وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن قرار ترامب "المفاجئ" سحب القوات الأمريكية من شمالي سوريا، كان بمثابة الصدمة للمسؤولين الإسرائيليين، وأثار قلقهم.
وتابعت "الخطوة لا تعني أن الأكراد تُركوا بلا حماية في مواجهة الهجوم العسكري التركي فحسب، ولكن المسؤولون الإسرائيليون يرون أنها أسوأ من ذلك، لأن الانسحاب قد يتم ملء فراغه من داعش أو غيره من التنظيمات الإرهابية، أو يجعل إيران وسوريا أكثر جرأة".
ونقلت الصحيفة عن دان شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، والباحث في جامعة تل أبيب "يشعر الإسرائيليون بقلق عميق من قرار ترامب التخلي عن شركائنا الأكراد السوريين، لتوغل تركي، لكن الأمر أسوأ من ذلك".
وتابع شابيرو "التكاليف المترتبة على المصالح الأمريكية والإسرائيلية واضحة، من بينها التخلي عن شريك سني معتدل – المقاتلون الأكراد في قوات سوريا الديمقراطية؛ وتسليم انتصارات سهلة لأنقرة ودمشق وموسكو وطهران؛ واحتمال إحياء داعش".
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي "بالطبع، الانطباع في المنطقة أن الولايات المتحدة لن تقف مع حلفائها مع تنامي العدوان الإيراني تجاه شركائنا في الخليج وتجاه إسرائيل من جبهات متعددة".
وأشار التقرير إلى أن المسؤولين الإسرائيليين باتوا يشعرون بالقلق من ترامب، بسبب ما وصفوه بـ"ميوله الانعزالية".
واستمرت الصحيفة بالقول "الأمر الأكثر إثارة للقلق، من منظور إسرائيلي، هو عدم الرغبة الواضحة للرئيس الأمريكي في استخدام القوة العسكرية للرد على هجمات طالت أصول أمريكية أو حلفاء أمريكا في المنطقة".
وتابعت "فهو لم يرد عسكريا عندما أسقط الإيرانيون طائرة مسيرة أمريكية باهظة الثمن، ولم يفعل ذلك أيضا بعد تعرض منشآت نفط سعودية هامة لهجوم بطائرات مسيرة وصواريخ كروز في 14 سبتمبر – في هجوم نسبه الكثيرون لإيران".
ونقلت الصحيفة عن تشاك فريليك، النائب السابق لمستشار الأمن القومي وأستاذ في جامعتي تل أبيب وكولومبيا، "ينبغي على إسرائيل أن تشعر بالقلق".
وأوضح ""ليس فقط بشأن انسحاب ترامب من سوريا، الذي هو بالطبع أمر في غاية الأهمية من وجهة نظر إسرائيل، ولكن بسبب دور القوات الأمريكية في منع خط إيراني غير منقطع من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط".
وتابع
"ينبغي على إسرائيل القلق إذا ما كان ترامب لا يزال حليفا يمكن الوثوق به لإسرائيل، فبعد كل شيء، سياساته في الشرق الأوسط تفشل في كل النواحي".
واستطرد فريليك قائلا إن أية إدارة أمريكية أخرى كانت سترد على التعبيرات المختلفة للعدوان الإيراني بإعلان الحرب، "لكن ترامب، لا يحرك ساكنا".
بدوره قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، الميجر جنرال (احتياط) يعقوب عميدرور: "الخطوات الأخيرة التي اتخذها ترامب، أو عدم اتخاذه لخطوات، يوضح للمنطقة بكاملها أن الأمريكيين قد خرجوا من المنطقة، وهذه بالطبع أنباء سارة للإيرانيين والسوريين والأتراك".
وإضاف "وهو أيضا لأمر سيء للغاية بالنسبة للبلدان التي لديها علاقات طيبة مع الولايات المتحدة، بما في ذلك إسرائيل، ليس لأنه لا يمكننا الدفاع عن أنفسنا، وإنما لأننا ندرك أن الشرق الأوسط من الآن فصاعدا [سيكون عليه أن يتدبر أموره] من دون نفوذ الأمريكيين، أو مع تأثير أقل منهم".
واستمر عميدرور "ضربنا سوريا أكثر من 200 مرة، والولايات المتحدة لم تضرب الإيرانيين ولا مرة، وبالتالي، الأمر يتعلق بنا وليس بهم، لطالما قمنا بمهمة محاربة الإيرانيين ونفوذهم، إن قدرتنا على الاستمرار في القيام بذلك لن تكون محدودة بمجرد خروج الأمريكيين".
وأضاف قائلا "لقد تعاملنا مع العدوان الإيراني حتى الآن بدون الأمريكيين، عندما كانوا لا يزالون في الشرق الأوسط. الآن نحن لوحدنا في هذه الحرب، حقيقة أنهم يقومون بالانسحاب لا تعني أي تغيير كبير. المسألة هي مسألة نفسية أكثر".
وبدأت الولايات المتحدة، في وقت سابق ، سحب قواتها من منطقة شمال شرق سوريا قرب الحدود مع تركيا، وسط استعدادات الأخيرة لشن عملية عسكرية لتطهير هذه الأراضي من "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تنشط ضمن تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" المدعوم أمريكيا في الحرب على "داعش"، وتعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا وذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني".
هذا وبدأت تركيا يوم الأربعاء، عملية عسكرية شمالي سوريا، تحت اسم "نبع السلام" وادعت أن هدف العملية هو القضاء على ما أسمته "الممر الإرهابي" المراد إنشاؤه قرب حدود تركيا الجنوبية، في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني" وتنشط ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" التي دعمتها الولايات المتحدة في إطار محاربة "داعش".
مواضيع: