وأشار خزعل إلى أن بغداد ترى أن المحافظة عربية، ويجب أن تظل تحت سيادة العراق وتأتمر بإمرة بغداد، بينما يرى إقليم كردستان أنها تابعة له، لافتا إلى أن سيطرة قوات البشمركة سابقًا على كركوك، حتى تم تحريرها منذ عدة أشهر على يد القوات العراقية.
أن "المناكفات السياسية تطفو على المشهد العراقي، وينعكس ذلك داخل البرلمان، وبالتالي هناك انقسام شديد بين الكتل السياسية العربية والكردية والتركمانية على ملف المادة 140 من الدستور العراقي، والخاصة بمحافظة كركوك، لافتًا إلى خلافات واسعة يشهدها البرلمان العراقي هذه الفترة بين النواب العراقيين الممثلين للحكومة العراقية وبين النواب الأكراد، على بنود المادة الدستورية الخاصة، التي ترى بغداد أن الإقليم يحاول استغلالها للسيطرة على محافظة كركوك".
وحول انعكاسات الخلاف بين بغداد وأربيل على هوية كركوك، توقع مهدي خزعل، حدوث انفلات أمني وثغرات فنية، في ظل تكرار وقوع خروقات في شمال العراق، مشيرًا إلى الخلافات القائمة بين بغداد وأربيل حول أجور النفط، التي يصدرها الإقليم، دون الرجوع للحكومة المركزية.
وكانت المحكمة الاتحادية العليا في العراق قد قضت ببقاء سريان المادة 140 من الدستور العراقي، التي انتهى العمل ببنودها والالتزامات المترتبة عليها في 31 ديسمبر 2007، مؤكدة أن ذلك يستمر لحين تنفيذ مستلزماتها وتحقيق الهدف من تشريعها.
ووفقا للمادة 140 في الدستور العراقي، كان يفترض البت في مستقبل كركوك، على 3 مراحل تبدأ بالتطبيع ثم الإحصاء على أن يتبع ذلك استفتاء محلي بشأن تبعيتها، إلا أن ذلك لم ينفذ بسبب الخلافات السياسية.
وتشهد محافظة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق، خلافات عميقة بين القوى الكردية والعربية والتركمانية على منصب المحافظ.
وأعلن الحزبان الكرديان الرئيسيان، الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، عن اتفاق على (طيب جبار) مرشحا مشتركا للحزبين لمنصب محافظ كركوك.
وتشكل المناطق المتنازع بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، أهم محاور الخلاف بين الجانبين منذ 14 عاما، وتعد محافظة كركوك الغنية بالنفط من أبرز هذه المناطق.
وتشكل المناطق المتنازع عليها شريطا يبلغ طوله أكثر من 1000 كيلومتر يمتد من الحدود مع سوريا حتى الحدود الإيرانية، وتبلغ مساحته نحو 37 ألف كلم مربع.
ويمر هذا الشريط إلى جنوب محافظات الإقليم الثلاث، أربيل والسليمانية ودهوك التي تتمتع بحكم ذاتي، ويشمل أراضي في محافظات نينوى وأربيل وصلاح الدين وديالى، إلى جانب محافظة كركوك.
وكان زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق، مسعود بارزاني، أكد على أنه لا مساومة على هوية كركوك "الكردستانية"، وأنه من غير المقبول أن تستمر الأوضاع الحالية.
وقال بارزاني، في بيان، إن "مشكلة كركوك لا تقتصر على خلاف بين حزبين أو بين عدد من الأطراف السياسية"، مبينا أن المشكلة هي قضية تاريخية وسياسية قديمة وذات أبعاد كبيرة.
مواضيع: