لم تقف إبداعات الأسرى عند تحدي الحصار المعلوماتي المفروض عليهم والتواصل مع الخارج والتفاعل معه، بل تطور الأمر إلى تحد من نوع جديد لدى الأسرى وهو انقطاع النسل نظرا للسنوات الطويلة، التي يقضونها تاركين ورائهم زوجاتهم وربما بعض الأبناء، لذا لجأوا إلى حيلة جديدة تعتمد على تهريب النطف إلى زوجاتهم بالخارج، حتى وصل عدد أطفال الأسرى (عن طريق التخصيب) حتى الآن إلى 74 طفلا، وهو ما تسبب في حالة جديدة من الخوف لدى الحكومة الإسرائيلية وفقا لخبراء.
اليوم الاثنين، إن عملية الإنجاب عن طريق النطف من جانب الأسرى، تتم بشكل ذاتي من جانبهم بعيدا عن أعين السجانين وفي سرية تامة.
وأضاف العجرمي: "يتم أخذ النطف من الأسرى في كبسولات مغلفة ومعقمة يتم تهريبها لهم في أثناء الزيارات من الخارج، وعند حضور الزيارة مرة أخرى تأخذ الزوجة تلك الكبسولة وتذهب بها إلى المعمل أو طبيب العائلة المختص وهناك تتم عملية التلقيح".
وأشار الوزير إلى أن تلك العملية تمثل تحد من جانب الأسرى لسلطات الاحتلال ورسالة للعالم على إصرارهم وتمسكهم بالحياة حتى من خلف القضبان، بالإضافة للتواصل المجتمعي والإرادة الصلبة لديهم، التي تأبى الاستسلام أو الانكسار رغم الأحكام الطويلة، التي تصل إلى عشرات السنيين في بعض الحالات.
وأكد العجرمي على أن السلطات الإسرائيلية تمنع الأسرى الفلسطينيين من حقهم القانوني في الالتقاء بزوجاتهم، رغم السماح للجنائيين منهم بذلك، وهذا المنع دفع الأسرى إلى عمليات ابتكار وإبداع من خلف القضبان تمثل في "النطف" وقبلها كانت وما زالت وسائل الاتصال مع العالم الخارجي عن طريق تهريب الهواتف إلى الداخل وإخفائها عن الحراس الإسرائيليين.
وأوضح وزير الأسرى أن تلك الابتكارات جعلت الأسرى على معرفة كاملة بما يدور في الخارج بجانب معرفة أهلهم وذويهم بحالهم داخل السجن.
وبدأت فكرة تهريب النطف من الأسرى الفلسطينيينتراود قيادة حركة الأسرى مع بدايات عام 2000، مستفيدين من التقدم الطبي حينذاك، وهربت رسالة من السجون تسأل عن موقف الشرع الإسلامي من الفكرة، وبرغم التباين في موقف الأسرى من المسألة، أصبحت القضية محل اهتمام وقبول من المجتمع خاصة بعد أن حصلوا على فتاوى شرعية من علماء مسلمين تجيز الإنجاب عبر "النطف المهربة".
وبعد ذاك، سمحت قيادات الفصائل بالأمر حتى أصبح مقبولا اجتماعيا في هذه الظروف المستجدة وانطلق الأسرى نحو تكوين أسر رغم بعدهم عن زوجاتهم.
وسجلت أول قصة نجاح عندما هرب الأسير الفلسطيني عمار الزبن، من الضفة الغربية، نطفة إلى زوجته بداية عام 2012 ورزق مولوده الأول مهند، وحذا حذوه عشرات الأسرى، الذين تمكنوا من الإنجاب بالطريقة نفسها حتى وصل عدد الحالات في عام 2019 إلى 74 طفلا.
مواضيع: