بعد فشل مساعي ماكرون... ماذا تريد إيران من أوروبا لإنقاذ الاتفاق النووي؟

  03 اكتوبر 2019    قرأ 735
بعد فشل مساعي ماكرون... ماذا تريد إيران من أوروبا لإنقاذ الاتفاق النووي؟

رغم فشل المساعي الأوروبية في حل أزمة الاتفاق النووي بين إيران وأمريكا، كثيرًا ما يشير الرئيس حسن روحاني إلى إمكانية قيام دول الاتحاد الأوروبي بدور لإنقاذ الاتفاق النووي.

 

باءت كل المحاولات الأوروبية لحل الأزمة القائمة بالفشل، وكان آخرها مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي أعلنت أمريكا رفضها مؤخرًا، كما فشلت محاولته لجمع الطرفين حول طاولة حوار واحدة، أو في مكالمة هاتفية.

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماع الحكومة اليوم الأربعاء، إن "الطريق أمام الأوروبيين لا يزال سالكا لإنقاذ الاتفاق النووي وتحقيق المصالح الإيرانية، الأمر الذي أثار عدة تساؤلات مفاداها: ما المطلوب من أوروبا لإنقاذ الاتفاق، وهل يمكنها القيام بذلك؟".

تصريحات إيرانية

وإذ شكر روحاني الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لما بذله من جهود، أكد أن الإدارة الأمريكية هي من حالت دون تحقيق أي تقدم.

وأكد روحاني أنه لا مشكلة لدى إيران في عقد اجتماع على مستوى (5+1)، لكنه ينبغي احترام مقررات هذه المجموعة، مشددا على أن بلاده تسعى لمفاوضات تحقق نتائج حقيقية.

وشدد الرئيس الإيراني على أن طهران لا تثق بالإدارة الأمريكية، لأنها تطلب التفاوض من جهة، وتفرض العقوبات من جهة أخرى.

وفي سياق آخر، شدد روحاني على أنه لا يمكن عزل إيران إذ أنها موجودة في كل الساحات، وقال "لا يمكن تحقيق الأمن في المنطقة والعالم من دون إيران... من يشن الحرب على اليمن هو من يقف خلف الفوضى في المنطقة".

وختم روحاني مشددا على أن "إيران باتت أقوى مما كانت عليه العام الماضي وأن اقتصادها بات أفضل".

ماذا يريد روحاني؟

مصطفى الطوسة، الإعلامي والمحلل السياسي المقيم في فرنسا، قال إن "السلطات الإيرانية منذ بداية الأزمة وانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، كانت تراهن على أن دول الاتحاد الأوروبي ستمارس ضغوطًا على حليفها الأمريكي لإنقاذ الاتفاق".

أن "إيران كانت تريد من أوروبا لإنقاذ الاتفاق البقاء في السوق الإيرانية والالتفاف حول العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، والاستجابة لمطالب الإيرانيين على المستوى الاقتصادي".

وتابع: "بالرغم من الإرادة الحسنة لدول الاتحاد الأوروبي، قوة الاتحاد لم تمكنه من الحصول على أجوبة تستجيب لمطالب الاقتصاد والسوق الإيراني، لأن الضغوط الأمريكية والعقوبات الاقتصادية المفروضة كانت قوية لدرجة أن كل الشركات الأوروبية التي خيرها ترامب بين البقاء في إيران أو المكوث في السوق الأمريكية اختارت ترك طهران، واستجابت للعقوبات".

ومضى قائلًا: "في بداية الأمر فشلت دول الاتحاد الأوروبي لإيجاد هذه الأجوبة بالرغم من كل المحاولات، كانت هناك آلية الإنستيكس كنظام مقايضة للالتفاف على العقوبات، وفكرة الخطة الائتمانية التي اقترحها إيمانويل ماكرون والتي تم رفضتها أمريكا، كان هناك جهود كبيرة من الأوروبيين لمحاولة الالتفاف على العقوبات الاقتصادية، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، بسبب أن بيت القصيد في الأزمة الإيرانية لا يوجد عند أوروبا بقدر ما يوجد في واشنطن".

وأكمل "الدول الأوروبية لا يمكن لها أن تقوم إلا بوساطة، وليس بإيجاد حل بديل للعقوبات، والرئيس الفرنسي يعلم ذلك جيدًا لذلك يحاول أن يفتح بابًا جديدا للحوار من أجل بلورة اتفاق جديد يخدم الجميع".

وبشأن ما يريده روحاني، قال: "يريد روحاني من الأوروبيين أن يجدوا له مخرجًا ومتنفسًا من العقوبات الأمريكية دون أن يرغم النظام الإيراني على تقديم التنازلات التي يطلبها دونالد ترامب".

مناورة سياسية

من جانبه قال محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، إن "حديث الرئيس الإيراني حسن روحاني المتكرر، عن دور الاتحاد الأوروبي في حل أزمة الاتفاق النووي، مناورة سياسية".

وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "هناك اتفاقات إيرانية روسية على أعلى مستوى لإحداث اختراق في علاقات إيران الدولية، أو في الثقافة الاستراتيجية الإيرانية تجاه المجتمع الدولي".

وتابع "روحاني في فترته الرئاسية الأولى، كان يستهدف بناء علاقات قوية مع أمريكا وأوروبا بحكم أنهم يملكون كثير جدا من أوراق اللعب في الساحة السياسية الدولية، لكن مؤخرا اكتشف أن الأوراق باتت في يد روسيا والصين، لذلك يجري معهم اتفاقيات تجارية، وهناك حديث عن مناورات عسكرية بين إيران وروسيا والصين في الخليج العربي وعند مضيق هرمز قريبًا".

 


مواضيع:


الأخبار الأخيرة