الذهب يقود الدولار إلى مصير مفجع

  03 يوليو 2019    قرأ 870
الذهب يقود الدولار إلى مصير مفجع

وجد خبير أمريكي في روسيا شيئا من المفروض أن يخيف بلاده الولايات المتحدة.

وهذا الشيء ليس صاروخا قادرا على حمل رؤوس نووية بل هو شيء ثمين.

أوضح الخبير بايرون كينغ عبر صحيفة "ديلي ريكونينغ" أن احتياطي الذهب هو أخطر ما في حوزة روسيا من أسلحة جيوبوليتيكية.

وينطوي الذهب كما يقول الخبير على نفس الأهمية الاستراتيجية التي تنطوي عليها القوات المسلحة. وبينما تعمل وزارة الدفاع الروسية على مضاعفة قوة البلاد العسكرية يعمل البنك المركزي الروسي على مضاعفة احتياطي الذهب. وتنشط روسيا في شراء الذهب في الأسواق الخارجية منذ عام 2006 في حين تُبقي الحكومة الروسية الجزء الأكبر من الذهب المستخرج من بطون الأرض الروسية في روسيا.

ويخشى الخبير الأمريكي أن توحد روسيا والصين احتياطيهما من الذهب من أجل إنشاء عملة قادرة على منافسة الدولار وإيقاعه في فخ الانهيار.

ولا يمكن أن يتجنب الأمريكيون الكارثة إلا من خلال السيطرة على الجزء الأعظم من احتياطي العالم من الذهب والفضة. بيد أن الولايات المتحدة لا تعمل اليوم في هذا الاتجاه بينما تستمر موسكو في شراء الذهب. وفي ظن كينغ فإن هذا "السلاح" بالذات قادر على توجيه الضربة المحسوسة إن لم تكن مميتة، لواشنطن في العامين المقبلين.

الإقبال على الذهب

وسجلت أسعار الذهب في سوق العالم ارتفاعا من 1280 دولارا للأوقية (الأونصة) في نهاية شهر مايو/أيار 2019 إلى 1400 دولار بنهاية شهر يونيو/حزيران.

وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت من 761 دولارا للأوقية في عام 2008 إلى 1773 دولارا في شهر أغسطس/آب 2011. وكانت الأزمة المالية هي سبب ارتفاع الذهب في الفترة 2008 — 2011. ثم سجلت أسعار الذهب انخفاضا، ولكنها عاودت الارتفاع بعد أن وصلت إلى 1069 دولارا للأوقية في ديسمبر/كانون الأول من عام 2015.

ويرجع أحد أسباب ارتفاع أسعار الذهب في الفترة الأخيرة إلى إقبال البنوك المركزية لعدد كامل من الدول عليه. وسارت روسيا في مقدمة الدول المقبلة على الذهب. ووفقا لتقرير إحصائي صحفي، ارتفع احتياطي روسيا من الذهب  خلال عام 2018 بنسبة 13 في المائة إلى 2113 طنا، وأضيفت إليها قرابة 78 طنا خلال الشهور الخمسة من عام 2019. وقدّرت قيمة احتياطي الذهب الروسي في نهاية مايو بـ90 مليار دولار أو 18.17 في المائة من احتياطي العالم من الذهب. وتملك روسيا الآن خامس أكبر احتياطي من الذهب، متقدمة على الصين التي ارتفع احتياطيها من الذهب من 1054 طنا في عام 2010 إلى 1852.5 طن حاليا.

احتياطي الولايات المتحدة لا ينمو

ويظل احتياطي الذهب في الولايات المتحدة الأمريكية التي تملك أكبر مخزون من الذهب في العالم — 8135 طنا — ثابتا منذ عام 2003. ولا ينمو احتياطي الذهب الأمريكي على خلفية التوقعات بانخفاض العملة الأمريكية الدولار أمام العملات الأخرى.

ووفق الخبير الاقتصادي الروسي ألكسندر ياكوفليف فإن الدولار يزداد ضعفا لأن الاقتصاد الأمريكي يزداد ضعفا وهو ما يقوض موقع الدولار كعملة عالمية رئيسية.

وتدفع التوقعات بانهيار الدولار بالبنوك المركزية  إلى التخلي عن الاعتماد على العملة الأمريكية وتنويع مكونات احتياطيها بشراء العملات الأخرى والذهب.

ويرى الخبير ياكوفليف أن الذهب أفضل من العملات لبناء الاحتياطات المالية، مشيرا إلى أن النقد الأجنبي لا يشكل طوق النجاة الموثوق به عند مواجهة الأزمة المالية أو الاقتصادية الخطيرة.

ويمكن أن تعتبر العملة الأمريكية بمثابة طوق النجاة في حالة الأزمة طالما بقيت الثقة بالدولار. وعندما تتلاشى الثقة فلا بد من انهيار الدولار.

ويعتبر الذهب من العوامل في زعزعة الثقة بالدولار. ولم يكن مصادفة أن ترتفع أسعار الذهب في ظل القلاقل الاقتصادية والسياسية.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة