الحرب الجوية
ففي ذلك الوقت كانت جحافل من جيوش ألمانيا وحلفائها تزحف على الأراضي الروسية.
وفي 22 يوليو/تموز 1941، أغار الطيران الألماني للمرة الأولى على العاصمة موسكو. وتوالت الغارات.
ولم يتمكن طيران ألمانيا النازية من تدمير موسكو بسبب قوة دفاعها الجوي. ولكن القصف الألماني للعاصمة الروسية ترك أثرا كبيرا في نفوس الناس. ولذلك تطلب الأمر عملية مضادة تصيب الغزاة بأذى.
الجزيرة الاستراتيجية
بعد أربعة أيام أتى قائد القوات البحرية السوفيتية الأميرال نيكولاي كوزنيتسوف إلى القائد السوفيتي ستالين بخطة للعملية المضادة تتضمن قصف عاصمة العدوان برلين.
ونصت الخطة على استخدام مطار كاغول في جزيرة "أزيل (سآريما) في بحر البلطيق التي ما زال الجيش الأحمر يحتفظ بها، لشن الغارات الجوية على برلين.
ووافق ستالين على الخطة وأصدر أمره لطيران أسطول بحر البلطيق بتوجيه الضربات الجوية للعاصمة الألمانية.
مهمة في غاية الصعوبة.
في 3 أغسطس/آب 1941، حملت قافلة السفن مستلزمات تجهيز مطار كاغول لانطلاق قاذفات القنابل. وفي 4 أغسطس، وصلت قاذفات القنابل إلى مطار كاغول. وأسندت لطياريها مهمة في غاية الصعوبة، إذ كان يجب أن يقضوا نحو 8 ساعات في الجو على ارتفاع 7000 متر عند درجة حرارة 40 في ظروف نقص الأكسجين. كما أن اختراق الدفاعات الجوية حول العاصمة الألمانية كان أمرا صعبا.
المفاجأة
في 7 أغسطس، انطلقت من مطار كاغول 15 قاذفة قنابل من طراز "دي بي-3" حاملة قنابل مدمرة وقنابل إعلامية إلى برلين.
ولم يكن أحد في العاصمة الألمانية ينتظر وصول قاذفات القنابل من دولة لم تعد تملك القوات الجوية، وفقا لوزير إعلام ألمانيا النازية غيبيلس. ولذلك كانت مدينة برلين مضاءة حينما اقتربت منها قاذفات القنابل القادمة من جزيرة أزيل. ولم يبدأ سكان برلين يطفئون الضوء إلا بعدما بدأت القنابل تنفجر.
نبأ مثير وغامض
عند الساعة الرابعة من صباح 8 أغسطس، عادت 14 طائرة إلى مطار كاغول. وكانت إحدى الطائرات التي قصفت برلين تحطمت قرب مطار كاغول.
في 8 أغسطس، قال راديو برلين إن 150 طائرة إنجليزية حاولت قصف عاصمتنا.
وعلقت هيئة الإذاعة البريطانية على هذا النبأ، قائلة إن نبأ قصف برلين مثير وغامض لأن الطيران الإنجليزي لم يحلق فوق برلين في ليل السابع إلى الثامن من أغسطس.
وأزال راديو موسكو الغموض، معلنا عن إغارة الطيران السوفيتي على برلين.
غضب هتلر
إجمالا، قام الطيران السوفيتي بـ9 غارات على برلين ألقى خلالها 21 طنّا من القنابل.
وأعرب الزعيم الألماني النازي هتلر عن غضبه، وفقا لصحيفة "أرغومينتي إي فاكتي"، وطالب باحتلال جزيرة أزيل. واضطرت القوات السوفيتية إلى مغادرة هذه الجزيرة في 3 أكتوبر/تشرين الأول، لانقطاع الإمدادات عنها.
وعادت القوات السوفيتية إلى هذه المنطقة بعد أن طردت الغزاة من روسيا وجمهوريات البلطيق.
مواضيع: