وأوضحت البروفيسورة نيكول إيتر، مديرة مستشفى العيون بجامعة مونستر الألمانية، أن الضوء الأحمر يساعد المرء على النوم، ويبدأ الجسم في إفراز هرمون النوم، الميلاتونين. وهناك مستقبلات خاصة للضوء الأزرق في شبكية العين، وتنتج هذه الخلايا التي تعرف باسم الخلايا العقدية بروتين الميلانوبسين.
ومن جانبه، أوضح ألفريد فياتر، طبيب النوم بمدينة كولن الألمانية، أن الضوء الأزرق يمنع إنتاج الميلاتونين، فيحول دون الاستغراق في النوم.
وعادة ما تؤدي قلة النوم الناتجة عن ذلك إلى اعتلال المزاج، ومشاكل في التركيز، والحد من القدرة على التحمل، وعلى المدى الطويل، يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، والأيض، والاكتئاب.
في المقابل اعتبر البروفيسور الألماني أولاف شتراوس أن الساعة البيولوجية تلقائية، وهي مضبوطة على إيقاع 25 ساعة. وحتى تعمل الساعة بصورة دقيقة، يجب مواءمتها بفضل ضوء النهار.
دراسات متناقضة
ورغم أن العديد من الدراسات، اهتمت بالضوء الأزرق ومشاكل النوم، إلا أنها لم تُثبت أن إيقاع النوم يختل بسبب ضوء الشاشة في المساء، حسب مدير قسم طب العيون التجريبي بمستشفى شاريتيه الجامعي البروفيسور شتراوس.
وحلل باحثون فنلنديون في 2018 تحليلاً لدراسات سابقة عن العلاقة بين الضوء الأزرق والساعة البيولوجية، وخلصوا إلى أن الحد من إنتاج الميلاتونين، بعد التعرض للضوء الأزرق مدة ساعتين مساءً، لا يستمر أكثر من 15 دقيقة، وخلصوا أيضاً إلى أن الضوء الأحمر يمكنه هو الآخر التأثير على هذه الساعة البيولوجية.
عوامل أخرى
وإلى جانب الضوء الأزرق، أكد فياتر أنه يجب مراعاة بعض العوامل الأخرى، مثل الإفراط في استخدام السوشيال ميديا قبل النوم، والمناوبة الليلية التي تؤثر على الساعة البيولوجية، فضلاً عن اختلاف درجة الحساسية بين الأشخاص، فالبعض يجد متعةً عندما يكون الضوء دافئاً بعض الشيء.
وأوضحت البروفيسورة إيتر أنه لا توجد توصية سليمة علمياً حول المدة، التي يتعين على المرء فيها تجنب الضوء الأزرق قبل النوم.
وعند الشعور بالانزعاج بسبب ضوء الشاشة مساءً، يتعين لدواعي الراحة استخدام الإعدادات في الهاتف الذكي، أو الحاسوب اللوحي، أو جهاز اللاب توب، أو الشاشة. ومن المفيد أيضاً استعمال الوضع المظلم (Dark Mode)، لإبراز الكتابة بشكل أكبر، وتسهيل القراءة.
مواضيع: