طمس معالم الدول وملايين القتلى... نتائج حروب الولايات المتحدة في العالم

  01 أغسطس 2019    قرأ 836
طمس معالم الدول وملايين القتلى... نتائج حروب الولايات المتحدة في العالم

تواصل أفغانستان استياءها من الهجوم الاستفزازي لدونالد ترامب الذي أعلن أن الجيش الأمريكي قادر على الفوز في حربٍ طويلة في غضون أسبوع، لكنه لا يريد أن يذهب باتجاه وقوع عدد كبير من الضحايا بين السكان.
وكأن الأمريكان غافلون عن حقيقة أنهم لم يكترثوا لسقوط مئات الآلاف من المدنيين الضحايا خلال غزوهم لبلدان أخرى.

 

أفغانستان

يقاتل الجيش الأمريكي حركة "طالبان" في أفغانستان منذ 18 عاماً، حيث بدأت عملية "الحرية الدائمة " في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2001 بعد أقل من شهر على الهجوم الإرهابي على مركز التجارة العالمي في نيويورك.

كان البنتاغون يخطط وبدعم من حلف الناتو لشنّ غارة خاطفة لعدة أشهر تهدف لتدمير كل المتطرفين واعتقال زعيم تنظيم "القاعدة" المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر والإطاحة بنظام حركة "طالبان" الذي سيطر فيما بعد على الجزء الأكبر من البلاد. لكن آلة الحرب الأمريكية توقفت.

وتحولت عملية "الحرية الدائمة" إلى أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قتل في أفغانستان عشرات الآلاف من المدنيين وما يقرب 2500 من الجنود الأمريكيين، بالإضافة لأكثر من ألف من قوات التحالف الدولي، حبث بلغ عدد القوات الأجنبية 140 ألف جندياً عام 2010.

منذ كانون الثاني/ يناير عام 2015 أعلن حلف الناتو عن مهمة جديدة "الدعم الحازم" في أفغانستان والتي هدفت إلى تدريب وتقديم المشورة لممثلي قوات الأمن الأفغانية، وفي الوقت الحالي يوجد في أفغانستان حوالي 14 ألف جندي أمريكي.

وعلى الرغم من أن العملية تعتبر غير قتالية فإن السكان المدنيون يعيشون في معاناة مستمرة، فوفقاً لبيانات الأمم المتحدة فقط في عام 2018 وحده قتل في أفغانستان 3800 شخصاً، بينهم حوالي 900 طفلاً ومراهقاً، بالإضافة لأكثر من 7 آلاف جريحاُ. ويلقي التقرير المسؤولية على القوات المناهضة للحكومة لكن العديد من الخبراء يعتقدون أن الناس يموتون نتيجة الإجراءات الخاطئة للقوات الأمريكية وحلفائها.

وكثيراً ما تشن قوات التحالف هجمات جوية وصاروخية على المناطق السلمية، وبالتالي في مثل هذه الحالات تعمل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على مسح المباني من على وجه الأرض. وفي بعض الأحيان يرتكب جنود التحالف مجازراً ويطلقون النار على عشرات المواطنين الأفغان لمجرّد الاشتباه بأنهم على صلة بحركة طالبان.

وتجدر الإشارة إلى أن بعثة الأمم المتحدة تسجّل أعداد الخسائر في صفوف المدنيين في أفغانستان منذ عام 2009 وكل عام تزداد الأعداد إذ سجّلت 5900 قتيلاً عام 2009 و11 ألف قتيلاً عام 2015.

فيتنام

خلال العملية العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام كان الوضع أسوأ من ذلك..

خسر الأمريكيون هناك حوالي 60 ألف جندياً، وقتل ثلاثة ملايين فيتنامياً نتيجة عمليات القصف المكثفة واستخدام الأسلحة الكيماوية والنابالم والقنابل الفوسفورية والعمليات البرية للجيش الأمريكي.

وكانت إحدى حلقات الحرب الفيتنامية مجزرة "ماي لاي" والتي اعتبرت رمزاً للوحشية الأمريكية آنذاك، ففي 16 آذار/مارس عام 1968 اقتحم جنود شركة "تشارلي" التابعة للكتيبة الأولى من فوج المشاة الـ20 التابع للجيش الأمريكي هذه القرية الصغيرة وفتحوا النار على الفلاحين، وقتلوا الجميع ولم يوفّروا حتى كبار السن والأطفال واغتصبوا النساء، وفي غضون ساعات قليلة قتل 504 من سكان ماي لاي.

ولم يتم تحديد سبب هذا الهجوم، وهناك رواية تقول أن السبب يعود إلى الرغبة في الانتقام للخسائر التي تكبدتها قوات "تشارلي" في اليوم السابق. لكن مهما كان الأمر فإنهم قد دمروا وحرقوا القرية بالكامل.

لكن واشنطن نفت كل شيء، ولاحقاً تم نشر صور لأحد مقاتلي تشارلي وكان لا بد من الاعتراف بجريمة الحرب، إلا أنه تمت إدانة جندي واحد فقط، أمضى عقوبته في منزله وذلك بأمر خاص من الرئيس ريتشارد نيكسون آنذاك.

 العراق

في 20 آذار/ مارس عام 2003 وبهدف الإطاحة بنظام صدام حسين، غزت الولايات المتحدة العراق دون إذن الأمم المتحدة بذريعة البحث عن أسلحة كيماوية.

بدأت عملية "حرية العراق" من الكويت حيث تتركز مجموعة من 250 ألف مقاتلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفائهم، بالإضافة لأكثر من 700 طائرة و900 دبابة و700 عربة مدرّعة.

وواجه حوالي 400 ألف جندياً عراقياً الأمريكيين، وكانت معظم معدات الجيش العراقي قديمة ومصنّعة في الاتحاد السوفييتي، وتم استهداف العراق بصواريخ كروز على المواقع الاستراتيجية والوكالات الحكومية، وشرعت قوات التحالف في عملية برية.

وبعد شهر سقطت كبرى المدن العراقية، وفي الأول من أيار/ مايو من نفس العام أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش انتهاء الأعمال العسكرية. لكن البلاد قُسِّمت وغرقت في سنوات عديدة من الفوضى، حيث استمرت حرب العصابات حتى عام 2011.

خسرت قوات التحالف في تلك الحرب حوالي 5 آلاف شخص، وفي الوقت نفسه كانت أعداد الضحايا في صفوف المدنيين هائلة، إذ حسب بيانات منظمة الصحة العالمية فقط بين عامي 2003-2006 قتل بين 150ألف – 223 ألف عراقياً، وفقد الملايين بيوتهم، ولا يزال الوضع الإنساني في البلاد غير مستقر.

البلقان

هناك مثال آخر على الديمقراطية المفروضة بالقوة، وهي العملية الأمريكية في يوغسلافيا، ففي 24 آذار/ مارس شن حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية هجمات صاروخية وقذائف على صربيا، حيث استمر القصف 78 يوماُ وتم تدمير نظام التحكم العسكري والإداري وانهارت يوغسلافيا.

أثناء ضرب الأهداف الصناعية والعسكرية الكبيرة، لم تنس قوات التحالف الأهداف المدنية، إذ نفّذ الطيران 350 طلعة جوية يومياً، وتم إسقاط أكثر من  21 ألف طن من المتفجرات على صربيا والجبل الأسود.

ولأسباب غير معروفة، أسقطت القنابل أيضًا على المناطق السكنية والأسواق والمستشفيات، ووفقًا لتقديرات السلطات الصربية، قتل حوالي ثلاثة آلاف شخص بالقصف، بمن فيهم 89 طفلاً، وأصيب 12.5 ألف شخص. 


مواضيع:


الأخبار الأخيرة