وحاولت المنظمة الأمريكية إخفاء الأمر، والآن يقوم المحامون من منظمة (AIS) بتقديم المشورة القانونية للمعتدين عليهم، وفقا لصحيفة "نيوز ويك".
وأخفت المنظمة عن الشرطة بيانات عن الاعتداء والمعتدين، التي احتفظت بها المنظمة منذ عام 1919، وطالبت المحكمة بكل هذه الملفات وبدأ الكشف عنها عام 2012.
وقال المحامي تيم كوسنوف: "لا يمكنك النظر إلى هذه الملفات ولا تتوصل إلى استنتاج مفاده أن هذه مشكلة كبيرة تم إخفاؤها"، وأضاف أن "السر القذر في معسكر الفتية ليس سراً صغيرا، إنه ضخم".
تأسست المنظمة في عام 1910، وشارك فيها أكثر من 1.26 مليون فتى، و830 ألف من الكشافة، وحوالي 960 ألف متطوع بالغ لغاية عام 2016، وواجهت المنظمة منذ ذلك الحين ضغطًا قانونيًا متزايدًا بسبب هذه المسألة وفي عام 2018 قاربت على الإفلاس.
وفي أول مرة كشف عن ملفات المعتدين في معسكر الفتية عام 2003، حيث رفع أحد الكشافة مات ستيورات وشقيقه دعوى قضائية.
وقال ستيورات، أغلبية الكشافة لا دفنوا ذكراياتهم عن الاعتداء ولا يريدون استرجاع ما مروا به ولا يريدون الوقوف في وجه المعتدي في محكمة قانونية كما فعلت أنا.
والمشكلة الأكبر هنا أن كل معتدي هنا اغتصب أكثر من صبي واحد، وقال المحامي ستيوارت يزنبرغ لصحيفة "إن بي سي نيوز": "نعلم أن أن كل 350 معتدي اغتصب العشرات من الضحايا الذين لم يتمكنوا من الشكوى أو التحدث عما حصل لهم".
وعدد الضحايا حوالي 800 فتى في عمر 14 عاما وما فوق.
ورفعت دعوى يوم الاثنين الماضي في بنسلفانيا ضد معتد يدعى بول أنتوش، وقال الضحية الذي لم يكشف عن اسمه إنه تعرض للتحرش الجنسي لمئات المرات خلال أربع السنوات في المعسكر في السبعينات.
وبدوره قال المعتدي، سمعت للتو بالدعوى القضائية وأنا بصدد تعيين محام.
ثم أكد المحامي أيزنبرغ في مقابلة مع الصحفيين، أن أنتوش هو القضية الأولى في سلسلة من الدعاوى القضائية المستقبلية ضد المعسكر. هناك ببساطة الكثير من الضحايا، معظمهم من تكساس، وهو مقر المنظمة الأساسي.
وأشار المحامي كوسونوف، أن كل أربعة من الضحايا 800 يوجهون الاتهامات بالتحرش للشخص ذاته.
وفي الوقت الحاضر ينتظر المعتدون عليهم العدالة فمنهم من كان يعاني جراء ما حدث لهم لسنوات أو حتى لعقود.
وقال المحامي أندرو فان أرسدال، ما زال بعض الضحايا يتذكرون رائحة المعتدين الذين سمحوا لنفسهم أن يقتربوا منهم فوق الحدود المسموحة.
وما هو المثير للقلق هو أن المنظمة تدعي أنها احتفظت بملفات المعتدين لابعادهم عن الكشافة، ولم تخفي هذه البيانات عن قصد عن الشرطة، لكن ومن جهة أخرى لم تبذل المنظمة كل هذه السنين بتقديم أسماء المعتدين للقانون.
وقال أحد المعتدين أن طبيب في المعسكر طلب من الكشافة أن يناموا عراة ثم تحرش بهم عندما كانوا نائمون، وبعد مرور عقود فقد هذا الطبيب رخصته لسلوك مشابه.
وقال مايكل روبنسون وهو أحد الضحايا، وهذا بعد أربعة عقود من الحادث، أنه لم يتحدث علنا عما حصل له لأنه عندما كان صغيرا لم يفهم أن ما كان يفعله الكبار خطأ فالتحرش كان شيئا شائعا للغاية آنذاك، فبدا أمرا طبيعيا.
وأضاف: "هذا أمر محرج للغاية ولا يحبذ الشخص التحدث عنه لكن يجب التحدث عنه، وأن نكشف ما يحصل في المنظمة".
وصرح المحامي أيزنبرغ، وهؤلاء المعتدين منهم من يزال يعمل بحرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة ويبدوا وكأنهم مواطنين عاديين إلا أنهم يسيؤون للأطفال.
مواضيع: