لماذا يخرق رجال مثليون قواعد التبرع بالدم؟

  19 يونيو 2019    قرأ 991
لماذا يخرق رجال مثليون قواعد التبرع بالدم؟

يمنع الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال في انجلترا واسكتلندا وويلز من التبرع بالدم لمدة ثلاثة أشهر بعد ممارسة الجنس، ولكن بعضهم اتخذوا قرارا بخرق تلك القواعد.

وقال ديفيد، وهذا ليس اسمه الحقيقي "يحزنني الأمر في كل مرة استمع في المذياع إلى اشخاص يطلبون التبرع بالدم، حيث يمنع قطاع كبير من المجتمع من التبرع بالدم دون سبب وجيه لذلك".

وديفيد مثلي نشط جنسيا يتبرع بالدم لهيئة التأمين الصحي الحكومية في بريطانيا عدة مرات في العام.

وقال ديفيد لبي بي سي "نشأت في أسرة تتبرع بالدم بصورة منتظمة وغرست في داخلي أن التبرع بالدماء هو الأمر الصحيح الذي يجب القيام به".

وأضاف "كنت أتبرع بالدم قبل البدء في ممارسة الجنس مع رجال، واستمر تبرعي بالدم بعد ذلك لأنه بالنسبة لي هو ما يجب عمله".

وفي عام 2017 تم تخفيف القواعد في انجلترا واسكتلندا وويلز للسماح للرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال بالتبرع بالدم بعد الامتناع عن ممارسة الجنس لمدة ثلاثة اشهر.

وفي السابق كان عليهم الانتظار عاما كاملا، وهو ما زال الحال في أيرلندا الشمالية.

وتقول "خدمة الدماء وزراعة الأعضاء" التابعة للتأمين الصحي الحكومي في بريطانيا، وهي الجهاز الحكومي المعني بالتبرع بالدم، إن هذا الإطار الزمني وضع لأنه على الرغم من فحص كل الدماء المتبرع بها إلا أن "تحاليل فحص الدم المتبرع به قد لا تكتشف العدوى إلا بعد مرور فترة معينة من حدوثها".

"معاداة متأصلة للمثليين"

وأوصت لجنة سلامة الدماء والأنسجة والأعضاء، التي تقدم استشارات لوزارة الصحة البريطانية، بالتعديلات بعد أن خلصت إلى أن أجهزة الفحص الجديدة دقيقة وأن المتبرعين يلتزمون بالقواعد.

وجاء ذلك بعد حملات لنشطاء حقوق المثليين. ولكن البعض يرون أن ذلك ليس كافيا.

ويقول ديفيد إن القانون ما زال "متجذرا في معاداة المثليين".

وأضاف "لا أرى سببا لحرماني من مساعدة غيري من البشر".

وأضاف "لا أعتقد أن الأشخاص الذين أنقذت حياتهم سيشتكون".

وعندما سُئل ديفيد عن سبب مخاطرته، رغم معرفته أن الخدمات الصحية تعتقد أن الأمر ليس آمنا، قال إنه يمارس الجنس الآمن ويجري فحوصات أكثر من المغايرين جنسيا.

وقال "لا أعرف شخصا مغايرا جنسيا يجري فحوصا كل ستة أشهر".

ويقول ديفيد، كغيره من الرجال الذين تحدثت إليهم بي بي سي الذين يخرقون القواعد عن عمد، إنه يتناول عقار "بريب" كل يوم، الذي يمكنه وقاية مستخدميه من الإصابة بالإيدز.

ولكن تعليمات الخدمات الطبية تنص على أن الذين استخدوا عقار "بريب" في الشهور الثلاثة السابقة للتبرع لا يمكن قبولهم للتبرع خوفا من أنه قد يؤثر على نتائج فحص الإيدز.

وتقول سو بريلسفورد، الاستشارية في جهاز الوقاية الصحية في خدمات التبرع بالدماء والأعضاء، إن الجهاز "قلق للغاية" بسبب ما خلص إليه البرنامج.

التبرع بالدم قبل ثلاثة مرور أشهر على آخر اتصال جنسي ليس منافيا للقانون، وعلى الرغم من أن برنامج جهاز التبرع بالدماء والأعضاء لديه استراتيجيات لحماية الدماء التي تم التبرع بها، إلا أنه لا يمكنه منع ديفيد وأمثاله من التبرع بالدم إذا كذبوا أثناء فحص التبرع بالدم.

وتقول بريلسفورد إن "سلامة المرضى الذين يحتاجون إلى الدم هي أولويتنا الأولى".

وأضافت "التبرع بالدم وجد لأجل المرضى".

وقالت "يمكن لأي شخص أن يصاب بعدوى يحملها الدم أو أي مرض ينقل عن طريق الجنس ولكن البعض أكثر عرضة من غيرهم".

وأضافت "الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال أكثر عرضة من غيرهم".

وأضافت "استخدام الوقاية مثل الواقي الذكري أو عقار بريب قد يقلل الخطورة ولكنه لا يمنعها تماما".

وأضافت "يجب علينا الأخذ في الاعتبار ليس فقط المتبرع ولكن الخطورة المحتملة على الشريك".

وقالت "يجب على المتبرعين اتمام الفحوص الطبية عندما يأتون للتبرع، ولذا فالأمر لا يتعلق فقط بالرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال ولكن نوع الجنس الذي يمارسونه".

وتم تسليط الضوء مؤخرا على سلامة إمدادات الدم في بريطانيا.

وتدلي أسر بشهاداتها في تحقيق عن أسباب حصول آلاف الأشخاص في السبعينات والثمانينات على دم يحمل عدوى، حيث أصيب البعض بفيروس الالتهاب الكبدي بي وسي أو فيروس إتش أي في المسبب للأيدز.

"تمييز"
ويتبرع رايان، وهذا ليس اسمه الحقيقي، في مخالفة للقواعد منذ نحو عشرة أعوام.

ويقول رايان إن القواعد الموضوعة تجعله يشعر أنه غير جدير بالتبرع وأن دمه لا يعني شيئا.

وأضاف "ليس لطيفا أن تشعر بالتمييز وأنت تعلم انك تفعل شيئا لا يجب أن تفعله".

"ولكن في الوقت ذاته من ناحية أخلاقية أنت تساعد شخصا آخر عن طريق التبرع بالدم".

ويتبرع رايان بالدم بعد التعهد لوالدته قبيل وفاتها بأنه سيواصل التبرع بالدم كلما استطاع ذلك، قبيل وفاتها.

ويقول رايان إنه لا يفكر في الامتناع عن ممارسة الجنس حتى يتبرع بالدماء وأنه يأخذ الاحتياطات اللازمة لوقاية صحته.

وعندما سُئل عما إذا كان قلقا أن الآخرين قد لا يكونون بدرجة حرصه عندما يتبرعون بالدم، أجاب أن المخاطرة دوما موجودة، حتى مع المغايرين جنسيا.

وتساءل رايان "ترى كم من الاشخاص المغايرين جنسيا يمارسون الجنس بدون موانع حمل أو واق ذكري؟ ما مدى الخطورة التي تتخذونها؟"

وأضاف "لا أعتقد أن من أختار أن أمارس الجنس معه أو أقع في الحب معه يجب أن يؤثر على التبرع بالدماء". i


مواضيع:


الأخبار الأخيرة