ترامب يعلن الحزم تجاه إرهاب إيران

  21 اكتوبر 2017    قرأ 641
ترامب يعلن الحزم تجاه إرهاب إيران
شدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس في كلمة له كشف فيها عن الاستراتيجية الجديدة تجاه الاتفاق النووي الإيراني، على أنّ طهران لن تحوز السلاح النووي أبداً، وأنّه وكرئيس للولايات المتحدة يمكنه إلغاء الاتفاق في أي وقت، ومستعد لإنهاء الاتفاق خلال فترة قصيرة.

ولفت ترامب إلى أنّ الاتفاق النووي كان أسوأ اتفاق وقعته بلاده عبر تاريخها، وأنّ النظام الإيراني أخاف المفتشين الدوليين لمنعهم من تفيتش المنشآت النووية، موضحاً أنّ الاتفاق النووي كان يفترض أن يسهم في تحقيق السلم والأمن الدوليين، إلّا أنّ طهران لا تلتزم بروح الاتفاق.

وتوعّد ترامب بفرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني الذي هو منظمة خبيثة استخدمت أموالاً طائلة لتمويل عمليات إرهابية، مبيناً أنّ إيران تخضع لنظام متطرف ومتشدّد نشر الرعب والقتل في أنحاء العالم، وأنّ ميلشيات حزب الله المدعومة من إيران دمّرت مقار للولايات المتحدة في لبنان وقتلت أكثر من 200 جندي أميركي.

وأشار ترامب إلى ضلوع إيران في عمليات إرهابية في السعودية وإفريقيا، وأن نظام طهران استضاف العديد من الشخصيات الإرهابية لاسيما بعد هجمات 11 سبتمبر، مضيفاً أنّ إيران تدعم العديد من الجماعات الإرهابية في العالم مثل طالبان والقاعدة وهي أكبر داعم للإرهاب في العالم. ونوه إلى أن نظام الملالي قمع شعبه ومارس أفظع أشكال الظلم ضد الطلاب، مشدّداً على أنّ إيران ارتكبت جرائم بحق الشعب السوري ودعمت فظائع رئيس النظام السوري بشار الأسد، لاسيّما الهجمات الكيماوية ضد المدنيين. وقال ترامب إنّ الحرس الثوري يستحوذ على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني لتمويل الحرب والإرهاب في الخارج، مطالباً وزارة الخزانة اتخاذ عقوبات أشد بحقه.

دعم إماراتي

وفي سلسلة ردود الأفعال الإقليمية والدولية، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، دعمها الكامل لاستراتيجية الرئيس دونالد ترامب للتعامل مع السياسات الإيرانية المقوضة للأمن والاستقرار. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان، أمس، أنّ النظام الإيراني يسعى من خلال هذه السياسات إلى بث الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، مشيرة إلى أنّ الاتفاق النووي أعطى لإيران الفرصة لتقويم سياساتها والتعامل بمسؤولية مع المجتمع الدولي، إلّا أنّ الحكومة الإيرانية استغلت هذا الاتفاق لتعزيز سياستها التوسعية وغير المسؤولة.

وشدّد البيان على أنّ الاستراتيجية الأميركية الجديدة تأتي لتتخذ الخطوات الضرورية لمواجهة التصرفات الإيرانية السلبية وغير المقبولة بكافة أشكالها بما في ذلك برنامجها الصاروخي، والذي يمثل خطراً حقيقياً على الأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك دعمها لمنظمات إرهابية مثل حزب الله والحوثيين وتبنيها للهجمات السيبرانية وتدخلها في الشؤون الداخلية لجيرانها وتهديدها لحرية الملاحة الدولية.

إشارة قويّة

وأكدت أنّ تصنيف الخزانة الأميركية لقوات الحرس الثوري، يأتي كإشارة قوية ستساهم في وضع حد للنشاطات الإيرانية الخطيرة ودعمها الرسمي للإرهاب. وعبرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في ختام بيانها، عن ترحيب دولة الإمارات ودعمها للاستراتيجية الأميركية الجديدة، وأكدت التزام الإمارات بالعمل مع الولايات المتحدة وكافة الحلفاء للتصدي للسياسات والنشاطات الإيرانية التي تقوض الاستقرار وتدعم التطرف في المنطقة والعالم.

تأييد سعودي

وأعربت المملكة العربية السعودية عن تأييدها وترحيبها بالاستراتيجية الحازمة التي أعلن عنها ترمب تجاه إيران ونهجها العدواني، مشيدة برؤيته في هذا الشأن والتزامه بالعمل مع حلفاء أميركا في المنطقة لمواجهة التحديات المشتركة وعلى رأسها سياسات وتحركات إيران العدوانية في المنطقة.

وذكرت المملكة في بيان مساء أمس، أنّها سـبق وأيـدت الاتفاق إيماناً منها بضرورة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة والعالم، وأن يؤدي ذلك إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي وحرصا منها على تحقيق الأمن والسلام، إلا أن إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات واستخدمته للاستمرار في زعزعة الاستقرار في المنطقة لاسيّما من خلال برنامج تطوير صواريخها الباليستية ودعمها للإرهاب في المنطقة بما في ذلك حزب الله والميليشيات الحوثية، ولم تكتف إيران بذلك بل قامت في انتهاك صارخ وفاضح للقرارات الدولية بنقل تلك القدرات والخبرات للميليشيات التابعة لها بما في ذلك ميليشيا الحوثي التي استخدمت تلك الصواريخ لاستهداف المملكة، ما يثبت زيف الادعاءات الإيرانية بأن تطوير تلك القدرات هو لأسباب دفاعية.

وأكدت أنّ إيران واستمراراً لنهجها العدواني قامت مـن خلال حرسها الثوري وميليشيا الحوثي بالتعرّض المتكرر لممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر والخليج العربي، والاستمرار في الهجمات السيبرانية ضد المملكة ودول المنطقة.

وأضاف بيان السعودية: «ومن هذا المنطلق تؤكد المملكة التزامها التام باسـتمرار العمـل مـع شركائها في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتحقيـق الأهـداف المرجوة التي أعلن عنها ترامب، وضرورة معالجة الخطر الذي تشكله سياسات إيران على الأمن والسلم الدوليين بمنظور شامل لا يقتصر على برنامجها النووي بل يشمل كافة أنشطتها العدوانية، ويقطع كافة السبل أمام إيران لحيازة أسلحة الدمار الشامل».

كما رحبت مملكة البحرين باستراتيجية ترامب مشيرة إلى ان الاستراتيجية الجديدة تعد تأكيداً للجميع بأهمية مكافحة الإرهاب.

رد أوروبي

بدورها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، إن الولايات المتحدة لا يمكنها إلغاء الاتفاق النووي. وأضافت موغيريني: «لا يمكننا أن نتحمل نتائج تفكيك المجتمع الدولي لاتفاق نووي ناجح ويؤتي ثماره، هذا الاتفاق ليس ثنائياً، المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي معه أشارا بوضوح إلى أن الاتفاق قائم وسيظل قائماً».

قلق دولي

كما نقلت وكالة روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قوله، إنّ روسيا ترى أنّ المهمة الأساسية الآن هي منع انهيار الاتفاق النووي، داعياً جميع الأطراف إلى التمسك بالاتفاق. وأشار ريابكوف إلى أنّ من المقلق للغاية أن يثير ترامب تساؤلات سويت عند توقيع الاتفاق. في الأثناء، شدّدت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، على أنّ الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران يصب في مصالحها الوطنية، وأنّها ملتزمة بالاتفاق.

وقال قادة الدول الثلاث، إنّهم يشاطرون الولايات المتحدة المخاوف بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية والأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وإنهم على استعداد للعمل مع واشنطن لتبديد هذه المخاوف.

إلى ذلك، كشف الجيش الأميركي، أمس، عن أنّه يجري مراجعة شاملة لأنشطة التعاون الأمني ووضع القوات والخطط لدعم استراتيجية ترامب الجديدة تجاه إيران. وقال الناطق باسم البنتاجون الميجر أدريان رانكين-جالاوي: «نعمل على تحديد مجالات جديدة للعمل مع الحلفاء للضغط على النظام الإيراني وإنهاء نفوذه المزعزع للاستقرار، وكبح استعراضه العدائي للقوة ولاسيما دعمه للجماعات الإرهابية والمتطرّفين».

خطاب إيراني

شدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني على أنّ الاتفاق النووي، اتفاق دولي متعدّد الأطراف وأقرته الأمم المتحدة وليس بمقدور ترامب وحده سحب الثقة منه. ولفت روحاني إلى أنّ خطاب ترامب مليء بالسباب والاتهامات التي لا أساس لها ضد الأمة الإيرانية، موضحاً أنّ بلاده ستضاعف جهودها لصنع أسلحة للردع وتوسع برنامجها الصاروخي. وأضاف روحاني: «لا يمكن إضافة أي بنود للاتفاق النووي».

مخاوف

رفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس، التدخل في الخلاف حول الاتفاق النووي مع إيران، إلّا أنّه أكّد أنّ الحلف لديه مخاوف بشأن تطوير طهران قدراتها الصاروخية. وقال ستولتنبرغ إنه لا يعود للحلف تقييم مدى التزام إيران، وإنما الى الدول الموقعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيراً إلى أنّ لدى الحلف مخاوف بشأن مسائل لا يشملها الاتفاق، لاسيّما برنامج الصواريخ البالستية. وأضاف: «الاتفاق النووي يشمل تطوير السلاح النووي، لكنه لا يشمل برامج الصواريخ ونحن قلقون بشأن استمرار تعزيز قدرات إيران الصاروخية».


مواضيع: ترامب،#إيران،#  


الأخبار الأخيرة