خرج مئات الأطفال، كثير منهم يرتدون الزي المدرسي ويلوحون بالأعلام السودانية، إلى شوارع الخرطوم يوم الثلاثاء، احتجاجا على الأحداث التي وقعت في الأبيض وتسببت في وفاة 4 طلاب.
كما نظم تلاميذ المدارس مظاهرات أخرى في العاصمة ومدن سودانية.
وفي مساء الثلاثاء، جاء قرار السلطات بإغلاق المدارس وتعليق الدراسة في جميع المراحل التعليمية.
وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" إنه "صدرت أوامر لحكام جميع الولايات بإغلاق رياض الأطفال والمدارس الإبتدائية والثانوية اعتبارا من يوم غد (الأربعاء) وحتى إشعار آخر."
ماذا حدث في الأبيض؟
أظهرت مقاطع فيديو من الأبيض في ولاية شمال كردفان، طلابا بالزي المدرسي يهتفون مطالبين بتحسين الظروف المعيشية، لكنهم تعرضوا لإطلاق رصاص كثيف.
كما أظهرت صور من مستشفى ضحايا ملطخين بالدماء.
وبحسب اللجنة المركزية لأطباء السودان، وهي منظمة تتبع الحركات الاحتجاجية، فقد أُصيب 62 شخصا على الأقل في الأبيض، وتوفي خمسة أشخاص.
اتهم المتظاهرون القوات شبه العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع بإطلاق النار هناك.
وأعلنت السلطات منذ ذلك الحين حالة الطوارئ في المنطقة وفرضت حظرا للتجول ليلا.
وقد دعا صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) السلطات إلى التحقيق في أعمال القتل وتقديم الجناة إلى العدالة.
وأدان رئيس المجلس العسكري السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، هذه الأحداث وما نتج عنها من قتل.
ونقل التلفزيون الرسمي السوداني عن البرهان قوله "ما حدث في الأبيض أمر محزن. قتل المدنيين المسالمين جريمة غير مقبولة تتطلب محاسبة فورية."
#السودان: رفض لنتائج لجنة التحقيق في أحداث فض #اعتصام_القيادة
ما هي التداعيات الأكبر للأحداث؟
جاءت أحداث الأبيض الاثنين، قبل يوم واحد من محادثات بين قادة الاحتجاجات وجنرالات في المجلس الحاكم، بعد توقيع الجانبين اتفاقا لتقاسم السلطة في وقت سابق من هذا الشهر.
وقرر قادة الاحتجاجات إلغاء لقاء الثلاثاء الذي كان مقررا بعد الأحداث.
وبحسب تقارير فإنه كان من المقرر أن تتناول هذه المحادثات بحث صلاحيات الهيئة الحاكمة المدنية والعسكرية المشتركة، ونشر قوات الأمن وحصانة الجنرالات بشأن العنف المتصل بالاحتجاج.
ويشمل اتفاق تقاسم السلطة، الذي تم الاتفاق عليه في 17 يوليو/تموز، تشكيل هيئة حكم جديدة مؤلفة من ستة مدنيين وخمسة جنرالات.
وأثار نشر نتائج تحقيق، يوم السبت، أجراه الجيش حول التفريق الدموي لاعتصام احتجاجي في الخرطوم في 3 يونيو/حزيران، إلى انعدام الثقة بين الطرفين قبل أحداث الأبيض يوم الاثنين.
ويقول أطباء مشاركون في الاحتجاجات إن الغارة التي شنها مسلحون على المخيم خلفت 127 قتيلا وعشرات الجرحى.
ورفض قادة الاحتجاج نتائج التحقيق الذي أجراه أعضاء من النيابة العامة والمجلس العسكري، والتي أشارت إلى مقتل 17 شخصا فقط في 3 يونيو/حزيران، بينما مات 87 في اشتباكات وقعت منذ ذاك اليوم وحتى 10 يونيو/حزيران.
مواضيع: