من ناحيته قال المحلل السياسي وسيم بزي، إن ذروة التصعيد في الأسابيع الماضية كانت قد وصلت إلى نقطة مفصلية، خاصة بعد تفجيرات الفجيرة.
اليوم السبت، أن الملفت في حادثة تفجير الناقلتين في خليج عمان، هو تزامنهما مع وجود رئيس الوزراء الياباني في طهران، خاصة بعد رفض خامنئي التفاوض مع ترامب نظرا لـ"عدم الالتزام بتعهداته".
وأشار إلى أن "استهداف السفن المتجهة إلى آسيا بالذات تثير الكثير من علامات الاستفهام، وأن الفيديو الذي قدمته الولايات المتحدة غير كاف لإدانة إيران، في حين أن التساؤل الأبرز يتعلق بالاستفادة من توقيت الاستهداف، وشحن مؤشرات الحرب التي تراجعت الفترة الماضية، وهو ما يشير إلى أن هناك بعض القوى تستفيد من هذا التصعيد".
وتابع أن "موقف البنتاغون ومراكز القرار في الولايات المتحدة تؤكد عدم رغبة الولايات المتحدة في الحرب، إلا أنه في الوقت ذاته تعلن أنها على استعداد لحماية ناقلات النفط مقابل أجور مالية، وهو ما يعزز الأسئلة المطروحة، خاصة أن الحديث في البداية كان عن طوربيدات فوق الماء، ثم عاد الحديث عن ألغام تحت الماء، في حين أن الأسطول الخامس لم يتحرك بالسرعة الواجبة في ظل اشتعال النار بالناقلات".
وأوضح أن الجانب الإيراني قد يلعب سياسيا في الداخل الأمريكي، قبل الانتخابات الرئاسية التي يذهب إليها ترامب.
الابتعاد عن الحرب
من ناحيته قال بدر القحطاني الكاتب الصحفي السعودي، إنه من المهم الآن ترقب ما يصدر عن الدول المؤثرة والفاعلة في الملف الإيراني، خاصة أن بعض المواقف أصبحت أكثر حزما، وأن بريطانيا تضع النظام الإيراني في قفص الاتهام.
أن الحرب لا يريدها أحد في المنطقة، وأن السعودية والإمارات والبحرين لديهم ما يشغلهم من قفزات تنموية واقتصادية رائدة.
وتابع القحطاني: "إيران هي التي تريد جر الجميع إلى منطقة لا عودة، حتى إذا ما انفتح باب الحرب طلبت الحوار، وبالتالي تبرر لنفسها.. لماذا ترضخ في الأخير على اتفاق نووي على مقاس تطلعات ترامب هذه المرة، وأيضا ستبرر عجزها في توفير الأموال طيلة فترة العقوبات القاسية".
احتمالات الاشتباك المباشر
من ناحيته قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني سميح صعب، إن الأحداث المتتالية في الخليج أعادت إلى الأذهان "حرب الناقلات" إبان "الحرب العراقية-الإيرانية"، بتصعيد أوسع، قد يكون في مرحلة من المراحل من الصعب ضبطه، أو التحكم به.
اليوم السبت، أنه "لا أميركا ولا إيران تريدان المواجهة الشاملة في المنطقة، لكن لا ضمان بشأن احتمالية اشتباك مباشر أميركي — إيراني، وأن الأمر قد يقود العالم إلى تصعيد أكبر، وانفلات الزمام ودخول أطراف إقليمية في حرب واسعة النطاق".
رسائل
وتابع أن الأحداث حتى الآن عبارة عن "توجيه رسائل بالنار، سواء باستهداف الناقلات أو عبر قصف الحوثيين لأهداف داخل السعودية بصواريخ أو طائرات مسيرة، إلا أن الخشية أن تصل الأمور إلى صدام أميركي-إيراني مباشر".
وأكد أن "التطور سيقود إلى مزيد التصعيد، ويؤدي إلى قفزة في أسعار النفط، في حال حصل تعطيل واسع للملاحة عبر مضيق هرمز، وأن البحرية الأميركية ستتدخل لفتح المضيق، أو مرافقة الناقلات، وحينها سيكون في الإمكان تفادي الاحتكاك الأميركي-الإيراني مباشرة، وتتدرج الأمور إلى حرب واسعة، من الصعب التكهن بنتائجها الكارثية على المنطقة والعالم".
استهداف الناقلات
وتعرّضت أربع سفن (ناقلتا نفط سعوديتان وناقلة نفط نرويجية وسفينة شحن إماراتية) لأضرار في "عمليات تخريبية" قبالة إمارة الفجيرة، خارج مضيق هرمز الشهر الماضي.
ووقع الحادث النادر في المياه الإماراتية، في أجواء من التوتر الشديد في المنطقة، بسبب الخلاف بين إيران والولايات المتحدة، على خلفية تشديد العقوبات النفطية الأمريكية على طهران.
وتعرضت ناقلتي نفط، يابانية ونرويجية، لهجمات تخريبية في خليج عُمان، الخميس الماضي.
وأعلنت إيران، أمس الجمعة، أنها أرسلت خبراء إلى إحدى ناقلات النفط، التي تعرضت لهجوم الخميس، لمعرفة ما إذا كان بإمكان الطاقم العودة الآن إلى السفينة.
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن رئيس الموانئ في إقليم هرمزجان الساحلي الإيراني، القول "تم احتواء الحريق في كلتا الناقلتين… لقد أرسلنا خبراء لتقييم ما إذا كان الطاقم الذي أنقذته إيران يمكن أن يعود إلى إحدى الناقلتين".
يذكر أن الإمارات العربية المتحدة أعلنت أنه تم استخدام نفس النوع من الألغام البحرية في استهداف ناقلات النفط التي تعرضت لهجمات أمام سواحل إمارة الفجيرة، في مايو/ أيار الماضي.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الجمعة إلى إجراء تحقيق لكشف الحقائق وتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم على ناقلتي نفط بخليج عمان أول من أمس الخميس.
وألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران في الهجوم وهو ما نفته طهران. ووسط تصاعد حدة التوتر، قال غوتيريش إنه جاهز للتوسط إذا وافقت الأطراف المعنية على ذلك لكنه استدرك قائلا "في الوقت الراهن لا نرى آلية حوار ممكنة".
وقالت طهران وواشنطن إنهما لا تسعيان لخوض حرب، لكن ذلك لم يخفف القلق من احتمال انزلاق البلدين الخصمين إلى أتون صراع مسلح.
مواضيع: