التحالف والدول المشاركة
وحول إمكانية إقامة هذا التحالف بقيادة الولايات المتحدة، وعن الدول التي يمكن أن تشارك فيه، يقول المحلل السياسي عماد عبد الهادي من الولايات المتحدة في حديث لـ"سبوتنيك": واضح من التطورات الأخيرة أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا الحلفاء الأوروبيين الأقوى والأقرب للولايات المتحدة لن يشاركوا، فبعد التطورات الأخيرة أعلنت بريطانيا أنها ستشكل قوة أوروبية ولن تكون جزءا من القوة الأمريكية.
ويتابع: أعتقد أن دول الخليج العربي ستشارك في هذه القوة، ربما باستثناء قطر لعلاقاتها الوثيقة مع إيران، والوزير بومبيو ورئيس الأركان الأمريكي أعلنا أن المشاركة ليس بالضرورة أن تكون بواسطة قطع بحرية أو عسكرية، وإنما هناك مشاركة بالمال وبطرق كثيرة أخرى، وكل حسب طاقته.
ويضيف عبد الهادي: هناك بعض الدول الأسيوية أشير إليها في البداية كالصين والهند، والعامل الأساسي الذي يحكم ذلك أن الولايات المتحدة قالت أن على الدول التي تستخدم الممرات المائية كالبحر الأحمر وخليج عدن ومضيق هرمز يجب أن تحمي سفنها بنفسها، وأن تنضم إلى هذا التحالف، لأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل نفقات حماية الممرات المائية وحدها.
بدوره قلل المحلل السياسي الإيراني أحمد مهدي في لقاء مع "سبوتنيك" من أهمية هذا التحالف، ويوضح: في الحقيقة هذا التحالف ليس بالشيء الجديد، وكانت واشنطن قد دعت إلى تشكيله قبل فترة ليست بالقصيرة، وهي تريد استعراض العضلات أمام الجمهورية الإسلامية من أجل الهيمنة على المنطقة.
ويكمل مهدي: التحالف هو مجرد مسرحية تهدف إلى ابتزاز دول أخرى، وأن تكون الخسائر في أي مواجهة مع إيران مقسمة على عدد من البلدان مشاركة في هذا التحالف، والذي سيبوأ بالفشل لا محالة، لأنه لا مبرر طبيفي وواقعي لتشكيل هذا التحالف.
ويضيف: من جهة أخرى الأمن الملاحي لأي منطقة في العالم يقع في الدرجة الأولى على عاتق الدول المطلة أو المتواجدة في هذه المنطقة، وليس من حق أي دولة أخرى من خارج المنطقة التدخل وجلب أساطيلها، وهذا التحالف يسبب أزمة واضطرابات وتوترات عسكرية ليس لها أي مبرر.
ويواصل الخبير الإيراني حديثه: ومن المتوقع مشاركة البلدان الحليفة لأمريكا، وهذه البلدان سواء شاركت أم لا لن يغير من قواعد المعادلة شيئا، لأن هذه الأنظمة متواجدة في المنطقة أساسا، ولديها قواعد وسفن عسكرية في المنطقة، وهذا لا يغير شيء من التوازنات القائمة.
ويكمل: واشنطن تريد جلب قوات من بلدان بعيدة، واجتذاب دول معينة كفرنسا وألمانيا واليابان وأستراليا، وجلب قواتها البحرية إلى المنطقة، لكن هذا مستبعد لأن هذا التحالف سيكون باهظ التكاليف والثمن والنتائج لن تكون محسوبة، وسيكون هناك خسائر اقتصادية لهذه البلدان، لذلك ليس من المرجح أن تقبل على الانضمام لمثل هذا التحالف.
الصدام الناري
وعن مهمة التحالف وكيفية حماية الملاحة في الخليج العربي، وإمكانية الوصول إلى صدام ناري مع إيران يقول المحلل السياسي الأمريكي: للأسف الشديد حجم التوتر مرتفع جدا وهناك متغيرات كثيرة مؤخرا، وبحسب المنطق العسكري زيادة الحشود العسكرية يرجح حدوث تصادم، ونحن في وضع خطير جدا، والقوات في وضع تأهب من عدة أطراف، سواء كانت إيران أو الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها.
ويضيف: لا ننسى أن هناك أيضا أذرع لإيران تمارس عمليات استفزاز كما يحدث في اليمن أو العراق على سبيل المثال، وهناك حوادث صغيرة يمكن أن تتكرر.
ويتابع عبد الهادي: للمرة الأولى رأينا إيران تعلن عن احتجاز الناقلة البريطانية، وعن إسقاط طائرة أمريكية مسيرة، إذا نحن في وضع خطير جدا، ويمكن أن يؤدي أي خطأ من أي طرف إلى اشتعال فتيل الحرب.
أما أحمد مهدي من إيران فيرى أن الولايات المتحدة لا تجرؤ على فتح النار على إيران، ويضيف: لو أرادت أمريكا صداما ناريا فقواتها موجودة في المنطقة، وهي حاولت المساس بإيران لكنها تلقت ردا صاعقا، ولم تستطع إرسال طائرة مسيرة واحدة إلى الأجواء الإيرانية، فكيف لها أن ترسل طائرات حربية أو قوات أخرى، فهي جربت ولم تنجح وفشلت.
ويتابع: هي تسعى لإقامة هذا التحالف الدعائي، وليس من المستبعد أن تنظم دول أخرى بقوات رمزية أو شكلية، كما هو التحالف القائم في اليمن، وهو لا يضم على الصعيد العملي سوى السعودية والإمارات، ولن تكون صورة هذا التحالف مختلفة عن التحالفات القديمة الموجودة في المنطقة.
الرد الإيراني
وعن الطريقة التي سترد فيها الجمهورية الإسلامية في إيران على هذا التحالف، يقول عماد عبد الهادي: إيران مدفوعة في المقام الأول بالأضرار التي وقعت عليها من الحصار الاقتصادي، وسوف تستمر في هذه العمليات لاختلاق أزمة دولية، قد تدفع المجتمع الدولي للتدخل ومحاولة ثني الولايات المتحدة عن سياسة الضغط القصوى التي تمارسها.
ويكمل: إيران ترغب في المقام الأول بالعودة إلى سوق النفط، وحرمانها من بيع النفط هو العامل الأكبر الذي يدفع لكل هذه التصرفات الاستفزازية، والتي تحمل قدرا كبيرا من التحدي.
ويستدرك عبد الهادي: طالما أن الوضع مستمر على ما هو عليه، وهو مرجح بالاستمرار، فلنا أن نتوقع المزيد من الأعمال الجريئة والاستفزازية، خاصة أن ترامب قال أنه قد بدأ يفقد الأمل من التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران.
ويضيف: وأشار ترامب إلى أن الحوادث الأخيرة ومنها على سبيل المثال إعلان إيران القبض على 17 جاسوسا أمريكيا، تؤدي إلى أن باب المفاوضات بدأ يغلق، وبعدها سنترك أمام خيارات ليست جيدة على الإطلاق، وأعني هنا الخيار العسكري.
فيما يرى المحلل السياسي أحمد مهدي أن إيران لن تقوم بأي خطوة، بل ستنتظر الخطوات الأمريكية، ويوضح: إيران على الصعيد العملي لن توجه الضربة الأولى، وقالت ذلك مرارا بأنها لن تكون البادئة بإطلاق النار، لكن هذه النار في حال أطلقت على الجمهورية الإسلامية، فسيكون وضع النهاية خارج أيدي هذه البلدان، وستكون الكفة الراجحة لصالح إيران.
ويختم مهدي قوله: إيران ستدافع عن مصالحها وعن شعبها بقوة، ومعها حلفاء أقوياء سواء على صعيد المنطقة أو العالم، وعدم تلقي روسيا لدعوة حول هذا التحالف يعني أن أمريكا تريد تشكيل تحالف صوري شكلي لا أكثر وليس تحالف واقعي وحقيقي، ولو أنها صادقة لوجهت دعوة إلى دول لها حضور في مكافحة الإرهاب وفي دعم الاستقرار كروسيا والصين الشعبية.
مواضيع: