ووصف كيم داروك السفير البريطاني لدى واشنطن، في رسائل بريد إلكتروني سُربت إلى وسائل إعلام الأحد الماضي، الإدارة الأمريكية بأنها "تعاني من خلل جسيم وتفتقر إلى الكفاءة".
وأكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في بيان لها، أن لديها "ثقة تامة" بسفير المملكة المتحدة الذي انتقد إدارة ترامب في رسائل البريد الإلكتروني التي سربت، لكنها لا تتفق مع تقييمه.
وأضاف المتحدث باسم رئيسة الوزراء أن التسريبات "غير مقبولة على الإطلاق" وأن مكتب رئيسة الوزراء على اتصال بالبيت الأبيض.
ورد ترامب على ما جاء في التسريبات الدبلوماسية البريطانية، قائلا: "لا نحب هذا الرجل، وهو أيضا لم يخدم المملكة المتحدة بالشكل الملائم"، وذلك في إطار سلسلة من التغريدات التي نشرها الرئيس الأمريكي على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر استجابة لما جاء على لسان داروك في التسريبات.
وأضاف: "لا نحب هذا الرجل ولا يتمتع بقدر كبير من الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة."
وقال وزير الخارجية البريطاني السابق ويليام هيغ "لا يمكن تغيير سفير بناء على طلب دولة مضيفة". وأضاف، في تصريحات لبي بي سي " وظيفته (السفير) هو إعطاء تقييم أمين لما يحدث في هذه الدولة".
كما وصف ترامب فشل تريزا ماي في التوصل إلى إجماع سياسي على اتفاق يحكم العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد البريكست بأنه "فوضى".
ماذا قالت التسريبات؟
وكان السفير البريطاني في واشنطن السير كيم داروك قد قال، في تسريب لمذكرات دبلوماسية نشرتها صحيفة "ذي ميل أونلاين" البريطانية الأحد الماضي، إن البيت الأبيض يعاني من "خلل جسيم" وانقسام تحت قيادة دونالد ترامب.
لكنه حض في الوقت نفسه على أن الرئيس الأمريكي يجب أن لا يستبعد.
وقال السير كيم : "لا نعتقد حقا أن تلك الإدارة ستصبح بشكل فعلي أكثر طبيعية وأقل اختلالا في الأداء، وأقل تقلبا وتقديما لسلوك لا يمكن توقعه، وأقل انقساما بين الفصائل المتنافسة،وأقل حمقا في الناحية الدبلوماسية".
وتشكك فيما إذا كان البيت الأبيض، في ظل الإدارة الحالية، "سيبدو بالكفاءة المطلوبة" في أداء مهماته.
وعلى الرغم من أن السير كيم قال إن ترامب كان "منبهرا" بزيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة في يونيو/ حزيران الماضي، لكنه حذر من أن إدارة ترامب سوف تستمر في التركيز على مصالحها فقط، وهو ما اعتبره السفير البريطاني "ترسيخا لمبدأ 'الولايات المتحدة أولا'".
وتوقعت المذكرات الدبلوماسية المسربة أن تطفو الخلافات الأمريكية البريطانية، حول قضايا مثل التغير المناخي وحريات الإعلام وعقوبة الإعدام، على السطح مع اقتراب الجانبين من تعزيز العلاقات التجارية بينهما بعد البريكست.
من هو كيم داروك؟
ولد كيم داروك في قرية "ساوث ستانلي" بمقاطعة دارم بشمال إنجلترا في أبريل/نيسان 1954. ومتزوج منذ عام 1978 وله ابن وابنة.
يعتبر داروك (65 عاماً) من السفراء المخضرمين في السلك الدبلوماسي، ويمتد تاريخه المهني إلى أكثر من أربعة عقود. إذ التحق بالسلك الدبلوماسي عام 1977، بعد تخرجه من جامعة دارم، في قسم علم الحيوان.
وعمل في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل في الفترة ما بين 2007 و2011 ، كممثل دائم للمملكة المتحدة لدى الاتحاد في عدة مجالات مثل آثار الأزمة المالية العالمية والقضايا المتعلقة بالتكامل الأوروبي.
وشغل داروك منصب مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء، في الفترة من يناير/كانون الثاني 2012 إلى سبتمبر/ أيلول 2015، وقاد فريق الأمن القومي في قضايا مثل صعود "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا، والتدخل الروسي في أوكرانيا، و"التهديد النووي الإيراني" وانهيار السلطة في ليبيا.
وقبل تولي منصب سفير المملكة المتحدة لدى الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2016، شغل منصب سكرتير الأمن القومي لرئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون لمدة عام واحد.
وخلال مسيرته المهنية، خدم داروك في عدة مناصب سياسية، بما في ذلك السكرتير الخاص لوزير الدولة المسؤول عن الشرق الأوسط ، ورئيس قسم الأدرياتيكي خلال مفاوضات اتفاق دايتون، بالإضافة إلى وظيفتين في بروكسل.
مواضيع: