ويرصد المخرج قنّيفي عبر قصة مقتبسة من كتاب "المحتشد" للإعلامي الجزائري الراحل عبد الحميد بن زين، معاناة جزائريين داخل أحد المعتقلات إبان الثورة التحريرية، يدعى "بوغاري".
ويحكي الفيلم على لسان الراوي عبد الحميد بن زين، حياة القسوة والتعذيب التي عاشها (الروائي) رفقة 60 سجينا آخر داخل معتقل "بوغاري"، الواقع بولاية المدية، عندما انتقلوا في شباط/ فبراير 1961، من سجن "لامبيز" بمحافظة باتنة، إلى معتقل "بوغاري" بالمدية.
ويسلط العمل الضوء على التعذيب النفسي والجسدي الذي يتعرض له المعتقلون وردة فعلهم إزاء جنود احتياطيين من الفيلق المكلف بحراستهم.
وتتوغل كاميرا المخرج في نقل الحياة داخل المعتقل بتصوير الأعمال اليومية الشاقة التي يقوم بها المعتقلون الجزائريون، والإذلال والاضطهاد الذي يطولهم من قبل الجنود بهدف إجبارهم على رفض كفاحهم من أجل الاستقلال والانخراط في صفوف "الخونة" (من خدموا الجيش الاستعماري ضد الثورة).
واختار المخرج أن تكون نهاية فيلمه بمشاهد مغادرة المعتقلين من المركز العسكري الخاص (المعتقل) وعودتهم إلى أهاليهم بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار بين أول حكومة مؤقتة جزائرية (تم إعلانها رسميا في أيلول/ سبتمبر سنة 1958 بالقاهرة) وفرنسا الاستعمارية في 19 آذار/ مارس 1962.
واندلعت الثورة الجزائرية في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 1954 في مختلف ربوع البلاد بمشاركة 1200 محارب، كان بحوزتهم 400 قطعة سلاح، وبضعة قنابل تقليدية، فسارعت حكومة الاستعمار الفرنسي آنذاك إلى سجن عدد منهم في محاولة فاشلة لإحباط الثورة.
وانتهت الحرب باسترجاع الجزائر لسيادتها في 5 تموز/ يوليو 1962.
مخرج الفيلم قنيفي، قال على هامش العرض المخصص للصحافة إن "تصوير العمل بدأ في حزيران 2014، وتأخر الانتهاء منه في وقته المحدد بسبب نقص التمويل وغياب الممثلين في بعض الأحيان عن التصوير".
وأضاف قنيفي أن "مشاهد التعذيب بقساوتها لم تصور كما حدثت للمعتقلين أثناء الثورة، بل بدت عادية نوعا ما، نظرا لصعوبة عرض الفيلم".
مواضيع: المعتقلين-الجزائريين