ويكشف التقرير، عن قيام الحكومة الصينية بالحد من حرية المسلمين في المنطقة، مشيرا إلى أنها قامت بتركيب كاميرات تقوم بالتعرف على الوجه في الشوارع والمساجد، وأجبرت السكان على تحميل "سوفت وير" يقوم بالبحث في هواتفهم.
وتقول الصحيفة إنها أجرت تحقيقا مع عدد من الوسائل الإعلامية الشريكة، وجد أن المسافرين الذين يحاولون دخول المنطقة ذات الغالبية المسلمة من دولة قيرغيستان كانوا يتعرضون للمراقبة، وقام حرس الحدود بأخذ هواتفهم ثم تحميل تطبيقات تقوم بأخذ المعلومات ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل الهاتفية والأرقام ومعلومات حول الجهاز ذاته، وفقا لترجمة صحيفة "عربي21".
ويورد التقرير نقلا عن السياح، قولهم إنه لم يتم تحذيرهم من قبل السلطات مقدما، أو إخبارهم حول السوفت وير، أو أن المعلومات على هواتفهم تم أخذها.
وتذكر الصحيفة أن التحقيق مع "نيويورك تايمز" و"سوداتش زيتونغ" وجد أن الزوار الذي يعبرون المنطقة من نقطة حدود إركشتام إلى البلاد، يتعرضون وبشكل روتيني إلى فحص لهواتفهم على يد حرس الحدود.
وينقل التقرير عن إدين عمانوفيتش من مجموعة "بريفسي إنترناشونال"، قوله إن نتائج التحقيق "مثيرة للقلق الكبير" في بلد يقود فيه تحميل تطبيق أو مقال بشكل خاطئ من صحيفة أو موقع إخباري الشخص إلى معسكرات الاعتقال.
وتفيد الصحيفة بأن المحللين من "الغارديان" وخبراء الأمن الإلكتروني والأكاديميين يشيرون إلى أن التطبيق، الذي قامت بتصميمه شركة صينية للبحث في هواتف أندرويد، يبحث في قائمة من المحتويات التي ترى السلطات أنها مثيرة للشك.
ويشير التقرير إلى أن قائمة المحتويات تضم عددا من المصطلحات التي ترتبط بالتطرف الإسلامي، بما في ذلك مجلة "إنسباير" الناطقة باللغة الإنجليزية التي أصدرها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والعديد من كتيبات تصنيع الأسلحة.
وتلفت الصحيفة إلى أن التطبيق الرقابي يقوم بالبحث عن معلومات أخرى، مثل صوم رمضان، وأي أدبيات حوله، وزعيم التيبت دالاي لاما، والموسيقى التي تعدها فرقة يابانية تدعى "القبر غير المقدس"، مشيرة إلى أن من الكتب الممنوعة ذلك الذي أعده الكاتب الأمريكي روبرت غرين بعنوان "33 استراتيجية للحرب".
وينوه التقرير إلى أن حوالي 100 مليون شخص يزورون إقليم تشنجيانغ كل عام، بينهم سياح أجانب ومحليون يدخلون إلى المنطقة من مراكز حدودية مختلفة في البلاد، مشيرا إلى أن التجار والسياح يستخدمون معبر إركشتام في غرب الصين، الذي يمر منه طريق الحرير القديم.
وتذكر الصحيفة أن هناك عدة مراحل للعبور، حيث يطلب من السياح فتح هواتفهم وتسليمها مع الأجهزة الأخرى مثل الكاميرات، ويتم أخذها إلى غرفة أخرى ثم تعاد لاحقا، ويتم ربط هواتف الـ"أيفون" بقارئ يقوم بسحب كل ما فيها، فيما يتم تركيب جهاز داخل هاتف أندرويد ليقوم بالمهمة ذاتها.
وبحسب التقرير، فإنه في بعض الحالات يتم سحب التطبيق قبل إعادة الهاتف، لكن بعضهم وجد أن التطبيق لا يزال مزروعا في جهازه، فيما من غير المعلوم المدة التي يتم فيها تخزين المعلومات وأين تخرن، مشيرا إلى أنه مع أنه لا توجد أدلة على استخدام المعلومات لمتابعة الأشخاص أثناء الرحلة، إلا أنها تعد مفيدة لتحديد مكان الشخص، ويظهر التطبيق على أندرويد بكلمات صينية تعني "جمع النحل للعسل".
وتحدثت "الغارديان" مع شخص زار منطقة تشنجيانغ هذا العام، وشعر بالانزعاج عندما وجد أن التطبيق لا يزال موجودا في جهازه، وقال إنه تلقى أمرا بتسليم هاتفه عند نقطة الحدود، وتم أخذه لغرفة منفصلة، وأخبر وبقية المسافرين على نقطة العبور بتسليم الرمز السري لهواتفهم، وانتظروا ساعة تقريبا قبل أن تتم إعادة الهواتف لهم.
ويفيد التقرير بأنه لم يتم إخبارهم بما تم فعله على هواتفهم، وأخبرته شركة سياحة دولية ومن المعلومات السياحية التي حصل عليها في قيرغيستان أن أمرا سيحدث مع هاتفه عند الحدود.
وتنقل الصحيفة عن هذا المسافر، قوله: "اعتقدنا أن هذا تعقب لنظام جي بي أس.. كانت شركة السياحة متأكدة من زرع شيء في الهاتف"، وعندما أعيد له هاتفه قام بفحصه ووجد فيه التطبيق، وقال إنهم مروا بعدد من نقاط التفتيش، وظنوا أن المسؤولين قاموا بتحليل المعلومات في الهواتف، وربما منعوا البعض من مواصلة الرحلة، لكن شيئا لم يحدث من هذا القبيل، فلم يطلب منه تسليم هاتفه عند مروره بنقاط جديدة، ولا أثناء زيارته أو مغادرته الصين.
وأضاف المسافر: "لا أحب هذا ولو حدث لي أثناء وجودي في بلدي لشعرت بالغضب، لكنك عندما تسافر إلى الصين تعلم أنها كذلك"، وقد تم فحص هواتف أندرويد مع هواتف أيفون، بحسب شهادات للصحيفة.
ويورد التقرير نقلا عن عمانوفيتش، قوله: "هذا مثال آخر على نظام الرقابة في تشينجيانغ غير القانوني والأكثر تعسفا في العالم، ويتم عادة استخدام المعلومات المستخرجة من الهواتف لبناء صورة غير مكتملة عن حياة الناس، بالإضافة إلى أن التطبيقات المعاصرة تقوم بتوليد كم هائل من المعلومات التي لا يعرف الأشخاص أنها موجودة على هواتفهم ولم يقوموا بحذفها".
وتنقل الصحيفة عن الباحثة في ملف الصين في منظمة "هيومان رايتس ووتش" مايا يانغ، قولها: "نعلم أن سكان تشينجيانغ، خاصة المسلمين من الإثنية التركية، هم عرضة للمراقبة على مدار الساعة، ومن خلال نظام متعدد، وما اكتشفتموه يتجاوز ذلك، فهو يشير إلى أن الأجانب أيضا هم عرضة للمراقبة غير القانونية".
وبحسب التقرير، فإن استخدام هذا التطبيق جاء بعدما أخذ السياح هواتفهم إلى صحافيين في ألمانيا.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن التحليل الذي قامت به "الغارديان" و"سودتش زيتونغ" وجامعة روهر الألمانية وشركة الأمن الإلكتروني "كيور53"، كشف عن أن التطبيق مصمم لتحميل المعلومات من الرسائل الإلكترونية من برمجية على مكتب في الحدود.
khaberni
مواضيع: