وتمثل هذه الدعوى إحراجاً كبيراً لحاكم دبي الثري الحريص على إبقاء حياته الخاصة بعيدة عن الأضواء أسوة بباقي حكام الخليج.
وتتناول وسائل الإعلام البريطانية على نطاق واسع الخلاف بين الطرفين منذ بروزه إلى العلن، إذ أن للصحافة البريطانية باعاً طويلاً وتاريخاً حافلاً في تعقب أخبار المشاهير والأغنياء وتسليط الضوء على حياتهم الخاصة.
وكانت وسائل الاعلام البريطانية قد تناولت بالتفصيل قصة محاولة فرار الشيخة شمسة، ابنة محمد بن راشد، من مزرعته بجنوب انجلترا قبل 19 عاماً، وبعد شهرين انتهت عملية البحث عنها ولا يعرف كيف عادت الأميرة ( 38 سنة) إلى دبي ولم تظهر إلى العلن منذ ذلك الوقت.
كما حاولت شقيقتها الشيخة لطيفة الفرار من دبي العام الماضي، لكنها أعيدت عبر عملية للقوات الخاصة الإماراتية التي تعقبت يختاً كان يبحر قرب السواحل الهندية وكانت على متنه وأعادتها عنوة إلى البلاد حسبما ذكرت وسائل الإعلام.
وكشفت وسائل الإعلام البريطانية عن الإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط بأفراد عائلة الشيخ محمد بن راشد خلال وجودهم في بريطانيا، سواء داخل مساكنهم أو خارجها بحيث لا يترك فرد دون مرافقة لصيقة وحماية طيلة وجوده خارج أسوار القصور الفخمة العديدة التي يمتلكها حاكم دبي في انجلترا واسكتلندا.
الشيخ التقليدي
ولد محمد بن راشد عام 1949، وهو الثالث من بين أبناء الشيخ راشد بن سعيد الأربعة، في منطقة الشندغة بدبي.
وتولى والده الشيخ راشد الحكم في إمارة دبي ما بين عامي 1958 و1990 وكانت لا تزال تحت الحماية البريطانية أسوة بغيرها من إمارات الخليج.
تلقى محمد بن راشد تعليمه الابتدائي والثانوي في الإمارات حيث أنهى المرحلة الثانوية عام 1965.
بعدها بعام سافر إلى بريطانيا بصحبة أحد أبناء عمومته، الشيخ محمد بن خليفة آل مكتوم، لدراسة اللغة الإنجليزية حيث التحق بمدرسة بيل للغات في مدينة كامبريدج.
وبعد انتهائه من دراسة اللغة الإنجليزية، التحق بكلية مونز العسكرية البريطانية في آلدرشوت حيث أنهى دورة تدريبية استغرقت ستة أشهر.
كما اغتنم فرصة وجوده في بريطانيا لمشاهدة سباقات الخيل وأولى اهتماما خاصا بها وقد توج شغفه بالخيول في تأسيسه لاسطبلات غودولفين عام 1994 وتعتبر الآن من أكبر مزارع الخيول في العالم.
من أمن دبي إلى نهضتها
واكب محمد بن راشد مشروع تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ وضع النواة الأولى التي تمثلت بإنشاء مجلس حكام الإمارات المتصالحة، والتي تبعتها الاتفاقية الاتحادية التي عقدت بين حاكم أبو ظبي السابق الشيخ زايد بن سلطان وحاكم دبي السابق الشيخ راشد في 18 شباط/فبراير 1968 والتي يمكن القول إنها شكلت الخطوة العملية الأولى في سبيل إقامة دولة الإتحاد.
من هي الأميرة هيا بنت الحسين؟
تولى محمد بن راشد رئاسة جهاز الشرطة والأمن العام في إمارة دبي في 1969 وكان ذلك أول منصب حكومي له.
وفي 1971، شهد قصر شاطىء الجميرة في دبي والتابع للشيخ راشد حفل التوقيع على أول وثيقة دستورية مؤقتة تؤسس لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي الأيام التي تلت تشكيل دولة الاتحاد عُهِدت إلى الشيخ مكتوم مهمة تشكيل أول مجلس وزاري للدولة، فأسند إلى شقيقه محمد منصب وزير الدفاع، ليصبح بذلك أصغر وزير للدفاع في العالم في ذلك الحين.
ومن بين أبرز القرارات التي أشرف عليها من موقعه كوزير للدفاع، القرار بمشاركة قوات عسكرية إماراتية في التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لإخراج القوات العراقية من الكويت إثر الغزو العراقي للكويت في 2 آب/أغسطس 1990.
بدأت مسيرة تحول دبي إلى مركز تجاري وسياحي ذي مكانة دولية في عهد الشيخ راشد، الذي غالبا ما كان ينيط الكثير من المسؤوليات المتعلقة بالمشاريع التنموية بأولاده.
ومن بين المهام التي أوكلها راشد إلى ابنه محمد مهمة إنشاء حوض دبي الجاف للسفن، ورئاسة لجنة إدارة مطار دبي الدولي، ومسؤولية شركة بترول دبي، التي كانت تعتبر العصب الرئيسي لاقتصاد الإمارة.
وبعد وفاة الشيخ راشد في عام 1990، تولى الشيخ مكتوم الحكم خلفا له. وما لبث الحاكم الجديد أن أصدر مرسوما في 4 آذار/ مارس 1995 يعلن فيه تسمية الشيخ محمد ولياً للعهد وبات في نظر الكثيرين الحاكم الفعلي في دبي.
وفي يناير/كانون الثاني من عام 2006 تولى محمد بن راشد الحكم في دبي بعد وفاة أخيه مكتوم آل مكتوم وفي نفس العام تم انتخابه نائبا لرئيس دولة الامارات وجرى تكليفه بمنصب رئيس مجلس وزراء الإمارات وهو المنصب الذي ما زال يتولاه.
وقالت مجلة فوربس إن ثروة حاكم دبي تراجعت بنحو 6 مليارات عام 2009 بسبب الازمة المالية العالمية بينما تقدر ثروته في الوقت الراهن بنحو اربعة مليارات دولار حسب مؤسسة "بزنس إنسايدر".
مواضيع: