أبيه لطهران، في ظروف مشابهة بتلك الظروف التي تمر بها إيران، وعلى الرغم من كون الأحداث لم ترتق إلى الحرب العسكرية، إلا أن ما يحدث من غزو اقتصادي لا يقل أهمية عن الحرب".

وتابع المحلل السياسي الإيراني: "الطرف الأمريكي لم يدع دولة إلا وطلب منها التوسط مع إيران، للتنازل عن شروطها، خصوصًا وأننا رأينا تصعيد واشنطن في بداية الأزمة وشروطها الـ 22، لكن رويدًا رويدًا يتنازل دونالد ترامب عن هذه الشروط، لأنه يريد شيئًا ما، يريد تغيير عنوان الاتفاق النووي ليقترن باسمه بدلا عن اسم باراك أوباما، لذلك نرى أن الأمريكيين متحمسون كثيرا لتلك المحادثات".

وعن مستوى الاستعداد الإيراني تجاه تلك المحادثات، أكد غروي أن "مستوى التوقع الإيراني لهذه القمة أقل بكثير من اليابان وأمريكا، وأعتقد أن حماسة الإيرانيين لتوقيع أي مذكرة تفاهم مع الطرف الأمريكي غير موجودة، حيث أن للطرف الإيراني شروط قوية وغير مذلة".

وبشأن الشروط الإيرانية لقبول عقد اتفاق مع أمريكا، قال: "هناك 3 شروط، هي أن تعود الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاتفاق النووي مرة أخرى، ووقف كل العقوبات التي صدرت تجاه إيران، والشرط الثالث والجديد هو أن تدفع أمريكا كل الخسائر التي تكبدتها طهرات جراء تلك العقوبات غير القانونية والظالمة".

وعما يمكن التوصل إليه في لقاء رئيس وزراء اليابان، أجاب: "أتصور إذا حمل الجانب الياباني خلال زيارته أي تنازلات أمريكية جدية في هذا الإطار، أظن أن حلًا واتفاقًا ممكنًا يلوح في الأفق".

لكن المحلل السياسي عاد ليؤكد أن "رئيس الوزراء الياباني لا يحمل تنازلات أمريكية، لكن كل ما يريده أن يدعو مسئولي إيران لحضور قمة الـ 20 التي ستعقد خلال الشهر الحالي في طوكيو، وتريد اليابان استغلال حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد لقاء بين طهران وواشنطن"، مستبعدا أن "تنجح اليابان في هذا الأمر في ظل الظروف التي تتعرض لها إيران من حرب اقتصادية أمريكية لا تقل خسارة ولا ضغطًا عن الحرب العسكرية".

وأنهى المحلل الإيراني حديثه قائلا: "الطرف الإيراني لا يقبل بأي شروط جديدة تحت ضغط، إيران تعتبر نفسها في حرب، ولا تريد التنازل، وستستمر في الدفاع عن نفسها حتى تصل إلى مبتغاها".من جانبه قال محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، إن "إيران وأمريكا سيجلسان قريبًا على طاولة التفاوض، وذلك رغم التهديدات المتبادلة".

أن " قبول المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي مقابلة رئيس الوزراء الياباني خلال زيارته لطهران تؤكد على رغبة إيران في التفاوض، خصوصا أن نادرًا ما يجلس خامنئي مع مسئولين غربيين".

من جانبه أكد مساعد رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني والعضو السابق في الفريق النووي الايراني المفاوض، حسين موسويان أن "زيارة رئيس الوزراء الياباني شینزو آبي إلى إيران إيجابية في حد ذاتها وتدل على فعالية الدبلوماسية الإيرانية"، مشيرا الى أن "عزم اليابان على تخفيف التوتر بين طهران وواشنطن يتماشى مع مصالح المجتمع الدولي"، طبقا لما ذكرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).

وأشار موسويان إلى أن "زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى إيران، التي تعتبر الأولى من نوعها منذ أربعين عامًا للتوسط بين الولايات المتحدة وإيران نزيهة وتخدم مصلحة المجتمع الدولي".

وأضاف: "من بين القوى العالمية، تعتبر اليابان الحليف العالمي الأقرب للولايات المتحدة وفي نفس الوقت تمتاز العلاقات اليابانية مع إيران بأنها تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤون الآخر والتعاون البناء. لذلك الیابان تناسب لهذه المهمة".

وقال مساعد رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن "فشل باقي الدول في التوسط بين الولايات المتحدة وإيران ليس مؤشرا جيدا لأنه يدل على تفاقم الخصومة والعداء"، لافتا إلى أنه "لا يوجد أي ضمان لنجاح رئيس الوزراء الياباني في هذه المهمة لأن إيران أعلنت أن عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي هي شرطها للجلوس على طاولة المفاوضات ومن جهة أخرى فإن عودة ترامب إلی الاتفاق النووي دون أي تنازلات تعتبر انتحارا سياسيا وفضيحة كبرى داخليا ودوليا فلذلك لا يوجد فرصة لنجاحها".

وحول أسباب طلب الرئيس الامريكي دونالد ترامب من رئيس وزراء اليابان زيارة إيران أوضح موسويان: "من المؤكد أن رئيس وزراء اليابان لن يسافر إلى طهران دون الضوء الأخضر من ترامب لكن هذه الزيارة لم تكن بناءً على طلب ترامب بل كانت اقتراحا من جانب آبي نفسه ووافق عليه ترامب".

وصرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سابقًا من سويسرا، أن بلاده مستعدة للحوار مع طهران "دون شروط مسبقة"، قائلا: "نحن على استعداد لبدء مباحثات دون شروط مسبقة، نحن مستعدون للجلوس معهم إلى طاولة (مفاوضات)".

وكان بومبيو يريد بذلك الرد على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أكد أن أي مفاوضات مع واشنطن لا يمكن أن تتم إلا في إطار الاحترام وليس استجابة لأمر أمريكي.

وهي المرة الأولى التي تعلن فيها إدارة الرئيس دونالد ترامب التي انسحبت من الاتفاق الدولي مع إيران، بهذا الوضح استعدادها لبدء حوار بلا شروط مسبقة مع إيران.

ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس الموسوي قائلا إن "التغيير الشامل لسلوك الولايات المتحدة وأفعالها تجاه الأمة الإيرانية هو المعيار الذي سيؤخذ في الاعتبار قبل أي تفاوض محتمل".

وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية في إيران لا تأخذ في الاعتبار لعبا على الكلمات واستخداما للهجة جديدة من أجل التعبير عن أهداف سرية".

وتابع المتحدث كما نقل عنه بيان للخارجية أن "تركيز بومبيو على مواصلة أكبر قدر من الضغط على إيران يظهر استمرار السلوك الخاطىء نفسه الذي ينبغي تصحيحه".

واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر قناة "أيه بي سي" الأمريكية أنه "من غير المرجح أن توافق إيران على إجراء محادثات تحت الضغط".

وقال إن "التهديدات ضد إيران لن تؤتي ثمارها أبدا"، ملاحظا أن البيت الابيض والخارجية الأمريكية يوجهان غالبا رسائل متناقضة.

وكان بومبيو قد حدد قبل عام 12 شرطا قاسيا لإبرام اتفاق جديد بين واشنطن وطهران تتعلق خصوصا بقيود على البرنامج النووي الإيراني وكبح الأنشطة الإقليمية لإيران مشيرا إلى أنه يتعين على سلطات طهران أن تتصرف أولا كـ"بلد عادي".

لكن في الأيام الأخيرة، ووسط تصعيد جديد للتوتر بين البلدين، بدا وكأن ترامب خفف لهجته مؤكدا استعداده للحوار مع القادة الإيرانيين.

ونفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب من جانب واحد في أيار/مايو 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015، ما أدى الى إعادة فرض عقوبات أمريكية مشددة على طهران.

 

 


مواضيع:


الأخبار الأخيرة