وكتب المحلل إبراهيم الشمري في صحيفة "الرياض" السعودية مقالا تحت عنوان "جبران باسيل.. وزير خارجية لبنان أم حزب الله؟!".
واعتبرت الصحيفة أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل يحب الظهور الإعلامي والتصريحات وهو يجد المتعة في إثارة النعرات بالإضافة إلى أنه يهوى الصدامات والخصومات وخلق العداوات وضرب العلاقات.
وأضافت الصحيفة: "لدى باسيل قدرة على صنع المشكلات لا يستثني منها أحدا لا شقيقا ولا صديقاً، وسقطاته الإعلامية والسياسية كثيرة شعبوية وعنصرية تتخطى الحدود. ولفتت الرياض الى اننا أمام ظاهرة "باسيلية" عجيبة، لا تنتج إلا الضجيج المزعج الذي لم يصب في الصالح اللبناني، ولا العربي، بل فقد لبنان بفضله معظم صداقاته، وبات على الهامش في محيطه العربي والعالم".
وذكرت الصحيفة السعودية: "إن الرهان على قوى الخارج أضحى صناعة لـ"حلف المقاومة" بامتياز"، مستغلاً الظروف الإقليمية والطائفية للتسلط على المشهد السياسي. الحياة السياسية والوطنية الآن في لبنان شبه مفقودة، لا احترام لدستور ومؤسسات، ولا لسيادة وطنية، والتصريحات الزاخرة بالطائفية للمقاومين جبران باسيل والسيد حسن نصر الله حملت الكثير من العلامات والدلالات على سقوط الحد الأدنى من الحياة السياسية والوطنية. والمارونية السياسية مصطلح قديم مرتبط بماضي السياسة اللبنانية، أيام كان الانقسام بين الحركة الوطنية من جهة، واتحاد الأقطاب المارونية المدعوم غربيا من جهة أخرى، ولغة باسيل عن المارونية السياسية تخاطب بلا شك حنينا مسيحيا للجمهورية الأولى ما قبل الطائف، ولتركيبة نظام سياسي كان لرئيس الجمهورية فيه الموقع الأساس".
وكتبت: "إن المارونية السياسية الباسيلية كغيرها من الطائفيات، تمقت المؤسسات، لأن النظام يعرقل سيطرتها ويجعل من المواطن صاحب حق وواجب أمام الدولة، والمارونية الباسيلية ليس مشروعها بناء دولة، بل بناء نفسها تسلّقاً على الدولة، كما هي حال حليفها الجديد حزب الله. ومن خلال هذا المشروع يُمعن باسيل أكثر في عزل لبنان عن محيطه العربي كي يصبح جزءا من المارونية الباسيلية، فالمارونية السياسية التي رافقت تأسيس لبنان أتت بحماية غربية فرنسية، بينما المارونية السياسية الباسيلية آتية هذه المرة بحماية إيرانية، وحتما ستكون جزءاً من الشيعية السياسية".
وختمت الصحيفة: "إن لبنان في أسوأ أيامه قتامة، لم يشهد حالاً من الضحالة كالتي نراها فيه الآن، فالمشهد السياسي بات إلى حد بعيد مختزلا بشخص وزير الخارجية جبران باسيل، الذي يجتاح المشهد السياسي على مدار اليوم، ويطلق التصريحات، ويحدد المواقف، ويعقد المؤتمرات الداخلية والخارجية، فيما تكتفي الأطراف اللبنانية الأخرى بردات الفعل، وهذا ما يطمئنه ويمده بزخم على المثابرة".
مواضيع: