قالت وكالة "رويترز" إن الأمير عبد العزيز بن سلمان، المعروف عنه أنه يحتفظ بمعظم الملفات التي يعمل عليها في طي الكتمان، نجح في أول مهمة خاصة بوزارته الجديدة، وهي تحقيق أول خفض لإنتاج النفط في اجتماع "أوبك" الأخير في العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، بعد 4 أيام فقط من توليه منصبه.
وأوضحت أن الأبرز ليس النجاح، بل أن ذلك الأمر مر بصورة سلسة غير مسبوقة، خاصة وأن تلك الأزمة دوما تسبب في خلافات وجدال واسع النطاق داخل اجتماعات أوبك.
رسائل قوية
ونقلت "رويترز" عن مصادر مطلعة ما دار في اجتماع "أوبك" المغلق، وكيف تعامل الأمير عبد العزيز بن سلمان مع نظرائه من وزراء النفط في الخليج والعالم.
وقالت تلك المصادر:
"قال الأمير عبد العزيز، أولا وقبل كل شيء إنه حريص على إعادة بناء أواصر الثقة مع الدول المجاورة المنتجة للنفط، وهي الكويت والإمارات وسلطنة عمان، وأيضا مع غيرها من الدول الأعضاء في أوبك".
ووفقا لثلاثة مصادر جرت إحاطتهم علما بالمناقشات، فإنه من المتوقع أن يتعامل الأمير، وهو مسؤول مخضرم في قطاع النفط وعضو بارز في أسرة آل سعود الحاكمة، مع المسائل التي تخص أوبك بنهج مختلف عن سلفه خالد الفالح.
وقالت الوكالة إن سياسة ابن سلمان الجديدة، يبدو أنها أتت ثمارها، بعد ساعات قليلة من انتهاء اجتماع "أوبك".
وقالت إنه بعد اجتماع "أوبك" كان هناك اجتماع للجنة المشتركة لمراقبة السوق، المعروفة باسم "لجنة المراقبة الوزارية المشتركة"، والتي انضم إليها وزيرا النفط في العراق ونيجيريا، عضوي المنظمة اللذين يزيد إنتاجهما عن المتفق عليه.
وبمجرد جلوسهما على منضدة الاجتماع، تمكن الأمير عبد العزيز من إقناعهما بالتعهد على خفض سريع للإنتاج.
قدرة دبلوماسية
وقال مصدران إنه نتيجة لهذا التحرك من الدولتين، قد ينخفض إنتاج أوبك أكثر بمقدار 400 ألف برميل يوميا تقريبا، أو ما يعادل 0.4% من الإمدادات العالمية، للمساهمة في دعم أسعار النفط في وقت تتصاعد فيه المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي وارتفاع الإنتاج الأمريكي.
وقال الأمير وهو يدعو الوزيرين العراقي والنيجيري لشرح خطواتهما المقبلة: "العمل في إطار من الوحدة يبعث برسائل قوية للسوق ويمنحها ثقة أكبر".
ونقلت مصادر أخرى أن ابن الملك سلمان والأخ غير الشقيق لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قوله خلال اجتماع مع وزراء النفط الخليجيين ومسؤولين بارزين في "أوبك": "نشدد على أهمية التزام جميع الدول، سواء كانت كبيرة أم صغيرة".
وقالت "رويترز" إن الأمير عبد العزيز يعرف في قطاع النفط، بأنه "مفاوض دبلوماسي" من الدرجة الأولى، وله خبرة طويلة في إبرام اتفاقات أوبك، لكنه "يميل أيضا إلى الاحتفاظ بأوراقه طي الكتمان".
وتم تعيين الأمير عبد العزيز وزيرا للطاقة خلال الأيام الماضية، ضمن عدة أوامر ملكية، تختص في مجملها بمجال الطاقة والصناعة السعودية، وتولى حقيبة النفط خمسة وزراء منذ عام 1960 لم يكن أحد منهم من أفراد الأسرة الحاكمة.
الأمير عبد العزيز (البالغ من العمر 59 عاما) هو شقيق للأمراء؛ فهد، وأحمد، وسلطان، وفيصل، والأخ غير الشقيق لكل من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والأمير خالد، نائب وزير الدفاع السعودي، والأمير تركي، والأمير نايف، والأمير بندر، والأمير راكان.
وقبل تعيينه وزيرا للطاقة كان الأمير عبد العزيز مساعدا لوزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول خلال الفترة (2004 - 2015)، ووكيلا لوزارة البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول خلال الفترة (1995 - 2004)، ومستشارا لوزير البترول والثروة المعدنية خلال الفترة (1987 - 1995).
كما كان له دورا في إنجاز أول استراتيجية أقرتها منظمة "أوبك" في مؤتمر أوبك الوزاري في عام 2005، حين ترأس اللجنة المكونة من وكلاء وزارات البترول والطاقة في الدول الأعضاء في منظمة أوبك لإعداد استراتيجية أوبك للمدى الطويل.
مواضيع: