وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع جونسون في برلين، إنّ موسكو قامت بالفعل ببعض "الخطوات البسيطة" على طريق تنفيذ اتفاقيات مينسك للسلام في شرق أوكرانيا، معتبرة أنّه "إذا أحرزنا تقدّماً حقيقياً في هذا المجال فسيكون لدينا وضع جديد".
غير أنّ المستشارة استدركت بالقول "نحن لم نتقدّم بعد بما فيه الكفاية".
أما جونسون، الذي شكلت زيارته لألمانيا أول رحلة له إلى الخارج منذ تولّيه منصبه، فقال "أوافق المستشارة رأيها تماماً لجهة أنّ الوضع الذي يسمح بعودة روسيا إلى مجموعة السبع لم يتحقّق بعد".
ولفت رئيس الوزراء البريطاني إلى "الاستفزازات التي تقوم بها روسيا، ليس فقط في أوكرانيا، بل في أماكن أخرى كثيرة"، مذكّراً بالخصوص بـ"استخدامها أسلحة كيميائية على الأراضي البريطانية"، في إشارة إلى واقعة تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال بغاز الأعصاب "نوفيتشوك" في مدينة سالزبوري بإنكلترا في مارس 2018، في هجوم وجهت أصابع الاتهام فيه إلى موسكو التي نفت أي ضلوع لها فيه.
من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تصريح أدلى به في الإليزيه أنّه "من المهمّ، في نهاية المطاف، أن تنضمّ روسيا مجدداً إلى مجموعة الثماني".
وأضاف أنّ "الطلاق وقع وقت غزو أوكرانيا. إن الشرط المسبق الذي لا بدّ منه" للقبول بعودة موسكو إلى المجموعة هو "أن يتم إيجاد حلّ بشأن أوكرانيا على أساس اتفاقيات مينسك".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن الثلاثاء أنّه يؤيّد عودة روسيا إلى مجوعة الثماني، من دون أن يذكر أي شرط لهذه العودة، ما يتعارض مع مواقف حلفائه في مجموعة السبع الذين سيلتقيهم أواخر الاسبوع في بياريتس في جنوب غرب فرنسا.
وأوضح الرئيس الفرنسي، المؤيّد للحوار مع موسكو، أنّ "القول إنّ على روسيا أن تعود بدون قيد أو شرط إلى الطاولة غداً يعني إعلان ضعف مجموعة السبع".
وأضاف "هذا يعني أنّ الدول السبع التي قرّرت قبل خمس سنوات إقصاء روسيا تعتبر أنّ ما قامت به لم يكن له أي تأثير، بحيث يمكن لروسيا أن تعود بدون أي مشكلة. هذا الأمر سيمثّل خطأ استراتيجياً بالنسبة لنا".
وشدّد ماكرون، الذي استقبل نظيره الروسي فلاديمير بوتين على مدى ساعتين يوم الإثنين، على "وجوب أن نعمل بجدّ لحلّ النزاع الأوكراني".
وأضاف "بما أنّ الموضوع قيد المعالجة، يجب ألا نزيد الشروط المسبقة"، معتبراً أنّ "دور روسيا مهمّ".
وكانت الدول الصناعية السبع الكبرى (الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة) قرّرت إقصاء روسيا من مجموعة الثماني بعد ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم في مارس 2014.
وإضافة الى الملف الأوكراني فإن الخلافات بين الدول الغربية وروسيا تشمل أيضاً الملفين السوري والإيراني، فضلاً عن الاتّهامات الموجّهة لروسيا بالتدخّل في عمليات انتخابية عدة، وقضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في انكلترا في مارس 2018 والمتهمة به أيضاً موسكو.
مواضيع: