بيروت تودّع وَجهين للفلسفة بأقلّ من شهر

  05 يوليو 2017    قرأ 668
بيروت تودّع وَجهين للفلسفة بأقلّ من شهر
بعد مرور أقل من شهر على إعلان رحيل المفكّر وعالم اللسانيات اللبناني الدكتور عادل فاخوري، أعلن في العاصمة اللبنانية بيروت، عن وفاة واحد من أبرز الوجوه العربية المشتغلة بنحت المصطلح الفلسفي وتعريبه، وهو المفكّر موسى وهبة الذي رحل أمس الاثنين، والذي سيشيّع جثمانه في كنيسة "مار نقولا" في بيروت، ثم يوارى الثرى في مسقط رأسه، شمال لبنان، اليوم الثلاثاء.

ولد موسى وهبة في قرية "طابا" شمال لبنان عام 1941. وهو حاصلٌ على شهادة دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة "السوربون" في فرنسا، أوائل سبعينات القرن الماضي، ثم درّس الفلسفة في الجامعة اللبنانية، وسبق وكان عضواً في لجنة الفلسفة الاستشارية لدى المنظمة العربية للترجمة.
ولئن عُرف موسى وهبة، على صعيد واسع، في الوسط الفلسفي العربي، من خلال ترجمته لكتاب "نقد العقل المحض" لكانط، نظراً لما يتضمنه هذا المؤلف الفلسفي الكبير من صعوبة مصطلحية، وسواها، خصوصاً أنه لم يكن الوحيد الذي ترجم الكتاب، إلا أن وهبة أثرى المكتبة الفلسفية العربية، بعدة ترجمات فلسفية هامة لهوسرل وهيوم وهيدجر.
إثراء وهبة للمكتبة الفلسفية العربية، لم يتوقف عن حد تعريب الفكرة الفلسفية أو نظامها المعرفي، بل ساهم في جعل "المصطلح الفلسفي" شغله الشاغل، خصوصاً أن للأخير أكثر من وجه لدى المترجمين العرب، وفيه أبدعوا من خلال نظامهم الفكري واللغوي، مصطلحات عربية تقابل المصطلح الغربي.
ففضلاً عن أهمية "التفلسف بالعربي" على حد تعبير الصحافي والشاعر اللبناني عقل العويط، الذي كتب ناعياً المفكر الراحل، فإن موسى وهبة نَحَت المصطلح الفلسفي الإشكالي، وكان مداراً لمقارنات منهجية أجراها أكثر من مترجم ومفكر عربي، تدور حول آلية نحت المصطلح ومدى قابليته أولاً للتطابق مع لغته الأم، وثانياً لحيويته في التعبير عن مدلوله في اللغة العربية التي كانت في زمن ما هي الناقل الوفيّ والمؤثر لتيارات عريقة في الفلسفة.
انشغال موسى وهبة بتعريب المصطلح الفلسفي، ونحْته، طبّقه على نفسه، في المقام الأول، حيث عمد إلى تبديل مصطلحاته التي سبق واجترحها، هو نفسه، بمصطلحات أخرى، معبراً عن مدى اشتغاله طويل الأمد وقلقه المعرفي بقيمته.
ونشرت صحيفة "النهار" اللبنانية، الاثنين، بياناً لـ"الاتحاد الفلسفي العربي" ينعى فيه وهبة، وجاء فيه: "ينعى الاتحاد الفلسفي العربي أحد كبار أركانه وواحداً من أهم المشتغلين بالفكر الفلسفي، على المستويين اللبناني والعربي، الأستاذ الجامعي الدكتور موسى وهبة" معتبراً رحيل وهبة "خسارة فادحة للفكر العقلاني".
وفيما لا يزال نعي الراحل يتوالى، بعد انتشار خبر رحيله، قال الشاعر والكاتب والمترجم اللبناني بول شاوول في صحيفة "المستقبل" اللبنانية، اليوم الثلاثاء، ناعياً "الصديق الكبير": "رحل الصديق الكبير موسى وهبة، المفكر والكاتب والمترجم وأستاذ الفلسفة. رحلة طويلة مع المرض الخبيث". مؤكداً أن موسى وهبة "درّس الفلسفة بطريقة غير تقليدية أثّرت عميقاً بطلاّبه".
يذكر أن المفكر اللبناني الراحل موسى وهبة، انتسب إلى الحزب الشيوعي اللبناني نهاية ستينيات القرن الماضي، ثم غادره نهاية السبعينيات، رافضاً "ممارسة هذا الحزب الذي انخرط كفريق في الحرب أو الحروب اللبنانية". تبعاً لما أوردته "النهار" اللبنانية التي سبق وعمل الراحل فيها.
وكان وهبة من مؤسسي "اللقاء الفلسفي" ومجلة "فلسفة" في لبنان. وكتب مقالات عديدة في الفكر الفلسفي، وترجم لنيتشه وهيدجر وكانط وهوسرل وآخرين.
روابط ذات صلة

مواضيع:


الأخبار الأخيرة