كيف ترد الإمارات على تهديدات "أنصار الله" باستهداف أبو ظبي ودبي؟

  20 سبتمبر 2019    قرأ 891
كيف ترد الإمارات على تهديدات "أنصار الله" باستهداف أبو ظبي ودبي؟

غيرت حرب اليمن ذات السنوات الخمس معادلات وموازين قوى كثيرة في المنطقة، اندلعت الحرب في مارس/آذار 2015 تحت مسمى عاصفة الحزم، تحولت بعدها إلى عاصفة الأمل، وتحولت معها قوى الشمال "أنصار الله" "الحوثيون" وفق مراقبين، من متلق لضربات طيران التحالف إلى مهدد للعمق السعودي والإماراتي .

ما مدى جدية تهديدات "أنصار الله" للإمارات ، وكيف ستتعامل أبو ظبي معها وتأثيرها على الاقتصاد وهل تمتلك أبو ظبي قدرات دفاعية تتفوق على ما تمتلكه السعودية.

اتفاقات سرية
قال العميد عبد الله الجفري الخبير العسكري اليمني لـ"سبوتنيك"، إن التحذيرات التي أطلقها المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة في صنعاء بشأن استهداف مواقع هامة في الإمارات لم تكن الأولي، فقد حذر عبد الملك الحوثي قائد الثورة في الأشهر الماضية، بأن على الإمارات أن تلتزم بما تم في الاتفاقات "السرية" الموقعة بين الجانبين، وعبر القنوات التي حاولت التوصل مع الإمارات إلى ضرورة الانسحاب الكلي من كل شبر من الأراضي اليمنية.

 مراوغة إماراتية
وأضاف الخبير العسكري: "الإمارات حاولت المراوغة والمماطلة، بعد أن انسحبت من مأرب والساحل الغربي انسحاب جزئي، وبالتالي شاهدنا ما حدث من تطورات في المحافظات الجنوبية والشرقية والتي كانت الإمارات هى سيدة تلك المواقف وهى التي دعمت الميليشيات التي خاضت تلك الصراعات، وهى بذلك تريد أن تتموضع من خلال تلك المليشيات التابعة لها"، وقد حدد الناطق العسكري الإمارات بأنها ستكون الهدف القادم وبشكل خاص أبو ظبي ودبي، "عشرات الأهداف" كانت ضمن الخطة الاستراتيجية الأولى والتي أعلن عنها في أغسطس/آب الماضي، وتم ضرب حقل "الشيبة" النفطي المشترك بين السعودية والإمارات، كانت تلك العملية رسالة هامة للدولتين".

وتابع الجفري: "وكانت الضربة الأخيرة لشركة أرامكو أيضا ضمن استراتيجية الردع التي أعلنت عنها صنعاء، فكانت ضربة هجومية نوعية كبرى لحقلي بقيق خريص في قلب المملكة، نحن نسير وفق استراتيجية وأهداف محددة".

وتوقع الخبير العسكري "أن تكون الضربات القادمة للإمارات وبشكل خاص في أبوظبي ودبي للأماكن الاقتصادية الحساسة، لذا على الإمارات أن تأخذ تلك التهديدات على محمل الجد بعد أن تمردت أبو ظبي على الاتفاقية السرية التي تم التوقيع عليها ولن تف بالتزاماتها وكانت فقط تريد استغلال الوقت لإعادة المقاومة والالتفاف ومحاولة إيجاد موطىء قدم لها من خلال المليشيات في المنطقة الشرقية والجنوبية"، وتصريحات الناطق الرسمي باسم الجيش بالأمس كانت موجهة ضد الإمارات أكثر من السعودية، "فقد انتقلنا اليوم من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم بعدة طائرات وبعدة صواريخ، تلك النقلة النوعية غيرت المعادلة على مسرح العمليات وهي التي ستجبر الرياض وأبو ظبي على وقف العدوان ورفع الحصار".

فضيحة كبرى
وحول القدرات الدفاعية للإمارات والتي قد تمكنها من التصدي لأي هجوم بالطائرات والصواريخ القادمة من صنعاء، قال الجفري: "معظم دول المنطقة كما يعلم الجميع ترتبط بعلاقات مباشرة مع أمريكا وبريطانيا، وبالتالي ما يمتلكونه من أسلحة حديثة ومتطورة في مجال الدفاع الجوي ومنها "الباتريوت"، قد فشلت جميعها فشلا ذريعا ولم تستطع اكتشاف أو ضرب طائراتنا قبل وصولها إلى أهدافها بدقة وتلك فضيحة كبرى، كما فشلت السعودية ستفشل الإمارات أيضا".

تغير غير كاف
وفي نفس السياق، قال محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لـ"أنصار الله" لـ "سبوتنيك": هناك تغير ملموس في السياسة الإماراتية تجاه اليمن سواء ما يتعلق بالناحية السياسية أو العسكرية، لكن هذا التغييرات غير كافية، وعلى الإمارات أن تنسحب بشكل كامل أو توقف مشاركتها في العدوان على اليمن بشكل كامل، وإلى الآن نحن مجمدين قصف العمق الإماراتي من تشجيعهم على وقف عدوانهم على اليمن بشكل كامل.

وأضاف البخيتي أن تجميد الضربات لا يعني وقفها، و"ننصح الإمارات بأن تعجل بوقف مشاركتها في العدوان على اليمن، تحاشيا لعمليات القصف التي قد تطال منشآتها الحيوية والحساسة والتي سيكون تأثيرها أكبر من ضرب مثيلاتها في السعودية، نظرا لهشاشة الاقتصاد الإماراتي".

وتابع عضو المجلس السياسي: "هناك تغيير من جانب الإمارات في اليمن وفقا لما تم الاتفاق عليه، لكن لم يصل الأمر إلى حد الوقف الكامل للعمليات العسكرية على اليمن، وبالتالي عليهم التنفيذ الكامل لما تم التوافق عليه حتى يأمنوا ضرباتنا في المستقبل".

وكلاء إيران
 وعلى الجانب الآخر، قال رياض قهوجي رئيس مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري لـ"سبوتنيك": "الحوثيون اليوم هم في مواجهة مع التحالف الدولي، وهم يعملون كوكلاء لإيران، وبالتالي إيران تهدد بتصعيد الموقف في المنطقة، وشاهدنا الهجمات في بقيق، وهي تحاول عبر هذه التهديدات وهذه التحركات أن تزيد الضغط واللعب على حافة الهاوية، لإضعاف التحالف الأمريكي وإجبار واشنطن على رفع العقوبات عنها".

هجوم خادع
 وأشار قهوجي إلى أن الهجوم على أكبر مصافي النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية في بقيق وحريص، استخدمت فيه  طائرات من دون طيار، وصواريخ معدة للعمل

وإصابة أهداف برية، وهي تطير على ارتفاعات منخفضة وحجمها صغير، بالتالي الإنذار المبكر يحتاج إلى رادارات خاصة، وتركز الرياض منذ فترة على دفاعاتها في الجنوب من ناحية الحوثيين، وهذا الهجوم جاء من الشمال وكان مفاجئا، واليوم سيكون هناك إعادة نشر لأنظمة الإنذار المبكر لمحاولة رصد الأهداف الصغيرة، وموضوع الإنذار المبكر للطائرات الصغيرة من دون طيار ليس بالأمر السهل، وهو يحتاج إلى تطوير المنظومات للتعامل مع الأمر بفعالية أكبر.

الإمارات أكثر جاهزية
 وأضاف رئيس مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري، الإمارات تتجهز بشكل دائم، وهي تراقب ما يجري وما جرى في السعودية، وإن شعرت بأن هناك أي ثغرات في أنظمة الإنذار المبكر لديها فهي بصدد سد أي ثغرات موجودة، ومعروف أنها الأكثر إنفاقا وجهوزية في مجال الدفاع والقوات المسلحة، وأنا أعرف أن الإمارات دائما مستعدة وهي في جهوزية دائمة، وطبعا ستبذل جهدها لصد أي اعتداءات عليها.

تأثر الاقتصاد
وحول تأثير تلك التهديدات "الحوثية" على الاقتصاد الإماراتي، قال الدكتور عبد الرحمن الطريفي الخبير الاقتصادي الإماراتي لـ"سبوتنيك": "تلك التهديدات لها تأثير كبير جدا على الاقتصاد الإماراتي، لكن الإمارات استطاعت تحييد تلك التهديدات الأولى وسحبت قواتها من اليمن، وهنا تحاول الإمارات أن يكون لديها توازن في العلاقات مع كل الدول العربية".

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن دولة الإمارات تحاول جذب استثمارات دولية كبيرة جدا سواء في أبو ظبي أو دبي وتمنح تسهيلات وحوافز كبيرة للمستثمرين، وأرى أن أي تهديدات جيوسياسية سيكون لها تأثير كبير جدا، لكن الإمارات ستتجاوز الأزمة كما تجاوزت الأزمات السابقة.  

وقال المتحدث العسكري باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع في مؤتمر صحافي أمس الأربعاء: "لدينا عشرات الأهداف ضمن بنك أهدافنا في الإمارات منها في أبوظبي ودبي، وقد تتعرض للاستهداف في لحظة"، وأضاف: "للنظام الإماراتي نقول عملية واحدة فقط ستكلفكم كثيرا، ستندم نعم ستندم إذا ما قررت القيادة إصدار توجيهاتها للقوات المسلحة بتنفيذ أي عملية رد خلال الأيام أو الأسابيع القادمة".

وكان سريع قد هاجم  في مارس الماضي حكام أبو ظبي، قائلا: "رهاناتكم ستسقط ومخططاتكم ستفشل وإن كانت موانئنا اليوم مغلقة بتآمركم، سيأتي اليوم الذي تغلق فيه موانئكم ومطاراتكم، فوعي شعبنا في الشمال والجنوب أكبر من أن تنطلي عليه مؤامراتكم"، وفق ما نقلته وكالة "سبأ".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة